إعلان

هآرتس: إنقاذ "الخوذ البيضاء" يكشف دور إسرائيل الحقيقي في الحرب السورية

06:38 م الإثنين 23 يوليه 2018

جيش الاحتلال الاسرائيلي

كتبت - هدى الشيمي:

قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن تدخل حكومة الاحتلال لمساعدة منظمة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، على الخروج من الأراضي السورية ونقلهم إلى الأردن جاء في الوقت المناسب، لاسيما مع تزايد المخاوف من أن تستهدفهم القوات النظامية بعد استعادتها لمساحات واسعة من الأراضي في الجنوب، وتقدمهم نحو خط الفصل في مرتفعات الجولان.

وأوضحت الصحيفة، في تقرير منشور عبر موقعها الإلكتروني، أن عملية مساعدة الخوذ البيضاء تمت بالتعاون بين الجيش الإسرائيلي والأردن والولايات المتحدة وغيرها من الدول، بالإضافة إلى لواء "فرسان الجولان" وهي ميليشيا سورية تدعمها إسرائيل.

وأشارت هآرتس إلى تخوف الجهات المسؤولة عن العملية من أن يؤثر اللاجئين الذين غادروا المدن والبلدات في الجولان السورية وتوجهوا نحو السور العازل على إتمام عملية الإجلاء.

وتقول الصحيفة الإسرائيلية إن الخوف على تعرض فريق الخوذ البيضاء للخطر مُبرر، لاسيما وأنهم منذ بدء عملهم في عام 2012، تلقوا مساعدات خارجية من الولايات المتحدة ودول الخليج علاوة على المنظمات الدولية، ما جعل النظام السوري يعتبرهم جماعة مُتطرفة مدعومة من جهات أجنبية.

وعلى مدار حوالي 6 أعوام تمكن المتطوعون من إنقاذ ما بين 80 و90 ألف شخص.

ومن بين المهام الرئيسية للخوذ البيضاء؛ إخراج السوريين من بين الأنقاض، عقب انهيار المباني جراء القصف السوري والروسي، وتقديم المساعدات الطبية وعلاج الجروح والإصابات.

وتقول الصحيفة الإسرائيلية إن الخوذ البيضاء لم يترددوا في الكشف عن الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد، من بينها مزاعمهم بأن القوات النظامية استخدمت الأسلحة الكيماوية والبراميل المتفجرة ما تسبب في مقتل الآلاف.

ونشرت الصفحة الرسمية الخاصة بالخوذ البيضاء على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مقاطع فيديو توضح مدى وحشية قوات النظام والميليشيات المدعومة من إيران، وهذا ما أنكرته حكومة الأسد، واتهمت المتطوعين بالتعاون مع منظمات إرهابية.

وترى هآرتس أن دور إسرائيل في إنقاذ الخوذ البيضاء مبادرة في غاية الأهمية، ولكنه غير كافي، لاسيما وأن آلاف المواطنين الذين ما زالوا يعيشون تحت سيطرة الأسد يواجهون خطرًا كبيرًا، فلم يعد في وسعهم اللجوء إلى الأردن، والتي أعلنت رفضها استقبال المزيد من اللاجئين، وتطالب بعودة السوريين في أراضيها إلى بلادهم.

ووفقًا لصحيفة الشرق الأوسط السعودية، الصادرة من لندن، فإن الخط الفاصل سيتضمن الآن ثلاثة شرائح، الأول وهو الأقرب إلى إسرائيل سيكون منطقة منزوعة السلاح بها قوات الأمم المتحدة والشرطة العسكرية الروسية. والشريحة الثانية ستكون على بعد 10 كيلو متر من الأراضي السورية، وبها 350 دبابة سورية و300 جندي مسلحين بأسلحة خفيفة، أما الشريحة الثالثة، سينشر فيها جيش الاحتلال 650 دبابة، ومدفعيات محدودة المدى.

وذكرت هآرتس، أن الاتفاقية بين إسرائيل وروسيا تنطوي على السماح لجيش السوري بالقيام بعمليات عسكرية ضد تنظيم داعش والذي ما يزال في محيط نهر اليرموك، ويتعين على القوات النظامية العودة إلى مواقعها بمجرد انتهاء القتال.

وذكرت هآرتس أن القوات الروسية ستسيطر على تل الحارة، والذي يقع على ارتفاع 1200 متر فوق سطح البحر، ويعد أعلى مرتفعات تُطل على الجولان، ما يخول القوات الروسية لهم مراقبة تنفيذ فصل القوات.

ووفقًا لموقع انترسبت، فإن الميليشيات المسموح لها ممارسة نشاطها في الجولان تُشبه الجيش الذي يعمل في جنوب لبنان والذي أسسته إسرائيل للتصدي لتنامي النفوذ الإيراني في المنطقة.

وقال مصدر سوري لموقع انترسبت الأمريكي فإن الميليشيات عارضت في البداية التورط الإسرائيلي، إلا أن المواطنين بدأوا الشعور بالإيجابية تجاه إسرائيل، لاسيما وأنها دفعت لهم رواتبهم وقدمت لهم الأدوية والغذاء والماء.

وذكرت هآرتس أن الاتفاق الجديد على نشر القوات السورية في الجولان السوري يسمح للمليشيات بالعمل في المنطقة منزوعة السلاح شرط ألا يتعارض عملهم مع القوات السورية.

ووفقًا لهذه التقارير، فإن انخراط إسرائيل في سوريا يبدو أكبر وأعمق من مجرد تقديم المساعدات الإنسانية.

وتقول الصحيفة إن التنسيق العسكري بين إسرائيل وروسيا والأردن، والتدخل الإسرائيلي في سوريا سواء كان مباشر أو غير مباشر من أهم أولويات روسيا.

وتُشير هآرتس إلى أن إسرائيل أثبتت أنها لديها قدرة على التأثير على التحركات التكتيكية في مرتفعات الجولان المحتلة، ما جعلها شريكًا غير مُباشر في الحرب السورية، وطرفًا هامًا لنظام الأسد.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان