هل من حق الورثة المطالبة بنصيبهم من تركة المفقود؟.. أستاذ بالأزهر يجيب

كتبت - آمال سامي:

تلقى الدكتور عطية لاشين ، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر ، سؤالاً من أحد متابعيه يقول :"فقد ابن عم لنا وله زوجة وأخ لأم وأبناء عمومة ويطالبون بميراثهم من تاريخ فقده فهل لهم ذلك؟"

ليجيب لاشين عبر صفحته الرسمية على الفيسبوك قائلا إن من أسباب كسب الملكية : الميراث ،وهو خلافة الحي الوارث الميت الموروث ، ويشترط لتحقق الإرث شروط منها :تحقق موت المورث موتا حقيقة او حكما، موضحا أن الموت الحقيقي للمورث يتحقق بعدة أمور : منها المشاهدة ،وذيوع خبر الوفاة واستفاضته والنشر في الصحف السيارة٠ والوفاة الحكمية تتحقق بالنسبة للمفقود وهو محل السؤال٠

وبخصوص واقعة السؤال يقول لاشين إن المفقود هو الغائب الذي لا يعرف مكان غيبته، ولا تعلم حياته بيقين ولا موته بيقين لكنه إذا روسل لا يرد على الرسائل ، وإذا هوتف لا يرد على الهاتف ، موضحا أن القاعدة المقررة فقها ان المفقود بالنسبة لأمواله يعتبر حيا مدة فقده استصحابا لحال حياته التي كانت ثابتة بيقين قبل أن يفقد واليقين لا يزول بالشك لأن موته او حياته محل شك، وأضاف لاشين أن الحكم بحياة المفقود قائما إلى ان يتبين الخيط الأسود من الخيط الأبيض من أمر فقده ويعرف حاله إما بعودته حيا، أو بموته حقيقة أو باعتباره ميتا ٠

وقال لاشين إن المفقود لا يورث أثناء غيابه وفقده لأن ماله باق على ملكه حتى يتبين أمره فإن حكم القاضي بموته في تاريخ معين بعد رفع دعوى الفقد إليه من كل ذي صفة ،او صاحب مصلحة وحكم القاضي بموته بناء على الأدلة المثبتة لذلك ،او اوراق تثبت موته في التاريخ الذي عينه حكم القاضي بوفاته حينئذ اعتبر المفقود ميتا من وقت حكم القاضي بموته، ويرثه من كان حيا ساعتئذ لا قبل ذلك أما من مات منهم قبل ذلك وبعد فقده مباشرة فلا ميراث لهم منه لعدم تحقق شرط الإرث في المورث وهو موته حقيقة او حكما ٠

وأكد لاشين أنه بناء على ماسبق يقول لورثة المفقود الذين يطالبون بميراثهم منه فور العلم بفقده : "لا حق لكم فيما طلبتم وتظل أموال المفقود على ذمته غير موروثة إلى أن يحكم القاضي بوفاته".