الدعم النفسي من قِبل الأسرة والصديقات ساعد غادة على التجاوز سريعًا: "كلموني في يومها وقالوا لي أنتِ جَدعة وعملتِ حاجة مش هنعرف نعملها"، فيما أرجعتها كلمة صديقة لرشدها: "أنتِ بتعاقبي نفسك على إنكْ ست"، فما إن أنهت الشابة دراستها، حتى قررت أن تضيف لممارستها رياضة الكاراتيه، وتتعلم أساليب الدفاع عن الذات خصيصًا في حال إن تعرضت للتحرش مرة أخرى.
عام 2018، ضربت غادة متحرشًا بين رجليه وأسقطته أرضًا. كانت في طريقها إلى شراء مذكرات مادة الامتحان القادم لها، في ذلك الشارع الممتلئ بكل ما يخص طلاب جامعة الزقازيق، يمر شاب خلف غادة ويلمس بيديه أسفل ظهرها، انتفضت صاحبة الواحد والعشرين ربيعًا، صاحت في المتحرش العابر وشتمته، وما إن هم بالإنكار حتى وجهت ضربتها له.
التف جمع من أصحاب المحلات، أخذوه وأدخلوه أحدها، فيما أخبروها: "عشان بتلعبي كاراتيه تفتري وتضربي أي حد". لم تكن المرة الأولى التي تتعرض فيها غادة للتحرش، لكن كان لا يتجاوز اللفظي وليس الجسدي كما تقول.
أرادت غادة أن تصحب المتحرش للشرطة، لكن الموقف أربكها: "مكنتش عارفة رقم الشرطة، وإزاي أخده كنت محتاجة راجل معايا"، فيما انفض جميع من بالشارع عنها، وحينما أتاها شقيقها وأخبرها أنه بإمكانهما عمل محضر: "قلت لا أنا أخدت حقي وضربته".
غادة، فتاة محجبة، كانت ترتدي فستانًا وعائدة من أداء الامتحان، قبل أن يتبدل يومها للجوء إلى العنف إزاء أحد للمرة الأولى: "حسيت إن الحتة اللي لمسني فيها بتحرقني مش عارفة ليه؟". أنهكها التعب النفسي، وما استطاعت الاستعداد لامتحان المادة التالية، إلا في اليوم اللاحق فقط.
أمضت غادة شهرين تتحاشى الذهاب لشارع السلام المجاور لجامعة الزقازيق رغم علمها: "أن لو حاجة حصلت هعرف أتعامل"، لكن في الوقت ذاته كم يثقل ذلك على نفسها.
في مركز التدريب للدفاع عن النفس وجدت غادة أنها لم تكن وحدها: "فيه بنات كتير بتتعلم حركات الدفاع عن النفس أغلبهم اللي شغلهم بيضطرهم ينزلوا الشارع كتير".
548 مليون جنيه.. التكلفة التي تدفعها السيدات سنويًا مقابل: "تغيير طرق السير، استقلال مواصلات مختلفة، أو اصطحاب مرافق". مسح الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء وهيئة الأمم المتحدة عام 2015.
كيف تتقدمين ببلاغ تحرش؟
ملحوظة..إذا لم يتم التعرف على المتحرش تحفظ القضية
المصدر: مبادرة خريطة التحرش. تعمل على القضية منذ 2010