لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عبدالله بن الزبير .. الخليفة الذي لم يكتمل حكمه وصلبه الحجاج

12:31 م الإثنين 08 أبريل 2019

عبدالله بن الزبير

كتب – هاني ضوه :

كان الصحابي عبدالله بن الزبير بن العوام، أول مولودًا للمهاجرين بالمدينة، فقد حملت به أمه أسماء بنت سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وعندما ولد في مثل هذا اليوم الثاني من شهر شعبان سنة 1 للهجرة، -وقيل اثنتين- فرح المسلمون بمولده لأنه أبطل مزاعم اليهود القاطنين بالمدينة، فقد زعموا أنهم سحروا للمسلمين حتى لا يولد لهم أي مولود ذكر أبدًا.

كان عبدالله ابن الزبير يشبه جده لأمه أسماء بنت أبى بكر الصديق، أسمر نحيفا، وشعر ذقنه خفيف.

ومن البركة التي حلت عليه فنال بها الشرف الكبير أن بايعه وباركه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو ابن سبع سنين، فقد روى الإمام مسلم أنه ذات يوم تحدث بعض الصحابة مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أمر أبناء المهاجرين والأنصار الذين ولدوا في الإسلام حتى ترعرعوا من أمثال عبدالله بن الزبير، وعبد الله بن جعفر، وعمر بن أبي سلمة، وقالوا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: لو بايعتهم فتصيبهم بركتك، ويكون لهم ذكر؟، وجاءوا بهم إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فخافوا ووجلوا من النبي إلا عبد الله بن الزبير الذي اقتحم أولهم، فرآه النبي صلى الله عليه وآله وسلم فتبسَّم، وقال: "إنه ابن أبيه".

وكان عبدالله بن الزبير فارس قريش في زمانه، وشهد معركة اليرموك وهو مراهق، كما شهد فتح أفريقيا والمغرب وغزو القسطنطينية، ويوم الجمل مع خالته أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنه، وكان يضرب المثل بشجاعته، وكانت السيدة عائشة تكنى به فيقال لها أم عبد الله، وقيل عنه أنه لم يكن أحد أحب إليها بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أبيها أبي بكر وبعده ابن الزبير.

وكان عبدالله بن الزبير قارئاً للقرآن متتبعاً لسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، روى عن الرسول صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ثلاثة وثلاثين حديثاً، وهو أحد العبادلة الأربعة التقاة: وهم عبد الله ابن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن مسعود.

كان محبًا للعبادة وقيام الليل، وروي عبد الملك بن عبد العزيز، قال: "قسَّم عبد الله بن الزبير الدهر على ثلاث ليال؛ فليلة هو قائم حتى الصباح، وليلة هو راكع حتى الصباح، وليلة هو ساجد حتى الصباح".

دافع عبد الله بن الزبير عن الخليفة الثالث عثمان بن عفان حين حاصره الثائرون أثناء فتنة مقتله، كما شارك في قيادة بعض معارك الفتوحات الإسلامية.

وبعد موت معاوية رفض عبدالله ابن الزبير مبايعة يزيد بن معاوية خليفة للمسلمين، فحاول يزيد تهديده وإرغامه، مما جعل عبدالله ابن الزبير يعوذ بالبيت الحرامن ولم يجد يزيد بدًا من أن يرسل الحجاج بن يوسف الثقفي بجيش ليحاصر مكة والحرم، ولم يرفع الحصار إلا بوفاة يزيد نفسه سنة 64 هـ، وبعد وفاة يزيد، أعلن عبدالله ابن الزبير نفسه خليفة للمسلمين واتخذ من مكة عاصمة لحكمه، وبايعته الولايات كلها إلا بعض مناطق في الشام، كانت لا تزال توالي الأمويين.

حاول الأمويين جمع شتات أمرهم وتجمعوا حول مروان بن الحكم ومن بعده ولده عبد الملك في الشام، مما مكّنهم من استعادة باقي مناطق الشام ومصر ثم العراق والحجاز.

وبعد أن استولى الأمويون على المدينة، وجد ابن مروان أن الفرصة قد سنحت للإجهاز على عبدالله ابن الزبير، فأرسل له جيشًا ضخما بقيادة الحجاج بن يوسف الثقفي، ونصب الحجاج المنجنيق على جبل أبي قبيس وشدّد الحصار على مكة.

ولم تمض أيام حتى هجم الجيش على مكة حتى قتل الكثيرون من أهل مكة وأصحاب ابن الزبير، فقاتل قتالاً شديدًا حتى قتل وقتل معه عبد الله بن مطيع العدوي وعبد الله بن صفوان الجمحي وهو متعلق بأستار الكعبة، وكان ذلك في يوم الثلاثاء 17 جمادى الآخرة سنة 73 هـ، بعد أن حُوصر في مكة لأكثر من ثمانية أشهر.

وقطع رأس عبدالله ابن الزبير، وأُرسِل إلى عبد الملك بن مروان، وصلب الحجاج بدنه مُنكّسًا عند الحجون بمكة، فما زال مصلوبًا حتى مر به عبد الله بن عمر فقال: «رحمة الله عليك يا أبا خبيب، أما والله لقد كنت صوّامًا قوّامًا»، ثم بعث للحجاج قائلاً: «أما آن لهذا الراكب أن ينزل؟»، فأُنزل ودُفن هناك، بعد أن صلى عليه أخوه عروة، وأمه أسماء بنت أبي بكر يؤمئذ حَيّة، ثم توفيت بعد ذلك بأشهر بالمدينة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان