تقرير تفاعلي.. كيف وزعت جائحة كورونا خسائرها على قطاع السيارات العالمي؟
كتب - محمد جمال:
جرافيك - مايكل عادل:
ثلاثة أيام تفصل العالم على نهاية 2020، عاما مضى صعب وثقيلا، دب فيه الخوف لما شهده من انتشار فيروس كورونا "كوفيد-19" في جميع أنحاء العالم، ليحصد ملايين الأرواح موزعا خسائره الاقتصادية على مختلف القطاعات، ومنها قطاع السيارات العالمي الذي تكبد خسائر قاسية وموجعة، وربما هو القطاع الأكثر تراجعًا وتضررًا.
وشبه عدد من الخبراء الخسائر التي وزعتها الجائحة "كوفيد-19" بأنها أكبر تهديد أصاب قطاع السيارات في مائة عام، لتأخر جداول الإنتاج، وتأرجح السوق نظرا لتوقف العديد من مصانع وشركات السيارات عن العمل، و نقص المستلزمات الداعمة للصناعة.
في تقرير مدعوما بالأرقام والبيانات يرصد "مصراوي" حجم تلك الخسائر التي لحقت بقطاع صناعة السيارات العالمية، منذ بداية الجائحة وحتى اليوم.
أظهر تحليل أجرته شركة الاستشارات الاقتصادية "إرنست أند يونج" أن إجمالي الخسائر التشغيلية لأكبر 17 شركة سيارات بلغت في الربع الثاني فقط من العام نحو 11 مليار يورو، مقابل أرباح بلغت قيمتها نحو 22 مليار يورو في 2019.
وبحسب دراسة، فإن 6 شركات فقط لم تتكبد خسائر، وكانت شركة "تيسلا" الأمريكية لصناعة السيارات الكهربائية هي الوحيدة التي حققت نتائج أفضل خلال الفترة من أبريل حتى يونيو الماضي مقارنة بالعام الماضي، لتقفز بذلك إلى قائمة شركات السيارات الأكثر ربحية، بحسب "إرنست أند يونج".
ووفقا للتحليل، لم تستطع أي من الشركات المصنعة إنقاذ نفسها من انخفاض المبيعات في الربع الثاني الذي شهد ذروة انتشار الجائحة ودفع العالم إلى الإغلاق شبه التام، حيث بلغ إجمالي الخسائر في المبيعات نحو 177 مليار يورو، بتراجع قدره 41% مقارنة بالربع الثاني من العام السابق.
بداية تصاعد الأزمة
أزمة غير مسبوقة ضربت أسواق صناعة السيارات بالعالم وخاصة السوق "الصيني" الذي شهد ميلاد وباء فيروس "كورونا" المستجد "كوفيد-19"، والذي اتخذ من مدينة "ووهان" الصينية في أواخر العام الماضي 2019 مقرا له لبداية الانتشار.
استطاع "الوباء" الذي ضرب العالم بعد ذلك ويستمر حتى الآن من شل حركة السوق الصينية، إذ اضطرت العديد من شركات صناعة السيارات لغلق كلي وجزئي بسبب انتشار المرض وارتفاع أعداد الإصابات اليومية.
وكان اتحاد مصنعي السيارات الصينى، قد أعلن أن مبيعات السيارات في الصين؛ أكبر سوق للسيارات في العالم، هوت بنسبة 43.3% فى مارس الماضى، فيما كان التراجع الأكبر في فبراير بأكثر من 79% مع انهيار الطلب بسبب انتشار فيروس كورونا.
كما هبط إجمالي مبيعات السيارات فى السوق الصينية إلى 1.43 مليون وحدة، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
أدّى انتشار وباء "كورونا" إلى هبوط المبيعات فى السوق الصينية 18.7% فى أول شهر من العام الحالي.
وقال اتحاد مصنعي السيارات في الصين إن مبيعات المركبات العاملة بمصادر الطاقة الجديدة انخفضت 51.6% خلال شهر يناير.
وتسبب فيروس كورونا المستجد فى هبوط مبيعات السيارات الإجمالية فى الصين بنسبة تصل إلى 82% خلال شهر فبراير.
قطاع السيارات فى "مأزق"
لم تنل جائحة "كورونا" من قطاع صناعة السيارات فحسب بل تسللت إلى قطاع صناعة المستلزمات التكميلية، لتجبره على وقف الإنتاج وتعليق العمل خلال فترة الانتشار، و ألزمت العاملين به على فرض العديد من القيود لإيجاد ممر آمن خلال تلك الفترة العصيبة.
