لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الياميش أشكال وألوان في سوق روض الفرج.. والتجار: الحال واقف مفيش شراء

02:39 م الأربعاء 08 مايو 2019

كتب- محمود عبد الرحمن ورمضان حسن:

مع قدوم شهر شعبان، يبدأ التجار بسوق الساحل بمنطقة روض الفرج باستبدال بضاعهم التقليدية بأخرى موسمية، خاصة بالمنتجات الرمضانية، وينضم إليهم تجار جدد لعرض بضاعتهم على زبائن السوق، فأسفل كوبري الساحل تتراص أجولة التمور الناشف، وخلفها عبوات وكراتين البلح "الطري" وغيرها من منتجات الياميش الرمضاني المختلف أشكالها وألوانها وأحجامها.

السوق الذي تنتهي بضاعته مع نهاية شهر رمضان ـ ليعود بعدها إلى تجارته التقليديةـ عامر بكميات كبيرة من البضاعة الرمضانية، تقول "أم أشرف" بائعة البلح القادمة من إحدى محافظات الصعيد: "بنيجى من أسوان وبنستحمل السفر علشان كان بيبقى في زبون وبيع، لكن السنة دي الحال واقف". رغم أن السوق يرضي جميع الأذواق، حيث تتنوع بضاعته بين المنتجات الشعبية منخفضة الأسعار والأخرى المميزة والغالية.

أجواء السوق الهادئة لا تليق بفترة الظهيرة، تقول أم أشرف: "المفروض السوق في الوقت ده بيكون زحمه طول الموسم". ودفع قلة المترديين على السوق بائعة البلح إلى تخفيض سعر كليو البلح إلى 7 جنيهات بدلا من 10، خاصة أنها لم تبع منذ ساعات الصباح، مبررة هذا التخفيض: "عشان الحق أروح أسوان قبل نصف شهر رمضان".

في وسط السوق، بالقرب من أحد المحلات، وقفت منال محمود، تلمح بعينيها لافتات الأسعار الموجودة فوق "أجولة" البلح، تقول السيدة الثلاثينية: "الياميش غالي بس مضطرة أشترى مفيش قدامي خيار تاني".

من وجهة نظر منال ليس من الضروري شراء المكسرات، مثل عين الجمل والفسدق والكاجو ولكنها ستكتفى بشراء البلح والزبيب وقمر الدين.

"البيع قل عن السنة اللي فاتت بطريقة ملحوظة بس الحمد لله"، تقول أم عيسى صاحبة أحد محال بالسوق، وترجع سبب حالة الركود إلى زيادة الأسعار التي دفعت الناس للاكتفاء بأقل كميات ممكنة.

تختلف أسعار الياميش على حسب نوعيتها ومكان استيرادها بحسب أم عيسى، فيتراوح سعر قمر الدين من 10 إلى 30 جنيها، بينما يبدأ كيلو البلح المغلف من 8 وحتى 35 جنيها، ووصل البندق الى 90 جنيها متساويًا مع كيلو اللوز، بينما يبدأ البلح السعودي من 44 الى 120 جنيها، وجوز الهند 40 جنيها للكيلو.

السوق في البداية كان جملة، والبيع كان لأصحاب المحلات الصغيرة بس قلة البيع والركود أجبرنا على البيع بالتجزئة، تقول أم عيسى، التي ترى أن الأعمال الخيرية وموائد الرحمن كانت الجزء الأكبر في عملية الشراء والبيع التي اختفت تدريجيًا نظرًا لارتفاع الأسعار "كان في زبون ييجى ياخد منك كذا كرتونة بلح وتمر هندي وسوبيا أما دلوقتي مبقاش في" الناس في الأول كانت بتشتري كميات كتير لعمل الخير".

وقف أحمد زين وسط أجولة البلح أمام محله، يراقب قدوم الزبائن "نص الناس بتسأل على الأسعار ومتشتريش". يتذكر حالة البيع والشراء في السنوات الماضية: "كل سنة بتختلف عن السنة اللي قبلها والناس مش بتصدق إن الحاجة سعرها ارتفع علينا وعليهم، ونسبة الزيادة في الأسعار السنة دي وصلت لـ 15 % عن السنة اللي فاتت".

منذ 5 سنوات، يعمل صاحب الـ30 عاما بأحد المحال المشهورة في سوق روض الفرج، فهو المسئول عن بيع البلح: "الشغل هنا 24 ساعة طول اليوم وبنجهز للشغل من أول شعبان، لحد نص رمضان".

يتابع: حركة البيع في شهر شعبان أكثر مقارنة بحالة البيع بشهر رمضان في شراء البلح "زبون رمضان بيبقي نازل يكمل حاجة نسي يشتريها قبل بداية الشهر".

اعتاد محمد طه، عامل فني بإحدى ورش التبريد والتكييف بالمطرية، على العمل في موسم بيع اليامش كل عام برافقة أقاربه. يطلب أجازة من صاحب الورشة للعمل بالموسم الذي ينتظره عامًا بعد عام: "أهو بحسن دخلى كنت باخد في اليوم 100 جنيه بس دلوقتى أقل علشان مفيش بيع"، مشيرا إلى أن بعض التجار خفضوا الأسعار لتسهيل حركة البيع "احنا بيكون معانا كميات معينة من اليامش وعاوزين مع نهاية الشهرين نبيعهم".

"تعالى البلح بعشرة جنيه".. يحاول كريم علي، جذب الزبائن، الذين يترددون على السوق، محاولا التغلب على قلة حركة البيع. منذ ثلاث سنوات يعمل كريم ببيع البلح في المواسم الرمضاني، يذهب في نهاية شهر رجب إلى سوق العبور لتخزين ما يريد استعدادا لرمضان: "كنت في الأول شغال في محل بس قولت أشتري بلح وابيعه".

لم تكن مهنة بيع البلح محل اختيار الشاب ولكن قرب إقامته من شارع روض الفرج جعله يفكر في عملية البيع "قولت اشتغل الشهرين دول وأهو جنب البيت".

"كنت بشتري كيلو البلح بـ7 جنيه السنة اللي فاتت، السنة دي بـ 12"، قالها "مرسي"، رجل ستيني، أحد سكان منطقة روض الفرج. يشتكي الرجل الذي كان يعمل موظفا بوزارة التموين قبل سن المعاش، من غلاء أسعار البلح والياميش في رمضان، مشيرا إلى أنه فشل في إقناع زوجته بالشراء من معارض وزارة التموين: "روحت معرض أهلا رمضان، وأسعارها كويسة جدا، ولكن مش بنفس الجودة ". يقول مرسي إنه تعود على النزول لهذا السوق في السنوات الأخيرة، لقلة أسعاره عن باقي الأسواق، "متعود أنزل السوق دا كل سنة، ولكن اتفاجئت من ارتفاع الأسعار السنة دي".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان