بالصور: وقفة ببورسعيد على ضحايا البطرسية.. "الصمت أبلغ من الكلام"

كتب- محمد زكريا:

تصوير- محمد الحلواني:

شموع تضئ، ورود تزين أجساد رافضة، أعلام مصرية نكسها الحادث الأليم، وجوه شاحبة بفعل الحزن، مناديل تبلل دموع تتساقط سهوًا بين الحين والأخر، قرآن وصليب، رجال ونساء، شباب وشابات، مسلمين وأقباط؛ الكل يتراص على أرصفة بميدان المنشية بمحافظة بورسعيد، حدادًا على أرواح زُهقت بعد تفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية، صباح الأحد الماضي.

بعد أن وصل خبر حادث الكنيسة البطرسية إلى محمد عكاشة، حرص على متابعة الأحداث بالتفصيل، دعى ربه أن تنتهي الفاجعة دون قنص مزيد من الأرواح. ومع حلول ساعات الليل، وإعلان وزارة الصحة وفاة حوالي 25 شخصًا وإصابة ما لا يقل عن 55 آخرين، سيطر الحزن على قلب صاحب الـ26 عامًا.

تساؤلات نهشت عقل الشاب الصغير، حسرة على أرواح زُهقت دون ذنب، أحس بمسؤولية على عاتقه تجاه الضحايا، أمسك هاتفه الصغير، كتب على صفحته بفيسبوك قراره بتنظيم وقفة صامتة؛ حدادًا على أرواح شهداء الغدر، تحمس أصدقائه للفكرة، حدد رفقة يوستينا فخري ودميانة فريد وآخرين موعدها في الـ5 عصر يوم الاثنين.

وقف الأصدقاء على الأرصفة في صمت "قولنا الصمت أبلغ من الكلام في المواقف دي"، تضامن أهل المدينة الساحلية مع وقفتهم سريعًا "في ناس اشترت شموع ووزعتها على الناس اللي واقفة"، حتى وصل عدد المتضامنين إلى ما يقارب الـ100 شخص، لذلك قرر المنظمين مد الفاعلية ساعة كاملة؛ رغم الاتفاق المسبق على فضها في الـ6 مساءً.

اهتمام العضو بحزب المصريين الأحرار بالشأن العام لم يكن وليد الوقفة، إذ شارك بالمزيد من الفعاليات؛ أبرزها تعلقت بالأحداث السياسية التي مرت بها البلاد "من 2005 أيام التعديلات الدستورية لصالح جمال مبارك"، كما شارك بثورة الـ25 من يناير، وساعد في جمع التوكيلات لصالح حملة تمرد، غير أنه قرر رفقة اصدقائه تنحية الشعارات السياسية عن وقفتهم، رغم احتضان ميدان الثورة لها "إحنا مختلفين على كل حاجة، لكن الحقيقة الوحيدة الثابتة ان في ناس ماتت".

وقفة صامتة دون هتاف وحيد، أناس لم يفرق دين بينهم، حزن يخيم على الجميع، لافتتين تحمل كلًا منها صورة للضحايا من الأطفال، قائدي سيارات قرروا المرور بهدوء احترامًا للجمع "اللي بيعدي كان بيطفي الأغاني"، بعدها فض الأصدقاء وقفتهم بعد أن عبروا عن أسفهم من الأوضاع. فيما يتمنى "عكاشة" أن تستقر الأوضاع في القريب "ربنا ينجي مصر، ويصلح الأحوال".