هي الرحلة المخيفة التي اختار أدهم أن يخوضها مع أسرته، أملا في النجاة مرة أخرى.
وهناك طريق وحيد متاح أمامه، وهو طريق صلاح الدين الممتد 45 كم، والذي يربط الشمال بالجنوب.
الطريق غير آمن تمامًا. سيكون أدهم وأسرته صيداً سهلاً للقصف أو على الأقل ستعترضهم الدبابات الإسرائيلية.
هذا قرار انتحاري.
أدهم مجبر على التحرك نهارًا بين الساعة الواحدة والساعة الرابعة فقط، وفقا للتعليمات الإسرائيلية.
وتحت شمس حارقة، مضت الأسرة وسط آلاف الفلسطينيين، سائرين على أقدامهم، منهم مسنون يُدفعون على كراسي متحركة، ومنهم مصابون لم يستكملوا علاجهم. وغالبيتهم، لا يحمل شيئاً سوى أطفاله وبعض الأكياس البلاستيكية.
المحال التجارية حولهم مغلقة أو خالية أو مدمرة، فلا يستطيع أدهم جلب مياه أو أي شيء لأطفاله.
يتوقفون قليلاً وقد بدا عليهم التعب والإرهاق الشديد، خاصة زوجته، التي تزيد آلام الحمل عليها مع كثرة الحركة وقلة الطعام. فيخشى أدهم أن تتعرض للإجهاض في أي وقت.