لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الحج خطوة بخطوة.. عمرو خالد يقدم وصفًا تفصيليًا لأداء المناسك

11:15 م الثلاثاء 28 يوليو 2020

عمرو خالد

كتب- محمد قادوس:

أفاض الداعية الدكتور عمرو خالد، في الحديث عن مناسك الحج، شارحًا خطوات أداء الركن الخامس من أركان الإسلام، التي تستمر لمدة خمسة أيام، تبدأ من يوم الثامن من ذي الحجة وتنتهي ثالث أيام عيد الأضحى.

وقال في سابع حلقات برنامجه "مشتاق للحاج"، إن الحج يبدأ الطواف، ومن ثم التوجه إلى منى في اليوم الثامن من ذي الحجة، وفي اليوم التالي يكون أداء ركن الحج الأعظم "عرفة"، ثم التوجه إلى مزدلفة ليلة العاشر من ذي الحجة، لرمي الجمرات، وعقب ذلك أداء طواف الإفاضة أيام 10 و11 و12، مبينًا أن المبيت في منى يكون لثلاثة أيام.

وأوضح خالد أنه طوال المسافة التي يقطعها الحاج خلال أداء المناسك يبلغ حوالي 40 كيلو مترًا (مكة / منى 13 ك) (منى / عرفة 9 ك)، (عرفة / مزدلفه 6ك)، (مزدلفة / رمي الجمرات 7 ك)، (رمي الجمرات / مكة 5 ك)، وهو ما يعادل 40 كيلوم مترًا تقريبًا.

وأشار خالد خلال الحلقة التي استضاف فيها ( محمد أبو زيد) إلى أنه أثناء أداء المناسك هناك رموز عجيبة، كثير من الناس لا يدركونها، مبينًا أن المراد هنا المعنى العميق، "لا يمسه إلا المطهرون"، أي لا يمس معاني القرآن ولا يفهم أسراره إلا النفوس المطهره من أهوائها، كذلك الحج لا يفهم أسراره إلا من تجرد في حجه لحب الله".

وشرح خالد تفصيلاً خطوات أداء المناسك, وما ترمز إليه كمن معان، لافتًا إلى أن لبس ثياب الإحرام البيضاء "هو رمز الوحدة الكبرى التي تذوب فيها الأجناس ويتساوى فيها الفقير والغني".

وقال: "نحن نلبسها على اللحم.. كما حدث حينما نزلنا إلى العالم في لحظة الميلاـ وكما سوف يحدث حينما نغادره بالموت.. جئنا ملفوفين في لفافة بيضاء على اللحم.. ونخرج من الدنيا كما قدمنا إليها".

واعتبر خالد ملابس الأحرام، رمزًا للتجرد، لأن لحظة اللقاء بالله تحتاج إلى التجرد كل التجرد،​ ولهذا قال الله لموسى: "اخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى"، واصفًا إياه بـ "التجرد المناسب لجلال الموقف".

وبين أن "هذا هو الفرق بين لقاء مع رئيس جمهورية.. ولقاء مع الخالق. فنحن نرتدي لباس التشريفة لنقابل رئيس الجمهورية. أما أمام الله فنحن لا شيء.. متجردين من كل زينة بين يدي الخالق".

وقال إن الطواف للحج نوعان: متمتع أو مقرن، مفسرًا لماذا يكون الطواف سبعة أشواط والرجم سبع حصوات، بالقول: "ولماذا لا يكتمل نمو الجنين إلا في الشهر السابع ولماذا يولد ميتًا إذا نزل قبل السابع، ولماذا خلق الله السماوات سبعة والأرضين سبعة؟".

وأوضح خالد أن هناك سرًا في بناء الكون المادي والروحي، أنه سباعي التكوين وأن السبعة هي درجه الاستواء والتمام، مشيرًا إلى أن النفس البشريه بالمثل سبع درجات. أسفلها النفس الإمارة، ثم تليها النفس اللوامة، ثم النفس الملهمة، ثم النفس المطمئنة، ثم النفس الراضية، ثم النفس المرضية، ثم النفس الكاملة.

