هل إخفاء عيوب الخاطب عن أهل البنت قبل الزواج يعتبر خيانة؟.. أستاذ بالأزهر يجيب

كتبت – آمال سامي:

تحدث الدكتور السيد سعيد الشرقاوي، المدرس المساعد بجامعة الأزهر، عن حكم الشرع في كشف عيوب الخاطب أو المخطوبة حين يسأل أهل البنت أو الشاب عن ذلك قبل الزواج من يعرفونهم، ليقول عبر فيديو نشره على صفحته الرسمية على الفيسبوك أن من اهم الأشياء التي تحدث في أول الخطوبة السؤال عن الخاطب والمخطوبة وأهلهما، ويظن البعض أن لا علاقة لهم بذلك وأن عليهم أن يقولوا الكلام الطيب فقط حتى لا يغضب أحد ولا يكونوا سببًا للوقيعة بين الطرفين وحتى لا يقعوا في الغيبة المحرمة.

ليؤكد الشرقاوي أن هذا بعيد تمامًا عن الدين، لأن الدين قال أنه حين يطلب رأي الإنسان في شيء لابد أن يقول الحقيقة، فهوهنا مستشار والمستشار مؤتمن، ورأيه أمانة يجب أن يؤديها كما أمر الله سبحانه وتعالى، إذ قال: "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل"، مؤكدًا أن الأمانة تقتضي أن يذكر الإنسان المساويء والمحاسن فلا يذكر جانب واحد فقط، حتى لو ظن أن ذلك سيؤدي إلى مشكلات أو غضب من الآخرين، فعليه أن يرضي الله أولًا وسوف يرضي عنه الناس، "بدل ما يدعوا عليك بعد كده ويقولوا عليك خاين للأمانة".

وقال الشرقاوي أن هذه الكلمة هي أمانة ونصيحة، وقال عنها النبي صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة، وطبق النبي صلى الله عليه وسلم هذا الكلام في حياته حتى يعلمنا، فقد تقدم للسيدة فاطمة بنت قيس رجلين هما معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم، فسألت النبي عنهما فقال لها صلى الله عليه وسلم ناصحًا: أما معاوية فصعلوك لا مال له، وأما ابا جهم فرجل لا يدع العصاة عن عاتقه انكحي أسامة بن زيد، "تخيلوا هل ممكن النبي يقع في كبيرة من الكبائر؟ أو غيبة ونميمة؟ أكيد لأ"، مؤكدًا أن ذلك ليس غيبة أو نميمة، بل ذكر العلماء أن الغيبة يستثنى منها ست حالات لا تكون فيها حرامًا وهي:

لقب ومستفت وفسق ظاهر..والظلم تحذير مزيل المنكر

ففي الست حالات السابقة تجوز فيها الغيبة والنميمة فليست محرمة، فحين يسأل أحد عن الخاطب أو المخطوبة أن يذكر كلا الأمرين العيوب والمميزات، ونصح الشرقاوي أن يلتزم الإنسان الأدب ولا يتجاوز ذلك، فلا يستغل الموقف ليسيء له أكثر من اللازم، فهذا هو الشرع والصحيح.