فقدان الأحباء

طوال سنوات زواجها لم تُحمّل أمل -اسم مستعار- زوجها عبء مصاريف العيش، كانت تعمل وتنفق على نفسها وطفلها حتى طالت الحرب بلادها، فتبدل حالها وفقدت زوجها وصغيرها، كلاً بطريقة مختلفة.

مع بداية الحرب عام 2015 ودخول مدينة تعز تحت الحصار، لم يكن أمامها خيار سوى ترك عملها كون القرية التي تعيش بها تبعد مسافة كبيرة عن المصنع الذي كانت تعمل به ولن تستطع الذهاب إليها مرة ثانية بسبب الحصار، ومنذ تلك اللحظة بدأت المشاكل تزداد مع زوجها بسبب الأزمات المادية التي دخلت فيها العائلة.

بعد عام ونصف جلس معي وأبلغني إنه مش هيقدر ينفق عليّ". في عام 2016 قرر زوج أمل الرحيل وإنهاء عقد زواجهما الذي استمر لنحو 15 عامًا، نظرًا للظروف الصعبة التي يمر بها بعد تركه لعمله هو الآخر ، لذا فلن يستطع تحمل عبء مصاريفها وطفلها، خاصة وأنّها كانت المسؤولة عن احتياجات العائلة دون الحاجة إلى أموال زوجها.

كانت "أمل" الزوجة الثانية، ورغم حب زوجها الكبير لها إلا أنه قرر التخلي عنها، مقابل عائلته الثانية، ولم تكن تلك الصدمة الوحيدة للسيدة، بل أيضًا فقدت طفلها الذي لم يتجاوز الـ14 عامًا في قصف للحوثيين على قريتها الصغيرة التي تقع على أطراف المدينة.

لم يكن أمام "أمل" سوى اللجوء لعائلتها فلم يعد لها ملجأ سواهم، لكنّ نظرًا لظروف أسرتها البسيطة وعدم وجود أيضًا دخل لهم، افتعلوا الكثير من المشاكل معها، حتى قررت السيدة الرحيل عنهم والبحث عن مسكن بسيط تعيش به بمفردها، محاولة البحث عن عمل توفر به دخل فقط للحياه ودفع إيجار الغرفة الصغيرة التي تعيش بها.

"دخلت في حالة نفسية شديدة والآن أحاول التعافي منها" ظلت السيدة لنحو عامين تعاني من أزمة نفسية واكتئاب حاد، وعلى فترات حاولت استعادة عافيتها حتى تتمكن من العيش، لكن بداخلها تضع رأسها على وسادتها كل يوم ولا تتمنى سوى أمنية واحدة أن تطال قذيفة طائشة حجرتها الصغيرة وترحل لتلحق بطفلها الصغير، "الحياة في اليمن وخاصة تعز أصبحت مستحيلة والموت أمنيتي الوحيدة".

القصة التالية