مخرج أول فيلم مصري يفوز بـ"كان": لم أفهم أنني فزت بسبب "الفرنسية" وحلمي الأكبر عرض الفيلم في القاهرة (حوار)
حوار- شروق غنيم:
ثمة 11 فيلمًا يتنافسون على جائزة أفضل فيلم روائي قصير ضمن المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة في مهرجان كان السينمائي الدولي، 11 حُلمًا داخل كل مخرج، لحظة مهيبة في مشوارهم، على المسرح اصطف أصحاب الأعمال كإجراء يحدث لأول مرة، القلب يزداد خفقانًا، بينما أخذت لجنة التحكيم تتلو اسمًا واحدًا فائزًا؛ سامح علاء مخرج فيلم "ستاشر"، دفقة مشاعر مختلفة غمرت المخرج المصري إذ فاز للتو بواحدة من أهم الجوائز السينمائية، فيما صار اسمه مدوّن بالتاريخ كأول مصري يحصد السعفة الذهبية بالمهرجان الدولي.
سامح علاء، مخرج شاب، لم يكن لصاحب الـ33 ربيعًا سوى فيلمًا واحدًا قصيرًا باسم "خمستاشر" حصد به جائزة العرض الأوروبي للفيلم القصير، غير أن "ستاشر" هو ثاني تجربة فيلم قصير يخوضها، غير أنها كانت سببًا في حصوله على سلسلة من الجوائز المختلفة، وخلال يومين فقط حصل على جائزتي مهرجان كان السينمائي الدولي وجائزة مهرجان الجونة.. مصراوي أجرى حوارًا مع المخرج الشاب ليحكي أكثر عن كواليس الإعلان عن الجائزة، مشواره في عالم السينما، وحُلمه المقبل.. وإلى نص الحوار:
-يوم الإعلان عن الجوائز.. هل كنت تعلم عن فوز فيلمك؟
"لم أكن أعلم قبل بدء الحفل عن فوز الفيلم؛ حين بدأ الإعلان عن الجوائز طلبوا على غير العادة من جميع المخرجين الصعود على المسرح، وبدأت لجنة التحكيم تتحدث عن اختيارهم للفيلم الفائز، في المعتاد يفوز فيلمان، إحداهما جائزة تنويه خاص والأخرى السعفة الذهبية غير أن هذا العام اكتفوا بجائزة واحدة فقط، أخذت اللجنة المكونة من 6 أعضاء تحكي عن إجماعهم تجاه فيلم واحد بالفوز واستحقاقه الكبير في السعفة الذهبية وأنا مبفهمش فرنساوي خالص، فمكنتش عارف بيقولوا إيه"، حتى نُطقت كلمة مصري باللغة الفرنسية، أدركها المخرج الشاب وما أن رأى تفاعل رفاقه الحاضرين معه "فهمت إني كسبت بس تخيلت إنها التنويه الخاص مكنتش عارف إني واخد السعفة الذهبية".
-وكيف كان رد فعلك حين علمت بفوزك بالسعفة الذهبية؟
مررت بمشاعر مختلطة، كنت في حالة ذهول ومحاولة لاستيعاب المشهد كله، لأني شغوف بالسينما لأبعد مدى وأدرك جيدًا قيمة تلك الجائزة ومن حصدها من مصر في الماضي "كانت مشاعر سينمائية بحتّة وأكبر من إني قدر أوصفها".
-هل كنت تتوقع في أي لحظة في حياتك الحصول على تلك الجائزة؟
كمُحب للسينما كانت تلك أمنيتي، لكني تخيلتني رجل كبير في السن قدّم مشوارًا فنيًا طويلًا زاخرًا بالأعمال "لكن عمري ما أتخيل أشيل جائزة بالقيمة العظيمة دي على ثاني فيلم أعمله".
-من الذي تواصلت معه عقب فوزك بالجائزة لتخبره بنفسك هذا الخبر؟
كان والدي أول من هاتفته لأنه أثر فيّ من الناحية السينمائية، ووالدتي كانت في الجونة لحضور عرض فيلمي في المهرجان، ثم تحدثت مع كل أصدقائي والعاملين بالفيلم لأن بسبب فيروس كورونا لم يحضر إلا عدد قليل من صُناع الفيلم "وكلمت تقريبًا كل قرايبي، لأنها لحظة كنت عايز أعيشها مع الناس اللي بحبهم وكبرت وقضيت معاهم أجمل تجارب حياتي".