وقال إن "كل شوط يطهرك وينقلك لنفس أعلى"، مشيرًا إلى أنه "عندما تؤدي مناسك الحج كلها ثم تختم بطواف الإفاضة، ترجع بالكامل مجتازًا السبعة أنفس.

وكشف خالد عن سر تسمية اليوم الثامن من ذي الحجة بيوم التروية، لأنه تبدأ فيه نية التوبة، والاستعداد الروحي لأداء النسك الأكبر.

وأضاف: "أما خروجك من بيتك تؤم البيت، فإن لك بكل وطأة تطؤها راحلتك يكتب الله لك بها حسنة، ويمحو عنك بها سيئة، وأما وقوفك بعرفة فإن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة فيقول: "هؤلاء عبادي جاءوني شعثًا غبرًا من كل فج عميق يرجون رحمتي، ويخافون عذابي، ولم يروني، فكيف لو رأوني؟ فلو كان عليك مثل رمل عالج، أو مثل أيام الدنيا أو مثل قطر السماء ذنوبا غسلها الله عنك، وأما رميك الجمار فإنه مذخور لك، وأما حلقك رأسك، فإن لك بكل شعرة تسقط حسنة فإذا طفت بالبيت خرجت من ذنوبك كيوم ولدتك أمك".

واعتبر خالد أن يوم التاسع (عرفة) يلخص كل خطوات الحج، لأن الحج عرفة، وبدون عرفة لا يكون الحج.. وهذا هو الركن الأساسي للحج، واصفًا إياه بأنه أعظم وأرحم يوم في السنة، وأكثر يوم يستجاب فيه الدعاء.

وقال إنه طوال النهار "دعاء – مناجاة – توسل – تذلل" حتى لغير الحجاج، وعند مغرب شمس يوم عرفة، ينزل الحجيج إلى مزدلفة، حيث الفرحة، وأصوات التلبية.

وأشار خالد إلى أنه في مشعر مزدلفة يتم جمع الحجارة الصغيرة (الجمرات)، ويبد الحجاج في التعب، وتكون هناك مشقة، لكن مع ذلك هناك فرح عجيب، لافتًا إلى أن "المعنى هو أن السعادة بداخلك ليست بالمكان ولا المظاهر.. ابحث عن السعادة داخلك.. لا تلهث وراء السراب".

أما عن رمي الجمرات، فأكد خالد أنه "عهد الله في عداوة الشيطان بشكل عملي.. كلها رمزيات.. فأنت تعلم أن النصب التذكاري مجرد رمز، وأنه ليس الجندي".

وقال إن "اختيار حصى صغيرة مثل حبة الحمص، ترمز بأنه بلا غلو في الدين.. بسم الله الله أكبر.. تقسم الشيطان.. أنت الآن صرت عدوًا للشيطان، فأنت الآن ولي للرحمن.. لذلك ادع، فإن دعاءك مستجاب بعد رمي الجمرات".

وبعد ذلك يتحدث عن الذبح والحلق، مبينًا أن الحاج "حينما يذبح الضحية يذبح نفسه الموافقة للشيطان.. وحينما يحلق رأسه يحلق الكبرياء عن عقله، فهو يعلم أن الكنز الحقيقي الذي يستحق أن يجهد في حصيله هو كنز البراءة.. البراءة من الحول والطول والقوة والغرور والكبرياء..لا حول ولا قوة إلا بالله".

وأشار إلى أن أيام منى هي أيام أكل وشرب وذكر لله تعالى, وفيها يحدث التعارف العالمي للمسلمين، داعيًا بعد الفراغ من أداء الحج إلى معاهدة الله "الذين لا ينقضون عهد الله من بعد ميثاقة"، "ومنهم من عاهد الله".. عاهده على التقوى.. على استمرار العباد.. على التسليم له.. اصدق عهدك.. إن تصدق الله يصدقك، فإنه دائمًا يحقق الله لك ما تتمناه بصدق.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان