تحقيق يكشف: كيف يستولي أصحاب مخابز على أموال الدعم من المواطنين؟
صباح نهار شتوي بارد من أيام شهر فبراير 2021، وسط توافد متقطع للعشرات من أهالي قرية الصنافين وضواحيها على أحد المخابز بالقرية لتسلم حصصهم من العيش المدعم، يتوارى صاحب المخبز بأحد أركانه، ممسكًا بيده اليسرى بطاقات التموين الذكية، يسحب بيمينه بطاقة تلو أخرى، ليضعها بماكينة الدفع الإلكتروني؛ لتسجيل مبيعات خبز دون بيع حقيقي أو إنتاج فعلي لحصته التي تقدر بـ17 جوال دقيق، يفترض أن تنتج 12 ألفًا و750 رغيفًا يوميًا، وفقًا لبيانات مكتب التموين بالقرية التي تتبع مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، بينما يتولى أحد عمال المخبز بيع العيش لمن جاء من أصحاب البطاقات المجمعة، المتروكة مسبقاً لدى المخبز وبعض ممن يترددون بين الحين والآخر ببطاقاتهم التموينية للحصول على حصصهم من الخبز.
بطاقة التموين التي يحظر قانونًا تسليمها للمخبز، جمع صاحبه الخمسيني المئات منها بالاتفاق مع أصحابها، وقسمها إلى مجموعات منفصلة، وفقًا لعدد الأفراد المستفيدين من الدعم، من أجل سهولة تسجيل حصصهم من "العيش" يوميًا على "سيستم" منظومة الخبز، دون حضورهم أو تسلم بعضهم الخبز.
9 آلاف و800 أسرة تحصل على الخبز المدعم ببطاقات التموين، المسجل بها 21 ألف مواطن، وفقًا لبيانات مكتب التموين بالقرية التي يصل تعداد سكانها إلى 28 ألف نسمة؛ ما يعني أن 75% من أهالي قرية الصنافين يستفيدون من الدعم الحكومي للخبز، من خلال 6 مخابز، من المفترض أن تنتج 35 ألف رغيف خبز مدعم يوميًا، لا تختلف آلية البيع في مخابر القرية إلا في نسبة إنتاج أرغفة الخبز، التي تزيد في مخبز على آخر، وفقًا لموقعه الجغرافي وكثافة المترددين عليه، كما رصدها "مصراوي".
بين 4 محافظات: (الشرقية، والدقهلية، والمنوفية، والقليوبية)، وثّق "مصراوي" بالصوت والصورة في هذا التحقيق تربّح أصحاب مخابز من خلال عمليات صرف وهمية للخبز المدعم، باتفاق مسبّق يستغل فيه أصحاب مخابز المستفيدين؛ من أجل التربح من أموال الدعم على حساب مستحقيه، ما يتسبب في إهدار المال العام.