-بسبب فيروس كورونا اتخذت إدارة مهرجان "كان" بعض الإجراءات الاستثنائية.. كيف تفاعلت مع ذلك؟
كنت أتمنى أن يحضر صُناع العمل "والقاعة تبقى مليانة باللي بحبهم"، لكن ذلك لم يكُن متاحًا، غير أن بعض الاستثناءات كانت في صالحي، وشعرت بأنها هدية جميلة من القدر؛ لأول مرة تم عرض الأفلام القصيرة في القاعة الكبيرة "كانت لحظة خاصة جدًا يوم العرض، لأن في القاعة دي اتعرض أفلام عظماء بحبهم ومنها أفلام يوسف شاهين، فأنا قاعد دلوقتي في نفس القاعة وفيلمي بيتشاف من جمهور مختلف، كنت متحمس ومش حاطط أي توقعات للفوز.. في اللحظة دي قولت إني لو روحّت ومكسبتش أنا برضو هبقى مبسوط".
-في الوقت ذاته عُرض فيلمك في مهرجان الجونة وخلال يومين فزت بجائزيتن.. كيف استقبلت ذلك؟
تمنيت إمكانية حضوري المهرجان، لكن التأجيلات التي حدثت بسبب فيروس كورونا وضعت إقامة المهرجانين في الوقت نفسه، فتابعت "الجونة" من خلال شاشة التلفزيون وعقب الفوز تواصلت مع أصدقائي وصُناع الفيلم في مصر واحتفلنا "أنا يومها كنت نايم وأنا سعيد".
-احكِ لنا عن رحلتك مع فيلم "ستاشر".. متى بدأت؟
اختمرت الفكرة في عقلي بشكل عام منذ عام 2016، لكن حدث شخصي مررت به خلال عام 2017 جعلني أطوّر منها و"حركني أكتر إني اشتغل عليها"، ثم بدأت رحلة التعاون مع فريق لتنفيذ الفيلم.
-"ستاشر" ثاني فيلم من إخراجك.. هل سبب ذلك صعوبات في الحصول على دعم له؟
بالطبع، واجهنا مشاكل خاصة بتمويل الفيلم "لأن معنديش أعمال كتير أقدر أخد بيها منح مثلًا"، تواصلت مع مؤسسة "فيج ليف استوديوز" "واتحمسوا للفكرة وكان هدفنا نجيب دعم فرنسي للفيلم بحكم تعامل المؤسسة معهم من قبل لكن مقدرناش، فشارك منتجين آخرين زي محمد تيمور وأحمد زيان واللي مولوا جزء كبير منه بشكل شخصي إيمانًا منهم بالفيلم".
بعد الانتهاء من الفيلم.. هل توقعت عرضه في مهرجانات دولية؟
حينما كنت طالبًا انشغلت جدًا بصناعة الأفلام و"إنها تروح مهرجانات ولما كنت بعمل حاجة مكنتش بتنجح، لما اتخرجت قررت إني أركز على مشاريع تعبر عني، لما أشوفها أعرف إن دي أنا.. وده اللي خلى المشاريع اللي عملتها بعد كدة أصدق وقريبة مني، فمكنتش متوقع إننا نشارك في حاجة على أد ما بنكتشف". انتهى فريق العمل من الفيلم يوم 15 فبراير عام 2020 "وأول حاجة نقدم فيها "كان"، كان عندي أمل لأننا تعبنا جدًا على الفيلم وتمنيت يتعرض بشكل كويس".
أصبحت أول مصري يحصد السعفة الذهبية في التاريخ.. كيف تتعامل مع ذلك؟
أكثر شيء مهم بالنسبة لي هو صناعة الأفلام "خطوة إني أعمل فيلم قصير كانت حلم، ولسة نفسي أعمل فيلم تاني وتالت، المهم بالنسبة لي أستمر لأن دي الحاجة الحقيقية اللي بتسعدني"، لحظة أخاذّة بكل تفاصيلها أعيشها خلال تجربة عمل فيلم بداية من الفكرة التي نعمل عليها وتطويرها مرورًا بتنفيذه وعرضه برفقة صُناع العمل وأصدقائي "كل ده بيخليني سعيد جدصا وده اللي أنا عايزه في حياتي".
الفيلم عُرض في مهرجانات مختلفة وحصد 4 جوائز.. ما المهرجان الذي تتمنى وجودك به في الخطوة القادمة؟
هناك فريق من الموزعين يعملون على أكثر من اتجاه، لكن أنا كل حلمي أن يُعرض الفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي "ده أكبر حلم عندي حاليًا، وإني أكون موجود مع اللي عملوا الفيلم معايا وأهلي وصحابي، وأقدر أتفاعل مع الجمهور اللي هيتفرج".
فيديو قد يعجبك: