الدين النصيحة.. المفتي السابق يوضح 4 أركان للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
(مصراوي):
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن الله تعالى جعل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أساسا من أسس الإيمان، فهو في غاية الأهمية كما هو ظاهر في القرآن والسنة، فبه تقوم المجتمعات ويستقر الأمن ويشيع السلام بين الناس.
وأوضح فضيلة المفتي السابق أن أهم شيء في الدين هو النصيحة، والنصيحة تكون لجميع الناس من الحكام والمحكومين؛ ولذلك نرى علماء المسلمين قد اهتموا بوضع أركان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وشروطه.
وكتب فضيلته، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: ونلخص ما قاله العلماء في نقاط محددة تميز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن الرضا بالفساد والسكوت عنه من ناحية، وعن التهور والاعتراض الغبي من ناحية أخرى، وكلاهما مصيبة تضيع الهدف من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتضيع الخير عن الناس.
أولاً: العلم، فالعلم بالحقائق على ما هي عليه أساس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فنهى ربنا عن سوء الظن، فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ)، وقال رسول الله ﷺ: «كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع» (مسلم).
ثانيًا: مخالفة الشريعة، فلقد حرم الله سبحانه وتعالى الظلم، وفي الحديث القدسي: «قال الله عز وجل: يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما، فلا تظالموا»، وقال رسول الله ﷺ: «اتَّقُوا الظُّلْمَ؛ فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (مسلم)، والآيات كثيرة في تحريم الظلم بجميع أنواعه وفي كل المجالات؛ في المجال السياسي والاجتماعي والاقتصادي،
ونهى عن التلاعب بأقوات الخلق، وبيَّن أن الجوع يدعو إلى الرذيلة حتى يدفع الناس إلى المعصية، وجعل ﷺ من رق قلبه وقام بما فرضه الله عليه من واجب سببا لتفريج الكربات في الدنيا والآخرة، فحكى لنا قصة الثلاثة الذين حبسوا وراء صخرة، فدعوا الله أن يفرج عنهم بأعمالهم الصالحة، وكان فيهم من تذكر الله وقام بما فرضه الله عليه من معونة وامتناع عن المعصية، كما حرم الله سبحانه وتعالى الغش، وحرم الله سبحانه وتعالى عدم الاهتمام بأمر الناس فقال ﷺ: «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا أَهْلَ الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ» (رواه أبو داود والترمذي)، وقال: «مَنْ لا يَرْحَم لا يُرْحَم» (البخاري ومسلم) وقال: «من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم» (الطبراني)، وجعل من علامات الساعة أن يوسد الأمر إلى غير أهله، وهنا سنفقد كل تلك المعاني من العلم ومن الإخلاص ومن الهمة.
ثالثًا: إدراك المآلات والأسباب الحقيقية الكامنة، وهنا ينبهنا الله سبحانه وتعالى ألا نقف عند مجرد الظواهر، قال تعالى: (يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ)، وفي حديث الحديبية دروس كثيرة لإدراك المآلات وكيف لم يستجب رسول الله ﷺ لقول عمر: "لِمَ نقبل الدنية في ديننا" حتى يفك الحصار الذي فرضه المشركون في الجنوب في مكة واليهود في الشمال في خيبر بعد أن اتفقوا على غزو المدينة من الجهتين.
رابعًا: أن نخلص النية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فبدون إخلاص النية لله لا أمل في الخلاص من المشكلات، قال تعالى: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ).
فيديو قد يعجبك: