بعد انتحار شخص عقب مشاهدته جنازة مبارك.. عضو الأزهر للفتوى يوضح حكم المنتحر (خاص)

كتب- محمد قادوس:

بعد انتحار مدرس يعاني من مرض نفسي، بالقفز من الطابق الخامس أعلى منزله بعد لحظات من مشاهدته تشييع جنازة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.

قال الشيخ عبد القادر الطويل عضو مركز الازهر العالمي للرصد والافتاء الالكتروني "لمصراوي"، إن مسألة حكم المنتحر من المسائل التي أثارت الجدل في الآونة الأخيرة نظرًا لكثرة وقوعها، ولا يخفى على أحد ما يثار حولها من الجدل الذي يصل أحيانا إلى الإفراط بأن يقول البعض (المنتحر كافر) وأنه لا أمل له في رحمة الله، ويصل في بعض الأحيان أيضا إلى التفريط بأن يقول البعض الآخر بأنه معذور، بل أنه لن يعاقب، أو أن ما فعله بنفسه أمر يرجع إلى اختياره وأنه حر في ذلك ولا يستحق بذلك عذابا أو عقاب من الله، منوها بأن كلاهما مخطئ.

وخلاصة القول أكد الطويل أن المنتحر مرتكب لكبيرة هي من أكبر الكبائر لأنه أزهق روحًا بغير حق، فإن كان قاتل غيره يستحق العقاب والعذاب الشديد من الله عز وجل فإن قاتل نفسه من باب أولى لأنه أيضا قتل نفسا بغير نفس، وبغير حق وفوق ذلك فهو ساخط على قضاء الله لذلك المنتحر مرتكب لكبيرة هي من أكبر الكبائر، وتوعد الله عز وجل القاتل لغيره والقاتل نفسه بالعذاب الشديد في الآخرة ويوم القيامة

و أضاف عضو مركز الازهر العالمي لمصراوي، أنه إذا كان المنتحر مريضا نفسيا.. فإذا كان حال فعل ذلك فاقدا للوعي تحت تأثير مرضه فهو في هذه الحال حكمه كالمجنون غير المكلف ولا يؤاخذ بفعله ونرجو من الله أن يعفو عنه.. وأما إذا كان واعيا لما يفعل بأن كان مرضه متقطعا وقتل نفسه حال وعيه وإدراكه.. فهو مكلف محاسب على فعله.. ويكون في ذلك حكمه حكم المنتحر المدرك لما يفعل... وفي كل الأحوال.. لا يملك أحد السلطة بأن يقول بكفر المنتحر أو أنه لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه.. فكل هذا من الإفراط.. والحديث بغير علم .. فأمره بيد الله سبحانه وتعالى إن شاء عاقبه وإن شاء عفا عنه.