لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

تزامناً مع زيارة السيسي للسودان.. تعرف على مسجد الملك فاروق بالخرطوم الذي يعود إلى 400 عام

03:10 م الخميس 25 أكتوبر 2018

مسجد الملك فاروق بالخرطوم

كتبت - سارة عبد الخالق :

تزامناً مع زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم إلى العاصمة السودانية، لعقد قمة مع نظيره السوداني عمر البشير، في إطار الدورة الثانية للجنة الرئاسية المصرية السودانية، يقدم إسلاميات مصراوي في التقرير التالي تعريفاً بأحد أشهر المساجد في العاصمة السودانية (الخرطوم) والذي يعود تاريخ بنائه إلى 400 سنة مضت.

مسجد (أرباب العقائد) الشهير بمسجد الملك فاروق أو جامع فاروق، عرف المسجد بذلك الاسم، نظرا إلى أن الملك فاروق كان قد قام بترميمه وإعادة تشييده على النحو القائم اليوم أثناء فترة حكمه لمصر والسودان، ويعتبر مسجد الملك فاروق أحد أقدم مساجد الخرطوم والسودان بصفة عامة، وهو مسجد بُني على الطراز الفاطمي.

أما عن الاسم الحقيقي للمسجد فيعود إلى مؤسسه الشيخ (أحمد بن علي بن العون) الشهير بأرباب العقائد، وتعود قصة بداية إنشاء المسجد في هذه المنطقة، في عام 1691 م الموافق للقرن 11 هجريا، كانت مدينة الخرطوم لم تظهر بعد، عبر الشيخ أرباب العقائد نهر النيل الأزرق قادما من جزيرة "توتي" التي تتوسط مدن الخرطوم الثلاث (الخرطوم - أم درمان – بحري)، التي اشتهر فيها لينشىء في هذا المكان أول قرية مأهولة وكان من عادة الفقيه الذي يشتهر أمره أن يبحث له عن مكان جديد يبدأ فيه - وفقا لما جاء في (تاريخ مدينة الخرطوم تحت الحكم المصري، ٠٢٨١-٥٨٨١م) أحمد أحمد سيد – وبالفعل قام الشيخ أحمد بن علي بن العون يتخصيص مكان على الضفة الغربية للنيل وتجهيزه، وقام ببناء المسجد من الطين.

كان المسجد عبارة عن مجمع ديني يضم مسجداً وخلوة في ذات الوقت لتحفيظ القرآن الكريم ولتدريس العلوم الشرعية، وظل المسجد لفترة مقصداً لطلاب العلم والباحثين في السودان وغرب افريقيا، حتى تم هدم المسجد على يد الحاكم التركي (محمد بك الدفتردار) الذي ذهب منتقما على مقتل صهره إسماعيل بن محمد علي باشا في أوائل عام 1823م، حيث قام بشن حملة انتقامية موسعة ضد سكان النيل، فهدم الديار وخربها، وكان من ضمن ذلك مسجد أرباب العقائد الذي قام بهدمه وقتل العلماء فيه، وفقا لما جاء على الموقع الإلكتروني لصحيفة البيان الإماراتية.

ثم أعيد تشييد المسجد وتوسعته في عهد خورشيد باشا أثناء الحكم التركي المصري.

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتهدم فيها مسجد (أرباب العقائد)، بل قام الإمام السوداني (محمد أحمد السوداني) بهدمه مرة ثانية على الرغم من أنه قام بصلاة أول صلاة جمعة له في الخرطوم عندما فتحها عام 1885 م فيه، إلا أنه قام بهدم المسجد عندما أراد أن يرحل إلى أم درمان لكي يستقطب معه الناس أثناء هجرته إلى أم درمان.

وقد تعرض المسجد أيضا إلى اقتطاع أجزاء من مساحته لبناء كنائس بالقرب من المنطقة التي يوجد بها المسجد، وذلك أثناء دخول القوات الإنجليزية إلى الخرطوم بقيادة قائدها (كتشنر)، والذي حاول بعد اشتباكه مع قوات المهدي أن يغير معالم الخرطوم الإسلامية، فقام باقتطاع هذه المساحات من أجل ذلك.

وشهد عام 1953 ابان عهد الحكم الانجليزي المصري للسودان قيام الملك فاروق بن الملك فؤاد ملك مصر والسودان بتجديد مسجد أرباب العقائد وجعله يكتسب ملمحا عصريا يتمثل في شكله الحالي، الذي يحوي نقوشا اسلامية رائعة تمثل تحفة في فن المعمار الاسلامي الفاطمي حيث تم بناؤه بالحجر الرملي وحجر الجرانيت، واصبح مسجد أرباب العقائد الذي يتوسط مدينة الخرطوم ويتسع لـ800 مصل يعرف الآن بمسجد فاروق نسبة لمجدده الملك فاروق في طرازه الحالي.

يشار إلى أن المسجد يقع في مدينة الخرطوم في السودان في شارع الجمهورية وقريب من ساحل النيل الأزرق والسوق العربي بالخرطوم، ويوجد على مقربة من الجامع الكبير بالخرطوم، وتوجد بجانبه كنيسة كبيرة.

يُذكر أن هذا المسجد كان قد تخرج فيه علماء كبار كان لهم دور كبير في الدعوة مثل: الشيخ حمد ود أم مريوم مؤسس حلة حمد والشيخ خوجلي أبو الجاز مؤسس حلة خوجلي والشيخ فرح ود تكتوك والشيخ محمد ود ضيف الله صاحب "الطبقات" وغيرهم.

ويقدم الفيديو التالي لمحة قصيرة عن مسجد أرباب العقائد (جامع الملك فاروق) بعماراته الإسلامية وشكله الحالي الموجود عليه الآن:

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان