لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور| "القرقيعان".. كيف يحتفل الخليج بمنتصف رمضان؟

01:50 م الإثنين 20 مايو 2019

كتبت- سمية عبد الهادي

"القرقيعان".. هي عادة شعبية ارتبطت بموعد النصف من رمضان في منطقة الخليج، تنتشر في المحيط بداية من الكويت مرورا بقطر، السعودية، الإمارات وعمان وصولا إلى العراق، وتتعلق كثيرا بفئة الأطفال الذين يرتدون لباسا جميلة، ويجوبون الشوارع بعد صلاة المغرب لطلب الحلوى من الجيران.

يطلق على هذه العادة أسماء تختلف باختلاف الدول، حيث تعرف بـ "قرقيعان" في السعودية والكويت، أما قطر والبحرين فيطلقون عليها اسم "كرنكعوه"، كما تسمى "قرنقشوه" في عمان، و"حق الليلة" في الإمارات المتحدة.

رغم اختلاف وتعدد أسمائها في دول الخليج إلا أن مراسمها ثابتة لا تختلف، تأتي هذه العادة كل عام في ليلة النصف من رمضان لتزين الأطفال بالملابس الجميلة التي تعد لهم خصيصا لحضور هذه العادة ممسكين بأكياس الحلوى التي يجمعونها من المنازل المحيطة، واجتماع الكبار للاحتفال بانتصاف شهر الصيام بجلسات السمر والضحك.

و"قرقيعان" يعنى طرق الأبواب، لما له من علاقة بطرق الأطفال أبواب البيوت المحيطة وطلب الحلوى والمكسرات منهم، ويعود أصل الاسم إلى مولد "الحسن بن علي" عليه السلام، والتي كانت في ليلة النصف من رمضان، ومنذ أن عرف المسلمون حينها بمولد الحسن ذهبوا إلى الرسول عليه الصلاة والسلام يباركون ولادته، وإلى هذا الوقت تحتفل به دول الخليج.

عادة ما يردد الأطفال أهازيجا باللهجة العامية أثناء طرق الأبواب، ولكن تختلف هذه الأغاني أو الأشعار باختلاف البلد التي تقام فيها مراسم "القرقيعان" ومنها "قرنقعوه قرقاعوه.. عطونا الله يعطيكم.. بيت مكة يوديكم.. يوديكم لأهليكم.. يالمكة يالمعمورة.. يا أم السلاسل والذهب يانورة.. عطونا دحبة ميزان يسلم لكل عزيزان.. وقرنقعوه قرقاعوه كان اخلي الليل.. اخلي الليل مدري وش ممكن اخلي الليل بس اخلي الدنيا كل الدنيا ليل"، وإذا رفض أحد البيوت إعطائهم الحلوى يغنون "قدام بيتكم صينيه.. ورى بيتكم جنيه".

وضمن المراسم لا بد أن تختلف أزياء الفتيات عن أزياء الصبية، بحيث تكون لباس الفتيات عبارة عن "بخانق" وهو حجاب للرأس من قماش خفيف مطرز بخيوط ذهبية، مصحوبا بحلى ذهبية أيضا، بينما يرتدون الصبية "القحفية" وهي عبارة عن غطاء للرأس "طاقية" بيضاء اللون.

هل كل ما يجمعونه الأطفال في هذه المناسبة هي الحلوى والمكسرات التي يختصرونها في مسمى "القرقيعان"؟.. لا؛ بل هناك بعض الأسر يقدمون لهم أمولا يطلق عليها عيدية العيد، وتظل هذه الاحتفالات مقامة بداية من مغرب الليلة الخامسة عشر من شهر رمضان إلى موعد السحور.

في بعض الدول تعتمد ملابس الأطفال فتيات وصبية على الفلكلور الخاص بالدولة، بعيدا عن الملابس المزدانة بالحلي والمطرزة بالخيوط الذهبية، للتعبير عن وجهة البلد الثقافية والتاريخية.

مع التطور أصبح هناك شيئا من الاختلاف في احتفالات "القرقيعان"، حيث أصبحت بوابات الشوارع والأحياء الصغيرة هي الأخرى نقاط توزيع للحلوى والمكسرات على الأطفال، من خلال عاملون يتولون مهمة التوزيع على المارة من الصغار، وفي المقابل يكون الأمر في الأحياء الراقية بتوزيع "علب" يوضع بداخلها الهدايا مصحوبة بالحلوى والمكسرات.

وفي بعض الدول مثل عمان تقام بالمراكز التجارية الكبرى والحدائق احتفالات يحضرها الأطفال بصحبة أهاليهم، وتوزع إليهم الحلوى والهدايا أثناء ترديد الأغاني، كما ينظمون المسابقات بين الأطفال، بينما في كل الدول تكون طريقة احتفال الأثرياء بهذه العادة في قاعات المناسبات والأفراح بدعوة الأهل والأصحاب والجيران.

قديما كان يصاحب كل هذه المراسم تزيين المنازل وتأجير الفرق الشعبية لعرض الفلكلور الشعبي الخاص بالدولة والذي يتناسب مع هذه المهرجان السعيد، فضلا عن ترديد الأهازيج، ويوضع أمام كل منزل سلة كبيرة مملوءة بالحلوى والمكسرات، يتوسطها كوب لمكيال الحلوى أثناء توزيعها على الأطفال.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان