بعض المجازر تصعق الحيوان بالكهرباء قبل ذبحه.. فهل يجوز أكله بعد ذلك؟.. أستاذ بالأزهر يجيب

كتبت - آمال سامي:

تلقى الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، سؤالا من أحد متابعيه يقول فيه: "تقوم بعض المجازر الآلية قبل ذبح الحيوان بصعقه بالكهرباء فهل يحل أكله بعد ذبحه وقبل الذبح صعقه ؟؟".

ليجيب لاشين ذاكرا قوله تعالى في القرآن الكريم :"حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية ٠٠٠"، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ،وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته ، وليرح ذبيحته)٠

أما بشأن حل الحيوان الذي ذبح بعد صعقه أو عدم حله، فيقول لاشين إن علينا أن نفرق في ذلك بين واحد من أمور ثلاثة :

١ الأمر الأول إذا كان الهدف من الصعقة قبل الذبح السيطرة على الحيوان الجامح والمساعدة على التمكين من عملية الذبح دون ان يكون لها أدنى أثر على حياته بمعنى أنه لو ترك بعد الصعق من غير ذبح لعاش حياته الطبيعية فإن هذه الصدمة لا تؤثر على حل أكل مثل هذا الحيوان ٠

٢ الأمر الثاني إذا كان للصدمة الكهربائية تأثير على حياة الحيوان وحركته بحيث لو لم يذبح لفقد حياته بسبب هذه الصدمة فإن الذبح والحال هذه يكون قد صادف حيوانا ميتا ومن ثم لا يفيد ذبحه حلا ويكون أكله محرما لأنه غدا قبل الذبح ميتة٠

٣ الأمر الثالث إذا لم نكن جازمين ولا متيقنين بأنه فقد حياته بالذبح او بالصدمة الكهربائية فإن الذبيحة والحال هذه يكون محرم أكلها لأن نصوص الشريعة قاضية بانه إذا اجتمع في الذبيحة سبب يبيح أكلها وفي نفس الوقت اجتمع فيها سبب يحرم أكلها فإنها تكون محرمة بناء على قاعدة فقهية قاضية (بانه إذا اجتمع الحلال والحرام غلب الحرام الحلال)٠

لذا، يقول لاشين، نص الفقهاء على ان الشخص لو رمى طائرا بسهم فجرحه ،ثم سقط في الماء ثم انتشله الصائد بعد ذلك من الماء ميتا فإنه لا يحل أكله لاحتمال موته غرقا٠