واضطرت كبريات الشركات العالمية على فرض إغلاقات وصلت لدى بعض الشركات إلى 50 يومًا:
وإلى جانب تلك الشركات، أغلقت كل من فورد وجنرال موتورز الأمريكيتين إنتاج السيارات بالعديد من المصانع في أمريكا الشمالية بسبب مخاوف انتشار "كورونا"، وبلغ مجموع مصانع فورد وجنرال موتورز الذي تسبب كورونا في إغلاقها إلى 83 مصنعا.
وقررت شركة "مازيراتي" الرائدة فى صناعة السيارات الفاخرة، وقف الإنتاج في مصنعها بمنطقة مودينا في إيطاليا وذلك بعد تفشي فيروس "كورونا" في البلاد.
كما أعلنت العديد من مصانع الشركات لمكونات السيارات وقطع الغيار العالمية، وقف الإنتاج وتعليق العمل بأغلب دول صناعة السيارات العالمية.
وتحول الأمر لشبح لا يمكن الهروب منه فاضطر المنظمون لعدد من المعارض "الدولية" للسيارات إلغائها خوفًا من انتشار "الوباء" الذي يزداد يومًا بعد يوم. مثل معرض جنيف الدولي للسيارات الذي كان مقررًا إقامته في بداية شهر مارس الماضي، ومعرض نيويورك وباريس والقاهرة وغيرها.
تراجع المبيعات
تسبب انتشار "كورونا" المستجد بحالة قلق غير مسبوقة بالعالم دفعت أغلب الدول إلى فرض إغلاقات شاملة في ذروة انتشار المرض وتزايد الإصابات، ما أدى لتراجع مبيعات كبرى شركات السيارات العالمية فى الفترة الأولى من بداية انتشار فيروس كورونا "كوفيد-19".
وفيما يلي قائمة بأبرز الشركات الخاسرة من أزمة "كورونا":
عودة الحياة ودوران عجلة الإنتاج
بعد مرور 12 شهر على جائحة كورونا "كوفيد-19" وما ترتب عليه من ظروف قهرية فرضها هذا المرض اللعين من إغلاق كلي وجزئي، كذلك القرارات الصارمة التي اتخذتها الحكومات جعلت سوق السيارات العالمي يرتبك خلال الشهور الأولى منذ ظهور هذا المرض.
وصاحب الشهور الأولى من تفشي جائحة "كورونا" حالة من الركود والتوقف شبه التام بقطاع صناعة السيارات العالمي خاصة في الربع الثاني من العام، على خلفية التفشي.
ومع إعلان حكومات بعض الدول تخفيف الإجراءات الاحترازية، في إطار خطة التعايش مع فيروس كورونا المستجد، وإسهامًا فى عودة النشاط والحياة لقطاع السيارات بدأ نمو مبيعات القطاع مرة أخرى بداية من منتصف إبريل.
وتعافت "الصين" أكبر سوق سيارات بالعالم بسرعة وعادت المصانع للعمل مرة أخرى فى وقت قصير وتحديد خلال "إبريل" الماضي الذى شهد تحسن مبيعات سوق السيارات الصيني ونموه بنسبة 0.9% مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي ليتجاوز الأزمة ويحقق أول زيادة له منذ حوالي عامين.
وبدأت شركات صناعة السيارات الكبري فى العالم تباعًا من الانطلاق نحو نمو المبيعات والتعافي من تداعيات "كورونا"، إذ تعد "الصين" هي المحرك الأصيل لمعظم أسواق صناعة السيارات فى العالم.
في الشرق الأوسط.. مصر الرابح الوحيد
بالرغم من حالة التخبط والتراجع اللي شهدها العالم خلال عام ملئ بالخسائر، إلا أن قطاع السيارات المصري استطاع أن يتعافى سريعًا بعد إغلاق جزئي في الفترة من منتصف مارس وحتى الأسبوع الأول من مايو الماضي، ذلك مقارنة بدول الجوار المحيطة.
وبالنظر إلى الترتيب العام حسب أداء كل دولة بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تعد مصر البلد الوحيد الذي سجل نموًا إيجابيًا، وفي الوقت نفسه كان أداء الدولة الأكثر نفوذاً المملكة العربية السعودية التي تمتلك 29.5٪ من السوق أفضل من متوسط السوق. في حين سجلت كل من الكويت وعمان والعراق خسائر فادحة.
فيديو قد يعجبك: