لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في ذكرى وفاة الإمام العارف عبد القادر الجيلاني.. تعرف على منهجه في التصوف ووصيته الأخيرة

04:24 م الإثنين 15 نوفمبر 2021

الإمام العارف عبد القادر الجيلاني

كتبت – آمال سامي:

هو عبد القادر بن أبي صالح موسى جنكي دوست بن أبيعبد الله بن يحيى الزاهد ، وهو أحد كبار شيوخ التصوف وعلماءه، يرجع نسبه إلى الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكنيته هي أبو محمد ونسبته الجيلاني، واطلقت علي العديد من الألقاب كـ الإمام وشيخ الإسلام مثلما وصفه الذهبي في سير أعلام النبلاء فقال: " الشيخ الامام العالم الزاهد العارف القدوة، شيخ الاسلام، علم الاولياء".

وقد ولد الشيخ عبد القادر في بلدة تسمى جيلان فيما وراء طبرستان عام 471 هـ وارتحل لطلب العلم إلى بغداد فدخلها عام 488 هـ، وكان عمره 18 عامًا، وهناك أمضى أثنين وثلاثين عامًا من الدراسة يطلب فيهم مختلف علوم الشريعة حتى جلس للعلم والوعظ سنة 520 هـ، ويروي الصلابي في كتابه عن عبد القادر الجيلاني أنه كان يعاني من ضيق العيش خلال فترة تلقيه العلم، ومن شيوخه ابو سعيد المبارك بن علي المخرمي،وابو الوفاء علي بن عقيل بن عبد الله البغدادي، وحماد بن مسلم الدباس، وقد صاحبه طويلًا الجيلاني، وأثنى ابن تيمية على الأثنين فقال: "أمر الشيخ عبد القادر وشيخه حماد الدباس وغيرهما من المشايخ أهل الاستقامة رضي الله عنهم: بأنه لا يريد السالك مرادًا قط وأنه لا يريد مع إرادة الله عز وجل سواها، بل يجري فعله فيه فيكون هو مراد الحق".

وقد شهد ابن تيمية للشيخ عبد القادر بأنه من أعظم مشايخ زمانه ألتزامًا بالشرع والأمر والنهي وتقديمه على الذوق والقدر، وهو من أعظم المشايخ أمرًا بترك الهوى والإرادة النفسية، حسما قال ابن تيمية في كتابه "الفتاوى".

التصوف عند عبد القادر الجيلاني

تنتمي مدرسة الشيخ عبد القادر الجيلاني الصوفية إلى التصوف السني، الذي يجمع بين العلم الشرعي المبني على الكتاب والسنة وبين التطبيق العملي والإلتزام بالشرع، فقال: "انظر لنفسك رحمة وشفقة، واجعل الكتاب والسنة أمامك وانظر فيهما واعمل بهما ولا تغتر القيل والقال والهوس..."، وقال أيضًا: "يا قوم انصحوا القآن بالعمل به لا بالمجادلة فيه، الاعتقاد كلمات يسيرة والأعمال كثيرة، عليكم بالإيمان به، صدقوا بقلوبكم واعملوا بجوارحكم واشتغلوا بما ينفعكم ولا تلتفتوا إلى عقول ناقصة دنية".

وعرف الجيلاني التصوف بأنه الصدق مع الحق وحسن الخلق مع الخلق، وقال أيضًا أنه تقوى الله وطاعته ولزوم ظاهر الشرع وسلامة الصدر وسخاء النفس وبشاشة الوجه، وبذل الندى وكف الأذى وتحمل الأذى والفقر وحفظ حرمات المشايخ والعشرة مع الإخوان والنصيحة للأصاغر والأكابر وترك الخصومة والإرفاق، وملازمة الإيثار ومجانبة الإدخار، وترك صحبة من ليس من طبقتهم والمعاونة امر الدين والدنيا.

وقال الجيلاني إن التصوف يقوم على عدة صفات، أولها السخاء، ثم الرضا والصبر والإشارة، والسياحة والفقر، والمقصود به الافتقار إلى الله وصدق اللجوء إليه والاعتماد عليه، ويصف الجيلاني الصوفي قائلًا: "الصوفي من صفا باطنه وظاهره بمتابعة كتاب الله وسنة رسوله"، وقال: "الصوفي الصادق في تصوفه يصفو قلبه عما سوى مولاه عز وجل، وهذا شيء لا يجيء بتغيير الخرق وتغفير الوجوه وجمع الاكتاف ولقلقة اللسان وحكايات الصالحين، وتحريك الأصابع بالتسبيح والتهليل، وإنما يجيء بالصدق في طلب الحق عز وجل، والزهد في الدنيا، وإخراج الخلق من القلب وتجرده عما سوى مولاه عز وجل".

وفاته ووصيته لابنه

توفي الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله عام 561 هـ، وروى ابنه حاله في مرض وفاته إذ قال لابنه حين سأله: "لا يسألني أحد عن شيء، أنا اتقلب في علم الله عز وجل، إن مرضي لا يعلمه احد، ولا يعقله أحد"، وحين سأله ما يؤلمك، قال: "جميع أعضائي إلا قلبي فما به الم وهو مع الله عز وجل"، وكانت هذه وصيته لابنه قبل وفاته:

"عليك بتقوى الله عز وجل وطاعته ولا تخف أحدًا سوى الله، ولا ترج أحدًا سوى الله، وكل الحوائج كلها إلى الله عز وجل، واطلبها جميعها منه، ولا تثق بأحد سوى الله عز وجل، ولا تعتمد إلا عليه سبحانه، وعليك بالتوحيد، جماع الأمر كله التوحيد، ثم قال: مروا بأخبار الصفات على ما جاءت، الحكم يتغير والعلم لا يتغير، الحكم ينسخ والعلم لا ينسخ".

وكانت جنازته مهيبة، إذ دفن ليلًا في مدرسته فلم يتمكن أحد من أهله وأصحابه من دفنه في النهار من كثرة الازدحام، إذ خرج أهل بغداد كلها يشيعونه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان