ما معنى خيانة امرأة نبي الله نوح وامرأة نبي الله لوط ؟
تجيب لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية :
ضرب الله المثل بامرأة نوح وامرأة لوط؛ ليبين أنه لا يغني في الآخرة أحد عن أحد مهما كان قريبا أو نسيبا إذا فرق بينهما الدين؛ ولذلك فقد حذر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أهله من ترك العمل اعتمادا على قرابتهم لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: «لا يأتوني الناس بأعمالهم وتأتوني بأحسابكم وأنسابكم»، وقال لابنته فاطمة: «يا فاطمة بنت محمد اعملي فلن أغني عنك من الله شيئا».
وامرأة نوح وامرأة لوط على الرغم من أنهما كانتا تحت نبيين من أنبياء الله عز وجل لم ينقذهما من عذاب الله حينما خالفتا أمر الله تعالى، والخيانة هنا معناها الخيانة في الدين، فقد كانتا كافرتين كما ذكر بعض المفسرين، أو كانتا عاصيتين كما ذكر البعض الآخر؛ لأن امرأة نوح كانت تقول للناس: إنه مجنون، وامرأة لوط كانت تخبر الناس بأضيافه، وقيل: كانتا منافقتين، وقيل: خيانتهما النميمة. وليست الخيانة بالمعنى المتعارف عليه وهو ارتكاب جريمة الزنا، فقد روى ابن عباس -رضي الله عنهما- قوله: «ما بغت امرأة نبي قط».
وهذا إجماع من المفسرين، وهذا لا يتعارض مع قوله تعالى: ﴿الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ﴾ ؛ لأن الخبث معناه الرديء والدون من القول ويكون المعنى: الكلمات الخبيثات من القول للرجال الخبيثين. والخبيثون من الناس للخبيثات من القول. وهذا أحسن ما قيل في هذه الآية على ما ذكره
القرطبي في تفسير الآية. والذي نود الإشارة إليه في هذا المقام: أن الحديث الذي ذكر في هذا السؤال وهو: «نحن معاشر الأنبياء نزوج ولا نتزوج» ظاهر التعارض مع فعل الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقوله؛ فقد تزوج الرسول -صلى الله عليه وسلم- بكثير من أمهات المؤمنين ودعا الشباب إلى الزواج في قوله: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج»، وقال: «تزوجوا الودود الولود»، إلى غير ذلك من الأحاديث الداعية إلى الزواج، بل إن الإسلام جعل الزواج الطريق الصحيح إلى تكوين
الأسرة، فقد جاء قوله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا ﴾.
فيديو قد يعجبك: