هل إلى خروج من سبيل؟
هل إلى خروج من سبيل؟
كأنَّما هُدنةٌ بين مُحاربين غير متكافئين أُقرت بلا إعلان. تنخفضُ الإصابات بـ«كورونا» فيمارس الناسُ بعض شؤون حياتهم بأريحِيَّة، تُنزع الأقنعة عن الوجوه، تختفي روائح الكحول والمعقِّمات، تعود المُصافحة والقُبل والتقارب الجسدي، لكن القلق حاضر، لم تتوقف التحذيرات الرسمية من التهاون مع الجائحة، التي عادت قبضتها السوداء لتضرب أوروبا مرَّة أخرى، وتطرقُ «موجتها الثانية» عواصمَ عربية، سبق أن انخفض فيها مؤشر الإصابات.
نذيرُ رعبٍ يعيد للأذهانِ مشاهد المستشفيات المكتظَّة بالمرضى، وأنَّات المصابين، وفراغ الميادين، والخوف المنتشر في كل شارع وبيت ونَفْس. تقول منظمة الصحة العالمية إنه «ربَّما لا حل لكورونا»، فيتشبَّث النّاسُ بالأمل، سلاحهم الوحيد في تلك المعركة، ويترقَّبون بصيص نورٍ بلقاحٍ يمحو بعض تلك الظلمة التي أصابت العالم، ويأملون أن تكون تجربتهم السابقة مع الإصابات المرتفعة، بصوابها وخطئها، شفيعاً لهم حين تدقُّ طبول الحرب مرَّة أخرى، فلا يتخبَّطون أو يرتبكون.
وكما تترك الأقنعةُ الوقائيةُ في الوجوه أثراً لدى نزعها، فإن الوباء ترك أثراً في القاهرةِ، سيتذكره دوماً الجيل الذي عايش آلامه، وما يزال. «كورونا» وما جلبه، مثَّل لـ«أهل المحروسة» ظلمات بعضها فوق بعض، تركت لديهم سؤالاً مدفوعاً باليأس والأمل معاً: «هل إلى خروجٍ من سبيل؟».