«أنت الأمل ».. رسائل مصريين إلى محمد صلاح بعد نهائي أبطال أوروبا

كتب- عبدالله عويس:

استطاع محمد صلاح أن يمهد أرضا خصبة للأحلام. يزرع الأمل في قلوب الأطفال. يوزع الفرص لمن حسب أنها فاتته. ابن «نجريج» يناطح الكبار على ملاعب دولية، يلعب بينهم، يتفوق حينا ويتراجع حينا. يعد بالثأر، ويحلم بالفوز، ويتشارك الأمنيات بما يليق بالأساطير مع جماهيره. وهم متعددون بين مهتم برياضة كرة القدم، ومن كل معلوماته عنها أنها جسم كروي دائري.

منتصرا، كان صلاح منذ أسبوع. أفضل صانع ألعاب، وصاحب الحذاء الذهبي، في الدوري الإنجليزي بعد نهاية الموسم الحالي. ومنهزما، كان صلاح منذ ساعات، وعلى وجهه علامات حسرة وحزن، بخسارة فريقه ليفربول أمام ريال مدريد في نهائي دوري أبطال أوروبا. مباراة تابعها مصريون لا لأنها أهم بطولة عالمية فحسب، وإنما لأن أحد أبناء دولتهم من نجومها المميزين. في حين أن الأمر لم يكن يتخطى قديما «شاهد أفضل اللمسات» لعدة لاعبين ممن احترفوا في الخارج.

بفانلة محمد صلاح التي تحمل رقم 11، كان آدم فتحي، الذي لم يتخط الـ7 سنوات يلعب الكرة رفقة أصدقائه في أحد شوارع شبرا الخيمة، يحلم الصغير أن يصير لاعب كرة كبير. ولحداثة سنه فإن آدم يعتبر صلاح أهم لاعب في تاريخ مصر، غير آبه لمن احترفوا من قبل، وإن لم يحققوا ما حقق «الفرعون المصري». ولم يكن آدم وحده من يرتدي فانلة صلاح، كثيرون يفعلون الأمر كبارا وصغارا، سواء كانوا يلعبون كرة القدم أو غيرها: «كنت حزينا حين خسر فريق صلاح مباراة أمس، كنت أتمنى له الفوز، ليحقق ما فاته في 2018».

وكان صلاح قد خرج مصابا من المباراة التي جمعت فريقه بريال مدريد في 2018، في نهائي دوري أبطال أوروبا، على إثر عرقلة من سيرخيو راموس، ودموع اللاعب المصري على وجهه، فيما كان كريستيانو رونالدو لاعب الفريق الملكي آنذاك يربت على ظهره. وهو أمر لم ينسه صلاح، فكتب تغريدة وأدلى بتصريحات حول انتظاره تلك المباراة، غير أنها انتهت بهزيمته، ما خلق حالة من السخرية ربما، أو الشماتة وفق تقدير البعض. وإن كان ذلك مقبولا بعض الشيء في عالم كرة القدم، التي يؤمن مشجعوها بالانتماء لنادٍ بعينه: «فرحت بفوز ريال مدريد، هذا النادي أشجعه منذ سنوات طويلة، ولا علاقة بالأمر بمحمد صلاح» قالها باسم محمد، الذي اعتقد بعض زملائه أن فرحته بالفوز شماتة في اللاعب المصري، وهو أمر على غير الحقيقة.

على تويتر، دعم كثيرون صلاح بعد خسارته، بدا الشاب المصري حزينا بعد المباراة، بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من انتصار يأمل أن يحققه. يقول له أحدهم «ستظل أنت الأمل، حين أراك أحاول كثيرا مهما كانت الظروف، أعطيتنا درسا في الثقة بالله وفي الحلم وتحقيقه». وبتعليق مشابه كتبه له مصطفى «أنت فخر أبيك وأمك ووطنك وفخري أنا أيضا، أحببت ليفربول من أجلك، وأصبحت أترقب مبارياتك، أنت صانع السعادة لنا، ولا تقل عن العظماء الذين توجوا مصر في كل المجالات».

منذ ساعات، فاز صلاح بجائزة أفضل هدف في الدوري الإنجليزي موسم 2021/2022، وهو الهدف الذي سجله في مباراة مانشستر سيتي، بعدما تلاعب بمدافعي حاملي اللقب، ووضع هدفا بقدمه اليمنى في مرمى إيديرسون مورايس. ليكون الفوز بأفضل هدف أول الأخبار الإيجابية بشأن صلاح عقب مباراة مساء أمس، ويتم تداوله على نطاق واسع بين محبيه.