لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أصوات "النشاز" في مساجد مصر

03:46 م الأربعاء 27 ديسمبر 2017

نشاز الصوت في مساجد مصر

بقلم – هاني ضوه :

قديمًا كان من النادر أن تجد مؤذنًا "بشع" الصوت في مساجد مصر، بل كان يتم اختيار المؤذنين بعناية شديدة، بل وكانوا يدرسون تدريس علم المقامات والطبقات الصوتية، ولا يتقدم للأذان إلا من كان ندي الصوت، فكان الناس يستمتعون بسماع الأذان.

أما الآن بتنا نسمع كل من "هب ودب" يرفع الأذان بأصوات منكرة منفرة، تجعل الناس يأنفون من سماع نداء الصلاة بسبب قبح أصواتهم، رغم أن الحبيب صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله كان حريصًا منذ تشريع الأذان على أن يكون المؤذن جميل الصوت فقال لمن رأى رؤية الأذان: "ألقه إلى بلال فإنه أندى منك صوتًا". فدل هذا على حرص النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أن يكون المؤذن حسن الصوت.

وقد أجمع الفقهاء على استحباب أن يكون المؤذن صيتاً، حسن الصوت فصيحاً، مستدلين بحديث عبد الله بن زيد -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال له: "فقم مع بلال فألق عليه ما رأيت به فإنه أندى صوتاً منك". ومعنى: "أندى" أي أرفع وأعلى وأبعد، وقيل أحسن وأعذب. واستدلوا كذلك بأن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- اختار أبا محذورة للآذان لكونه صيتاً، وذلك في قصة إسلامه، وطلب أبو محذورة من النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أن يجعله مؤذناً بمكة- فقال: "قد أمرتك به". 

واستدلوا أيضاً بما روي أن مؤذناً أذن فطرَّب في أذانه، فقال له عمر بن عبد العزيز-رحمه الله-: أذِّن أذاناً سمحاً وإلاَّ فاعتزلن.

وصاحب الصوت الحسن له تأثير عجيب في جذب قلوب الناس، وهز في قلوبهم الشوق إلى علام الغيوب، ومن ثم إتيانهم إلى المسجد لأداء الصلاة. أما صاحب الصوت المنكر فيجعل الناس مستاءه من سماعه فيصمون آذانهم عنه، ويعبرون أنه من البلاء أن يستمعوا إلى أصحاب هذا الصوت النشاذ خمس مرات يوميًا.

الأزمة ليست عند الناس في سماع الأذان، ولكن المشكلة في صوت من يرفع الأذان بطريقة "مفزعة" وصوت "نشاز" في مساجد مصر وهو ما يصيب الناس بالضيق.

وعن مثل هذا قال أحد الشعراء عن مؤذن كان يرفع الأذان في مسجد بجانبه بصوت "نشاز"، وكان هذا المؤذن اسمه "قاسم" فقال:

إذا ما صاحَ قاسمُ في المنَار *** بصوت منكَر شبه الحمار

فكم سبابة في كـل أذْن *** وكم سبابة في كـل دار

من المهم أن تنتبه وزارة الأقاف المصرية لهذا الأمر فتحسن اختيار المؤذنين أصحاب الصوت الجميل الندي، اتباعًا لهدي النبي صلوات الله وسلامه عليه وآله وسلم، وألا يدعوا المساجد مرتعًا لكل من أراد أن يستعرض صوته "النشاز" فينفر الناس من نداء الحق. بل ومن المهم كذلك أن يتم تدريب هؤلاء المؤذنين على المقامات والطبقات الصوتية وحسن الصوت، وإلحاقهم بدورات تدريبية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان