من غريب القرآن.. معنى قوله تعالى: "يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا"
كتبت – آمال سامي:
يقول تعالى في كتابه العزيز في الآية 276 من سورة البقرة: "يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ"، وقد يلتبس على البعض معنى "يمحق" وهو ما فسره الدكتور عبد الرحمن بن معاضة البكري أستاذ الدراسات القرآنية السعودي قائلًا أن يمحق تعني يذهب أو يبطل أو يهلك، ولذلك ورد في قوله سبحانه وتعالى: "وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين" اي يهلكهم ويزيلهم.
وأضاف البكري أن معنى يمحق الله الربا أي يبطله ويذهب ببركته ويضمحل أثره، وهو مأخوذ من محاق القمر، فحين ينقص القمر حتى يضمحل تمامًا يقال له محاق، واشار البكري أن الله سبحانه وتعالى جعل عاقبة الربا وعاقبة الصدقة بعكس الذي يظنه الرائي، فالربا يزيد في الظاهر ولكنه في الحقيقة يبطل ويزول، لذا قال ابن مسعود: الربا وإن كثر فإلى قل، "وهذا ملاحظ في الدنيا بقلة بركة الربا والخسائر التي تصيب المرابين"، أما يربي الصدقات، يقول البكري انها العكس تمامًا، فينميها الله سبحانه وتعالى ويربيها، وعلى عكس الظاهر ان الصدقة تنقص المال، فهي في الحقيقة تعود على صاحبها بالبركة والنماء والزيادة، لذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما نقص مال من صدقة"، وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله يتلقى صدقة أحدكم فيربيها له كما يربي أحدكم فلوه".
وفي تفسير الطبري، ينقل عن ابن عباس ما قاله حول معنى يحمق الله الربا بأنه ينقص، أما يربي الصدقات فتعني انه يضاعف أجرها ويربها وينميها لصاحبها، ونقل الطبري حديث آخر لرسول الله صلى الله عليه وسلم حول هذا المعنى عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنّ الله عز وجل يقبلُ الصّدقة ويأخذها بيمينه فيربِّيها لأحدكم كما يربِّي أحدُكم مُهْرَه، حتى إن اللقمة لتصير مثل أُحُد، وتصديقُ ذلك في كتاب الله عز وجل: أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ".
فيديو قد يعجبك: