كتبت: نهى خورشيد

أصدقاء بيبو بالفانلة البيضاء

تعتقد جماهير كرة القدم المصرية، أن العلاقة بين لاعبي القطبين تقوم على المنافسة والمشاحنات فقط وهو ما يظهر لهم داخل المستطيل الأخضر، ولكن الحقيقة عكس ذلك تماماً، فما لا يعلمه الجميع أن نجوم الأهلي والزمالك على مر العصور المختلفة، تربطهم صداقات وعلاقات قوية تستمر معهم حتى النهاية.

وجمع بين الخطيب و لاعبي القطبين العديد من المواقف والذكريات، وهو ما أكده نجوم القلعة البيضاء في حديثهم عن صداقتهم بالكابتن محمود الخطيب رئيس مجلس إدارة الأهلي.

الخطيب الشاهد الأول على زواج ابنة محمد صلاح

وقال محمد صلاح نجم الزمالك لمصراوي:"الخطيب يعد من أفضل اللاعبين الذين مروا على كرة القدم المصرية، وعلاقتنا كانت دائمًا جيدة، في الفترة الأخيرة، لم يحدث بيننا لقاءات كثيرة بسبب انشغاله بحكم موقعه كرئيس للنادي الأهلي، وكذلك انشغالي أنا، ومع ذلك، كان هناك تواصل هاتفي، خاصة في الفترة الأخيرة حينما كان يعاني من المرض".

وعن بداية تعرفهم:"تعود علاقتنا إلى فترة المدرسة الثانوية الرياضية، حيث كنا نعرف بعضنا من خلال المباريات الودية ومنتخب مصر، ومع مرور الوقت، تطورت هذه العلاقة إلى صداقة خلال فترة دراستنا في المدرسة، وكنا مجموعة كبيرة من اللاعبين، منهم من انضم إلى النادي الأهلي مثل؛ مصطفى يونس والخطيب وإكرامي ومصطفى عبده وعبدالعزيز عبدالشافي، ومن نادي الزمالك كان معنا فاروق جعفر والخواجة".

image-1

وأضاف:"معظمنا كان يمثل المنتخب المصري، وكنا نذهب للعب المباريات في أيام الخميس والجمعة، ثم نعود إلى المدرسة مرة أخرى، تلك الفترة أسهمت في تعزيز علاقتنا وتوطيدها، كنا نجتمع دائمًا في منزل عبدالعزيز عبدالشافي، ولم تكن هناك أي حساسيات بيننا".

وعن الخطيب كلاعب روى:" كان لاعبًا مميزًا، لذلك كنا نحسب له حسابًا في الملعب، لكن على الرغم من المنافسة، لم يكن يهم من يفوز، لأننا كنا نخرج مساءً معًا لتناول العشاء ونسهر، فلم تكن هناك أي عصبية أو تعصب".

كما حكي أحد المواقف التي لا ينساها مع الخطيب:"كانت خلال مباراة وكان مدربنا أجنبي وقال لي: "أنت ستراقب الخطيب"، فدخلت عليه بقوة، واللاعب الماهر لا يحب هذا الأسلوب، قمت بارتكاب عدة أخطاء ضده، وكان الحكم إيطاليًا، حينها قال لي بيبو : "يا صلاح، العب بشكل أفضل وإلا سأشتكيك للحكم".

وأكمل:"بصراحة، شعرت بالخوف حينها، لكني تذكرت أن الحكم إيطالي، فقلت له: "هل تتحدث الإيطالية؟" إذا كنت تريد الشكوى، اشتكِ له، ودخلنا في نوبة ضحك خلال المباراة؛ هذا الموقف من الذكريات الطريفة التي لا أنساها".

وواصل:"في ذلك الوقت، كان الخطيب يحاول تهدئتي خوفًا من الإصابة، لأنه كان يتعرض للكثير من الإصابات الكبيرة، وهو ما يؤثر عليه الآن".

وأردف:"الخطيب ليس فقط رئيس النادي الأهلي، بل هو رئيس صرح رياضي كبير يعد من أكبر الأندية في مصر إلى جانب نادي الزمالك، هو يدير النادي بشكل جيد، ويحقق البطولات".

وعن موقف قريب له:"الخطيب كان أيضًا الشاهد الأول في زواج ابنتي، وهذا يوضح عمق العلاقة بيننا، عندما طلبته لحضور الزفاف، لم يتأخر على الرغم من أنه كان في بداية مرضه، وهذه مسألة لم يعلمها أحد من قبل".

وأشار أن أكثر صفة يحبها في الخطيب:" هي مهارته الفائقة، والتي نادرًا ما تتكرر في مصر، لو كانت الأحترافية موجودة في زمانه، لكان احترف في الخارج بسرعة، ثانيًا، أخلاقه العالية التي نادرًا ما نجدها اليوم، وهذه الأخلاق تبقى حتى بعد الرحيل، فهو يتميز بأخلاق نبيلة".

وأضاف:"ما يميزه في الملعب هو أنه لم يطرد أبدًا، وهذا يعكس روحه الرياضية، هو ذكي جدًا في الملعب، يستطيع تسجيل الأهداف من مسافات قصيرة، وكان مميزًا مقارنةً بجميع اللاعبين في ذلك الوقت".

في عيد ميلاده، أود أن أقول له: "كل عام وأنت بخير، وربنا يرزقك الصحة والعمر الطويل"، "اهتم بصحتك، لأنك لست ملكًا لنفسك فقط، بل أنت ملك لجماهير الأهلي وجميع الجماهير الرياضية".

أول مباراة بين بيبو ويكن

وبالانتقال إلى الجزار، هشام يكن، قال:"أذكر أن ثاني مباراة لعبتها في مسيرتي الكروية كانت أمام الخطيب، أما أول مباراة لي فكانت ضد مسعد نور".

وأضاف:" كانت أول مباراة بيننا في عام 1983، وتمكنا من الفوز على الأهلي في ذلك اللقاء، وقد كنت المكلف بمراقبة الخطيب، أنقذت هدفًا محققًا منه بعدما كان منفردًا بالمرمى من مسافة 25 ياردة، وتمكنت من اللحاق به وإنقاذ الهجمة".

وواصل :"كما أول مباراة دولية لي كانت أيضًا إلى جانب الخطيب، علاقتي به جيدة، وما زالت قائمة على الاحترام المتبادل، النادي الأهلي كرمني منذ موسمين أو ثلاثة، ولا يوجد أي خلاف بيننا، كان يجمعنا فقط علاقة مهنية جيدة في تلك الفترة".

image-1

وعن علاقاتهم خارج الملعب:"كنا نلتقي دائمًا في المناسبات العامة، وكان هناك تواصل متبادل بحكم وجودنا في نفس المحافل الاجتماعية، كان لدينا أصدقاء مشتركين، مما كان يجعلنا نتواجد عائليًا معًا، أول لقاء لي بالخطيب كان في أحد الشوارع، وكان وقتها يبحث عن الكابتن محمد عباس".

وعن أجمل المواقف بينهم قال،:" التي جمعتني بالخطيب كانت تلك اللحظات التي قضيناها معًا مع أصدقائنا المشتركين في المناسبات المختلفة، كانت تلك الأيام تحمل ذكريات جميلة وودية بيننا".

وفي حديثه عن موهبته:"بالطبع، كان الخطيب لاعبًا مميزًا للغاية في الملعب، صاحب مهارات عالية جدًا، لعبت أمام نجوم كبار مثل فاروق جعفر، والخطيب، ومصطفى جعفر، وحمدي نور، ومسعد نور".

وتابع:"كانت تلك الفترة مليئة باللاعبين الأسطوريين، وكنت ما زلت شابًا صغيرًا بالنسبة لهم، كان من الرائع أن أجد نفسي ألعب أمامهم ومعهم في نفس الوقت".

ووجه رسالة إلى الخطيب:"تمنى لك كل عام وأنت بخير، وأن يمنحك الله الصحة والعافية، وآمل أن تستمر الروح الرياضية الجيدة بين الناديين الأهلي والزمالك، وأن تبقى المنافسة الجميلة بينهما موجودة دائمًا".

وأتم :"علينا الحفاظ على هذه المكتسبات وتقليل حدة التوتر الكروي، وأتمنى أن تظل العلاقات الطيبة بين الناديين قائمة، وأن تعود المنافسة فقط في كرة القدم وليس في الأخلاق أو الصراعات".

صداقة بيبو ونصر درويش

على الجانب الأخر، نصر إبراهيم درويش "غول الزمالك"، قال:"أولاً، تجمعني بالكابتن الخطيب علاقة مبنية على المحبة والاحترام، فقد كان يتعامل معنا بكل احترام وأدب سواء داخل الملعب أو خارجه، مع الجميع دون استثناء".

وأضاف:"الخطيب كرئيس نادٍ مميز يتمتع بحسن الإدارة والهدوء، ويبتعد عن الإدلاء بالتصريحات غير الضرورية، مما يعكس احترافيته، أما في الملعب، فقد كان يركز على المباراة فقط، مما ساهم في تميزه كلاعب".

ووجه له رسالة خاصة:" أسأل الله أن يوفقه، وكل عام وهو بخير، وأن يرزقه دوام الصحة والعافية".

بيبو وعبد الحليم جيران

وكانت نهاية الحديث عن أصدقاء بيبو بالفانلة البيضاء مع أحمد عبدالحليم، ليقول:" من اللاعبين البارزين الذين تركوا أثراً كبيراً في تاريخ كرة القدم المصرية، وكان يتمتع بمهارات فنية عالية وجمال في الأداء".

على المستوى السلوكي والأخلاقي، قال:" لم يكن له مثيل، حيث كانت علاقتنا دائماً علاقة زمالة محترمة، واليوم، وهو يتولى رئاسة النادي الأهلي، أتمنى له كل التوفيق".

وأضاف:"الكابتن محمود الخطيب لا يحتاج إلى تعريف، فهو شخصية محترمة، وأتمنى له عاماً سعيداً وأمد الله في عمره بمزيد من الصحة والسعادة، بإذن الله".

image-1

وواصل:"بطبيعة الحال، ندعو الله أن يعينه على مسؤولياته الكثيرة في الوقت الحالي، حين نلتقي، تستمر علاقتنا كزملاء، علاقة ملعب وعلاقة قائمة على الاحترام المتبادل".

وعن كيفية بداية صداقتهم:"كنا نسكن بجوار بعضنا في منطقة العجوزة، وكان بيننا علاقة طيبة ومميزة، في الماضي، كانت الأمور مختلفة تماماً، فقد كانت علاقتنا كلاعبين أقوى وأقرب".

وتابع:"في تلك الأيام، كانت علاقتنا مليئة بالمحبة والمودة رغم المنافسة التي كانت بيننا، لم يكن هناك أي من المظاهر التي نراها اليوم، العلاقة كانت أكثر بساطة وتواضعاً، بعيداً عن المغالاة التي تحدث الآن".

كما حكى موقف بينهم :"علاقتي بالكابتن الخطيب كانت جيدة طوال حياتنا الرياضية، وهو كذلك إذا سألتموه عني، حتى قبل انتخابات النادي الأهلي، كنا نتلقى العلاج في نفس المكان الذي كنت أتردد عليه للعلاج الطبيعي، وقلت له حينها: "ستنجح في الانتخابات" ".

وعن شخصيته قال:"الكابتن الخطيب شخصية مميزة ولاعب محترف ترك بصمة كبيرة في عالم كرة القدم. كان لاعباً موهوباً، حيث كان لأدائه طابع خاص، طريقة تعامله مع الكرة كانت مدهشة، وكانت أهدافه دائماً مميزة، بصدق، يمكننا القول إنه كان لاعباً نادراً في عالم كرة القدم".

واختتم :" جيله كان مليئاً باللاعبين المهرة، لكنه استطاع أن يثبت مكانه في وسط تلك الكوكبة اللامعة".

الرجوع للرئيسية