كتب: مصطفى الجريتلي
اعتادت والدة رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي محمود الخطيب ـ قبل وفاتها ـ تجهيز الطعام له فور عودته من التدريبات مع الأهلي رغم وجود شقيقات له أكبر منه سنًا يستطعن القيام بذلك في ظل مرضها.
الخطيب لم يستطع تحمل رؤية والدته بعد تحضيرها الطعام له تذهب لغرفتها و"تعض في فوطة من كتر الوجع" ليستشير طبيبًا أخبره بضرورة خضوعها لعملية جراحية.
وهو أمر لم يكن والده ليوافق عليه بعدما أخطره طبيبًا في عام 1962 بعد خضوع زوجته لعملية جراحية حينها بخطورة خضوعها لعملية جراحية ثانية لخطورة الأمر على حياتها، مفضلًا اللجوء إلى العقاقير الطبية.
ولكن كان قد مرّ على العملية الجراحية الأولى 12 عامًا ما جعل الخطيب يستجدي والده للموافقة على الخضوع للعملية الجراحية:"قالي بلاش يامحمود العملية هتموت".
وخضعت والدة ابن الـ 20 عاماً حينها لعملية جراحية بالمستشفى الإيطالي وظلّ الخطيب معها بالمستشفى بعد الجراحة في وقت غادر الجميع ووالده وشقيقاته:"كان عندي إحساس مش عاوز أسيبها قعدت في البلكونة وحطيت كرسين قدام بعض وشوية أنام وشوية أصحى وشفت وش أمي الله يرحمها لأول مرة حلوة بهذا الشكل".
الأهلي كان يستعد لخوض مباراة مهمة أمام نظيره الترسانة الفوز بها سيُقربهم أكثر من التتويج بلقب الدوري فذهب الخطيب كما اعتاد لملعب مختار التتش؛ حيث المران ولكن الأمر هذه المرة كان مختلفاً.
المدير الفني للأهلي عبده صالح الوحش طلبه للجلوس معه بغرفة الكرة وأحضر كذلك زيزو وأخذ يتحدث معه بصورة عامة عن الأب والأم والأسرة في حياة الإنسان:"قلت له هو في إيه ياكابتن قالي البقاء لله والدتك توفيت جريت مش عارف لفين وخرجت من باب تاني بالنادي".
عدد من زملائه بالفريق لحقوا به بسيارة واصطحبوه إلى المستشفى الإيطالي ولكن كان الجثمان قد عاد للمنزل فذهب لنظرة أخيرة عليها إذ كشف الوجه وقبّل رأسها ولكن لم يستطع المبيت في المنزل يومها.
"لما عرفت الخبر جه في بالي كلمة أبويا بلاش عملية يامحمود قالوا هتموت" لذا ذهب للمبيت بمنزل أحد أصدقائه ولكن ما كان والده ليسمح بتسلل الشعور بالذنب لقلب وعقل نجله؛ حيث ذهب لمنزل صديقه:"قالي الأعمار بيد الله وإن جمهور الأهلي والنادي ليهم حق إني أروح ألعب ماتش الترسانة وهو الحاجة اللي ممكن تفرحهم وتخرجهم من الأحزان".
وانصاع الشاب لكلام والده:"مكنتش شايف قدامي مجرد بجري في الملعب ولكن النتيجة كانت إيجابية في مشوار المنافسة على الدوري"، الأهلي تعادل سلبيًا وظلّت الجماهير تهتف:"بيبو.. بيبو".
"حسيت أن الـ 60 ولا 80 ألف في الملعب بيعزوني في والدتي".
الشاب عاد لمنزله بعد المباراة فلم يجد والدته تُعد له الطعام كما اعتاد بل والده:"حضني وقال لي يابني الأعمار بيد الله والحياة هتمشي.. أنا أكتر واحد زعلان ولكن الأعمار بيد الله".