لماذا لم يذكر القرآن رحلة المعراج؟.. علي جمعة يرد على منكري الرحلة المعجزة
كتب- علي شبل:
فنّد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، شبهة تشكيك البعض في واقعة المعراج خلال الرحلة المباركة الواردة في حادث الإسراء والمعراج، مدعين بأن القرآن الكريم ذكر الإسراء تصريحا ولم يذكر المعراج.
تصدى جمعة للرد على تلك الشبهة عبر إحدى حلقات برنامجه "والله أعلم" المذاع على قناة سي بي سي الفضائية، مؤكداً أن المعراج ثابت في القرآن الكريم وفي السنة النبوية الشريفة.
أوضح فضيلة المفتي السابق أن المعراج موجود في القرآن كلفظة قرآنية وكحادثة أيضًا، وليس صحيحًا أنه لم يُذكر في الكتاب الكريم كما يُقال، مشيرًا إلى أن أمر فصل السنة عن القرآن غير مقبول على الإطلاق.
واستشهد عضو هيئة كبار العلماء بأن المعراج موجود في القرآن في سورة النجم، ففيها ذكر للمعراج كله وهي الآيات: "وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى، مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى، وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى، عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى، ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى، وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى، ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى، فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى، فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى، مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى، أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى، وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى، عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى".
وتطرق الدكتور علي جمعة إلى أن الأحاديث تفسّر ما هو موجود في القرآن الكريم، مبيناً أن الأحاديث الشريفة منها ما يسمى بأحاديث الآحاد وهي ظنية الثبوت، ومنها ما خرج من الظنية إلى القطعية، ومن أمثلتها الأحاديث الواردة عن الصلوات الخمس، فالصلوات ليست موجودة في القرآن رغم أنها ركن من أركان الدين، ومنها عدد ركعات الصلوات، ومنها أن الوضوء قبل الصلاة وليس بعدها.
وأوضح المفتي السابق أن أحاديث الإسراء والمعراج تبلغ خمسين حديثًا، والصحيح الذي اتفق على صحّته بين كل علماء الدين ما بين 17 و 70 حديثا، وكل حديث منها مرويّ أكثر من مرة من أكثر من صحابي.
وأكد جمعة قائلا: "إنكار المعراج وإنكار أحاديثه هو إنكار للقطعي.. فكل الأمة نقلًا عن أجيال عن أجيال تقول إن معنى سورة النجم هو المعراج وإن الأحاديث الواردة بشأنه في مجملها ليس في تفصيلها قطعية، فانتقلت المسألة من الظنية إلى القطعية".
ولفت جمعة النظر أن "من يشكك في السنة النبوية يشكك في الدين، ونحن ضد هذا، فالشك أسلوب منهجي لا يمكن إنكاره، لكن التشكيك فيه سخافة من القول ولا علاقة له بالعلم، والمعراج ثابت بالقرآن والسنة وعلى قواعد الدين كله ومن ينكر هذه القواعد على الإسراء والمعراج سوف ينكر بقية الدين".
فيديو قد يعجبك: