أتمت ابنة هاجر ثلاثة أعوام، لكن الخوف يملأ قلبها من أن تتعرض يومًا مثلها للتحرش، تراودها كثيرًا الهواجس: "بفكر في الموضوع ليل نهار، من دلوقت بفكر في اليوم اللي هنزلها فيه الحضانة، هقعد أستناها قدام الباب ولا أعمل إيه؟". طالما صمتت هاجر إزاء تعرضها للتحرش، لكن في 5 أكتوبر 2018 قررت لأول مرة التحدث.
كانت ذات الثلاثين ربيعًا في عطلة إلى مصر، إذ تقيم منذ تزوجت قبل ثلاثة أعوام في الخارج، وفي إحدى مرات عودتها للمنزل، تعرض لها أحد العاملين في مطعم أسفل سكنها، أخبرت أبيها فتشاجر مع الشاب، وتعرض منه للإهانة: "بقيت أقول لنفسي يعني أول مرة أبقى جريئة، وأقول اللي حصل اتبهدل وأبويا يتشتم".
شعرت هاجر بالندم وما زالت تفعل. أنكر المتحرش فعلته وصرخ فيها: "أنت بترمي بلاكي عليا". ظلت لأيامٍ تبتلع نظرات الناس في شارعها، وسؤال البعض: "حد عملك حاجة تاني؟".
من قبل ذلك الموقف، وترفض هاجر أن تصحب ابنتها معها إذا لم يتواجد زوجها بسيارته، خاصة في مصر: "بحبسها في البيت، مبروحش بيها مشوار حتى ولو لآخر الشارع".
تعيش السيدة في خوف دائم: "لما الواحد يتعرض لموقف سخيف زي التحرش، ممكن ييجي على نفسه لكن لما حد غالي عليه ابنه أو بنته بيخاف"، تتمنى هاجر ألا يمس صغيرتها السوء، لكن إن حدث تود لصغيرتها ألا تصمت، فيما ينازعها التخبط: "المفروض نعمل إيه؟ لما أسكت بحس بالإهانة ولما اتكلمت حسيت بالإهانة، أنا مش عارفة المفروض في الموقف اللي زي كده أعمل إيه؟".
16 ألف فتاة من عمر 18 عامًا تعرضن للتحرش في المؤسسات التعليمية خلال عام 2015 فقط. الجهاز المركزي للتعبئة العامة للإحصاء وهيئة الأمم المتحدة.
جهات يمكن اللجوء إليها بعد التحرش
وحدة مكافحة العنف
(وزارة الداخلية)
تــ: 01126977222-01126977333-01126977444
المجلس القومي للمرأة
(للدعم القانوني والنفسي)
الخط الساخن: 15115