إعلان

بعد حصوله على جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام.. حسن الشافعي عضو هيئة كبار العلماء سيرة ومسيرة

08:37 م الجمعة 07 يناير 2022

كتب - علي شبل:

حصل الدكتور حسن الشافعي، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عضو مجلس حكماء المسلمين، رئيس اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية، أمس الأول الأربعاء، على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام 2022، وتعد هذه المرة هي المرة الأولى التي يحصل فيها الشافعي على جائزة الملك فيصل العالمية على المستوى الشخصي، حيث تسلم جائزة الملك فيصل العالمية للغة العربية وآدابها خلال ترؤسه مجمع اللغة العربية عام 2013م؛ من الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودى، وجاءت الجائزة وقتها تقديرا لجهود المجمع على مدى أكثر من 80 عاما في خدمة اللغة العربية، وما أصدره من معاجم ساهمت في خدمة لغة القرآن.

وفي التقرير التالي يرصد مصراوي جانبا من سيرة ومسيرة الدكتور حسن الشافعي وأهم مراحل حياته العلمية:

حسن الشافعي سيرة ومسيرة

ولد الدكتور حسن محمود عبد اللطيف الشافعي بقرية بني ماضي التابعة لمدينة ببا من محافظة بني سويف بصعيد مصر في 19 ديسمبر سنة 1930، وحفظ القرآن الكريم صغيرًا، والتحق بمعهد القاهرة الديني الأزهري عام 1944، وفي عام 1953 التحق بكليتي أصول الدين بجامعة الأزهر ودار العلوم بجامعة القاهرة، وتخصص في دراسة الفلسفة الإسلامية، ليدرس في الكليتين في وقت واحد، وكان مسموحًا به في ذلك الوقت. وتخرج سنة 1963 في كليتي أصول الدين ودار العلوم، وحصل على مرتبة الشرف الأولى في كلية دار العلوم، ثم عُيِّنَ معيداً بقسم الفلسفة الإسلامية، وواصل دراسته حتى حصل على الماجستير عام 1969 بدراسة عن "سيف الدين الآمدي".

ابتُعث للحصول على الدكتوراه من جامعة لندن، حيث أتقن اللغة الإنجليزية واطّلع على الثقافة الغربية والقضايا الفكرية التي يهاجم بها المستشرقون الإسلام ويثيرون حولها الشبهات. واستطاع إنجاز رسالته للدكتوراه عن "تطور علم الكلام الاثناعشري في القرن السابع الهجري" في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن سنة 1977، ثم عاد ليدرس الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم.

وهي أول دراسة كلامية عنه؛ حيث نشر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة، الجزءَ النَّصيَّ منها عام 1971م بعنوان "غاية المرام في علم الكلام"، بتزكية من الأستاذين الجليلين الدكتور شوقي ضيف، رئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب في جامعة القاهرة وقتها، والأستاذ محمد أبي الفضل إبراهيم المحقق الشهير، ثم نُشرت الدراسة بعد ذلك بنحو ثلاثين عامًا بعنوان (الآمدي وآراؤه الكلامية) عام 1998م من "دار السلام" بالقاهرة.

ومضى يعمل تحت إشراف أستاذه للحصول على درجة الدكتوراه في موضوع "نصير الدين الطوسي وآراؤه الكلامية والفلسفية"، محافظًا في الوقت نفسه على صلته الوثيقة بأستاذه الدكتور عبد الحليم محمود – شيخ الأزهر فيما بعد – منذ عام 1960م وحتى وفاته عام 1978م، وحين أوشك على إتمام رسالته، أُتيحت له فرصةُ السفرِ إلى "كلية الدراسات الشرقية والإفريقية" بجامعة لندن عام 1973م، فانتقل إليها وعمل تحت إشراف الراحل الأستاذ جونسون والبروفيسور لامبتون في قسم دراسات الشرق الأوسط، ونال منها درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية عام 1977م عن "تطور علم الكلام الاثناعشري في القرن السابع الهجري"، وهو العمل الذي قُدِّر له أن يصدر بعد نحو ثلاثين عامًا أيضًا باللغة الإنجليزية عن مجمع البحوث الإسلامية بإسلام آباد بباكستان عام 2005م.

بعد حصوله على الدكتوراه قام بالتدريس في عدد من الجامعات الإسلامية: في عام 1979 بجامعة أم درمان الإسلامية (السودان)، وفي عام 1981 أعير إلى الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام أباد بباكستان حتى عام 1988. عاد للتدريس بكلية دار العلوم ليعمل وكيلا لشئون الدراسات العليا بالكلية حتى عام 1994، وفي نفس العام اختير عضوا بمجمع اللغة العربية بالقاهرة. ثم عاد إلى الجامعة الإسلامية بباكستان رئيسا لها حتى عام 2004، ومن ثم عاد للتدريس بدار العلوم أستاذًا غير متفرغ. في فبراير 2012 انتُخب رئيسا لمجمع اللغة العربية بالقاهرة بعد وفاة رئيس المجمع الدكتور محمود حافظ قبلها بشهور. وبعد فترتين من رئاسته للمجمع استمرتا ثماني سنوات انتُخب لفترة ثالثة (في انتخابات أعيدت مرتين فاز فيهما)، إلا أنه أزيح بقرار من وزير التعليم العالي خالد عبد الغفار بحجة أن المناصب القيادية لا يجب أن تزيد رئاستها عن فترتين، وكُلّف بدلاً منه الدكتور صلاح فضل الذي خسر أمامه في الانتخابات، وقد رجّحت بعض المصادر أن ما حدث تصفية حسابات مع الشافعي بسبب مواقفه السياسية عقب انقلاب 2013 في مصر. من أهم المناصب التي تقلدها:

- عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة.

- عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة.

- عضو في هيئة كبار علماء الأزهر.

- عضو في مجلس حكماء المسلمين.

- عميد كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بإسلام أباد.

- رئيس الجامعة الإسلامية بإسلام أباد.

- مستشار شيخ الأزهر.

- رئيس الاتحاد العالمي لعلماء الصوفية.

- رئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة.

وللدكتور حسن الشافعي إنتاج علمي غزير؛ فقد أصدر منذ عام 1971 عشرة كتب بالعربية في الفلسفة الإسلامية والتوحيد وعلم الكلام والتصوف، وأكثر من 30 بحثًا علميًّا في العديد من المجلات والدوريات العلمية في مصر والخارج، وخمسة نصوص تراثية محققة، وأربعة كتب مترجمة إلى الإنجليزية، هذا فضلاً عن الإشراف والحكم على عشرات من الرسائل الجامعية في مصر والعالم العربي وباكستان وماليزيا. ومن مؤلفاته وأبحاثه:

- الآمدي وآراؤه الكلامية.

- علم الكلام بين ماضيه وحاضره.

- فصول في التصوف.

- التيار المشائي في الفلسفة الإسلامية.

- أبو حامد الغزالي: دراسات في فكره وعصره وتأثيره.

- ترجمة كتاب تاريخ التشريع الإسلامي لكولسون عن الإنجليزية (بالاشتراك).

- الإمام محمد عبده وتجديد علم الكلام.

- حركة التأويل النسوي للقرآن والدين.

- تجديد الفكر الإسلامي: «المفهوم والدواعي والخطوات».

- تطور الفكر الفلسفي في إيران - محمد إقبال ترجمة د. حسن الشافعي.

جائزة الملك فيصل في خدمة الإسلام

ومُنح الدكتور حسن الشافعي جائزة الملك فيصل العالمية في خدمة الإسلام سنة 2022، لمبررات منها: باعه الطويل في خدمة العلوم الإسلامية، تدريساً، وتأليفاً وتحقيقاً وترجمة، وإسهامه في إنشاء الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد، ووضع مناهج كلياتها، وتولي رئاستها، وجهوده الكبيرة في إنشاء سلسلة من المعاهد التي تعنى بالدراسة الأزهرية، وخدمته اللغة العربية خلال رئاسته لمجمع اللغة العربية بالقاهرة.

وتهدف الجائزة إلى الاحتفاء بالعلماء والنابغين والرواد بدون تمييز لأي فكر أو عرق، فهي دعوة للعالم أجمع أن يستقوا من قيم الحضارة الإسلامية، التي تدعو إلى السمو في العلم وتكريم العلماء وتقدير الثقافة والتحضر، وتم اختيار الفائزين في الفئات الخمس للجائزة وهي: الدراسات الإسلامية، واللغة العربية وآدابها، والطب، والعلوم، وخدمة الإسلام؛ من قبل مؤسسات ومجالس علمية وجامعات ومراكز بحثية.

وتمنح جائزة الملك فيصل لمن لعب دورًا مهمًا في خدمة الإسلام والمسلمين فكريًا وعلميًا واجتماعيًا، من خلال الأعمال والأنشطة والبرامج والمشاريع المختلفة التي كان لها تأثير إيجابي على المجتمع المسلم، وتأسست جائزة الملك فيصل، التي أطلقتها مؤسسة الملك فيصل، في عام 1979.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان