هل الحديث في هاتفك أثناء القيادة دليل على البراعة؟

كتب محمد الصفتي:من الأفضل لك ان تغيّر حارتك المروريّة إذا ماوجدت من أمامك ممسكاً بهاتفه المحمول أثناء القيادة. ليس هذا تعاطفاً مع قواعد المرور فقط ولكن أيضاً هو ما تطلبه منك الدراسات الحديثة حيث أثبتت دراسة أجراها الباحث “ديفيد ستراير” أنّ هؤلاء الذين يظنّون أنفسهم بارعين في تزامن المهام المتعدّدة يكونون الأسوأ في فعل ذلك.وأثناء الدراسة اكتشف “ستراير” وفريقه أنّ التدريب المستمر على تعدّد المهام لا يجعل الشخص بارعاً في كلّ منها على الإطلاق.بينما وجد باحث آخر هو “إيريك ألتمان” أستاذ علم النفس في جامعة ميتشيجان الأمريكية أنّ فعل عدّة أشياء في ذات الوقت ليس من الذكاء في شيء عندما تكون هناك أخطار محتملة.ففي دراسة “ستراير” التي أجريت على 277 من طلبة الجامعة ظهر أنّ أكثر من 80% قد أعطوا أنفسهم درجات عالية جداً في تقييم ذاتي لبراعة أداء المهام المتعددة في ذات الوقت وقرّر أغلبهم أنّهم بارعون في استخدام الهاتف أثناء القيادة. ولكن المفاجأة جاءت في نتيجة اختبارات المهام المتعدّدة انّ هؤلاء (البارعين) في استخدام الهاتف أثناء القيادة كانوا الأسوأ أداءاً بنسبة تفوق 20% من هؤلاء الذين لا يستخدمون الهاتف أثناء القيادة.ويشير هنا “ستراير” إلى أنّ الأفضل أداءاً هم الذين كانوا يملكون من الذكاء والوعي ما يجعلهم مدركين لحدودهم وقدراتهم البشرية والمخاطر المحدقة بهم في حالة أداء أعمال مشتّتة أثناء القيادة.وتمتّع (مدّعو) البراعة في المهام المتزامنة بصفات مقلقة منها الانفعال العاطفي الزائد والثقة المفرطة بالنفس.