قودة نسائية.. امرأة تقدم الكفن لامرأة
غريبًا ومهيبًا.. كان مشهد حسنية وهي تحمل الكفن "القودة" وتقدمها لسيدة أخرى؛ لتنهي سلسال الدم بين عائلتيهما، بعد قتل نجل حسنية والدة الثانية، بسبب خلافات الجيرة في إحدى قرى مركز أبوتيج بأسيوط.
قودة نسائية.. امرأة تقدم الكفن لامرأة
غريبًا ومهيبًا.. كان مشهد حسنية وهي تحمل الكفن "القودة" وتقدمها لسيدة أخرى؛ لتنهي سلسال الدم بين عائلتيهما، بعد قتل نجل حسنية والدة الثانية، بسبب خلافات الجيرة في إحدى قرى مركز أبوتيج بأسيوط.
"القودة" هى أن يحمل القاتل كفنه لمسافة وعلى جانبيه أفراد لجنة الصلح، ويدخل السرادق حتى يصل إلى صاحب الدم ويقول له "أقدم كفني لك" يرد عليه صاحب الدم "عفوت عنك" ويتم المصافحة بينهما.
قبل 30 سنة، نشب خلافٌ بين عائلة عبدالسيد وعائلة جودة، انتهى بمقتل شخص من العائلة الأولى واثنين من العائلة الثانية بينهما سيدة.
تدخلت أجهزة الأمن والعقلاء من أهالي القرية والقرى المجاورة، ونجحوا في إقناع الطرفين بالصلح، ولأن هناك سيدة قُتلت من عائلة جودة اشترطت عائلتها أن تقدم الكفن سيدة.
لم تترد "حسنية" وارتضت أن تقدم الكفن للابنة صاحبة العفو، وتنهي سلسال الدم.
مرتدية جلباباً أسود، محاطة بجمع من السيدات، تقدمت والدة المتهم، في جمع مهيب، ﺣﺎﻣﻠﺔ "الكفن"، وقفت أمام "هدى علي- ابنة المجني عليها". كانت حسنية مشدودة الظهر، مرفوعة الرأس، يكاد جبينها يعانق السّماء، حين قدمت الكفن؛ لتنهي سلسال الدم وتقدم "قربان" التعايش عن ولدها المتهم بالقتل لابنة المجني عليها. لكن غرابة المشهد كانت في تاء التأنيث التي ظهرت للمرة الأولى في مشهد تقديم الكفن.