لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

المدارس التجريبية في الجيزة.. أزمة تحتاج "إمضاء" محافظ

02:47 م الثلاثاء 20 سبتمبر 2016

أمهات يعترضن على تنسيق المدارس التجريبية

كتبت – يسرا سلامة:

أيام قليلة وينطلق أول أيام العام الدراسي الجديد، فيما يظل الطفل "ساجد محمود" ذي الخمس سنوات وعشرين يوما بلا مدرسة تأويه، يستعد أقرانه من نفس السن إلى مرحلة ما قبل التعليم الأساسي KG، حيث يحرم التنسيق المرتفع في محافظة الجيزة للمدارس التجريبية الرسمية ساجد من الانضمام إليها، وعليه تحرك قرابة سبعون من الأمهات والآباء أمس في وقفة أمام محافظة الجيزة من أجل تنسيق أفضل لأولادهم اللذين يتشابهون مع ساجد في عدم مواقفة التنسيق مع أعمارهم.

فيفي مصباح، والدة ساجد، والقاطنة بمنطقة فيصل، تفكر لطفلها في تعليم أفضل، يتناسب كذلك مع المستوى المادي للعائلة، تحكي لمصراوي أن المدارس الرسمية تقدم مستوى تعليمي أفضل نسبيا عما يقدم في المدارس الحكومية، والتي تزيد فيها كثافة الطلاب أكثر من ستين طالب أو طالبة في الفصل الواحد، مما يؤثر على استيعابهم، وكذلك لا تقوى الأسر على مصروفات المدارس الخاصة، التي ترتفع أيضا كل عام بنسب تختلف من مستوى مدرسة لأخرى.

بين الحكومة والخاصة

المدارس التجريبية الرسمية تستوعب عدد أقل من الأطفال، يتم الانتساب لها منذ مرحلة ما قبل الابتدائي، لا تتجاوز مصروفاتها الأف جنيه للعام الدراسي الواحد وبحسب كل مرحلة دراسية، فيما لا يتم الانتساب لها إلا من خلال تنسيق تعلن عنه المديرية التعليمية، ويصدق عليه المحافظ، ومن المفترض ألا يقبل أي طفل أكبر من عمر السادسة، فيما يجعل كل طفل أعلى من الخمس سنوات واجب القبول، حتى لا تفوته مرحلة التقديم.

1

على إثر تلك الأزمة، التي يشكو منها آلاف الأهالي كل عام دراسي، نظم بعضهم وقفة احتجاجية أمام ديوان عام محافظة الجيزة، وبعدما أشار سكرتير محافظ الجيزة بالأمس لهم أن المحافظ خارج البلاد، ولا يوجد قرار إلا في يد مدير المديرية بثينة كشك لقبول الطلاب، انطلقت الوقفة أمام المديرية التعليمية التابعة للمحافظة، دون رد رسمي من كلا الجهتين حتى الآن.

"معنديش مانع يتسكن في الواحات ولا الصف.. المهم يتسكن في مدرسة وما تضيعش عليه السنة".. تقولها فيفي والدة ساجد أملا في ضم الطفل إلى صفوف الطلاب حتى في مكان نائي بآخر حدود المحافظة قرب الصحراء، وتفتح حلولا لكل المشكلات التي تعلنها المديرية التعليمية "ممكن ندفع تبرعات، ممكن يدخلوا فترة مسائية، بس يتسكن والسنة ما تضعش عليه".

2

أزمة متكررة كل عام
لم تكن تلك المرة الأولى لوقفات لأمهات من أجل إلحاق أطفالهم بالمدارس الرسمية، ففي العام الماضي نظم عدد من الأهالي وقفة في نفس المكان أيضا قبيل دخول المدارس، وخاصة مع انتهاء فترات الاعلان عن التنسيق الخاص بالمدارس دون نزول السن عن خمس سنوات و3 أشهر بحد أدنى، وتصل في مناطق مرتفعة الكثافة مثل فيصل والهرم والعمرانية إلى خمسة سنوات وتسعة أشهر، في العام المنصرم وانصياعا لضغط الأهالي، اضطرت المديرية حل الأزمة بفتح فصول للفترة الثانية تقبل العدد، وهو ما يأمله الأهالي هذا العام قبل بداية الدارسة.

"ليه بتجبرني أروح تعليم انا مش عايزاه؟ أنا من حقي اختار مستقبل ابني.. مش من حق المديرية تفرض عليا أروح فين".. تقولها الأم سمر والدة الطفلة حلا محمد، ابنتها في عمر خمسة سنوات وسبعة أشهر، ولا تجد لها حتى الآن في نطاقها الجغرافي مدرسة تقبلها "فيه في شارعنا مدرسة تجريبية وسألت فيها كتير والرد بيتقال إن ده قرار محافظ ومديرية"، الأم لديها ابنة أخرى -جودي- تكبر عن شقيقتها بعامين، تضطر الأم أن تتحمل مصروفات مدرسة للغات حتى يتم فراغ مقعد واحد لها في مدرسة تجريبية قريبة، تردف الأم "البنت ما بتتعلمش حاجة وبدفع فلوس كتير.. هل من المعقول اودي البنت مدرسة واختها في مدرسة في منطقة بعيدة؟!".

3

تقف والدة "كريم محمد حربي" حاملة للافتة "يا محافظ فينك فينك حق ولادنا بينا وبينك.. في القوانين والدساتير حق ولادنا في التعليم" داخل مديرية الجيزة التعليمية، الابن عمره خمس سنوات وعشرين يوما، يسكن في التوفيقية بالهرم التابعة لإدارة العمرانية بالجيزة، وهناك لا يوجد تنسيق لأقل من 5 سنوات و4 أشهر، تذكر الأم "دي مش أول مرة نعمل وقفة، عملنا وقفات كتير لإن التنسيق منزلش".

التقت الأم مع وفد من الأهالي المتضررين من التنسيق بمدير الإدارة التنفيدية بمديرية الجيزة التعليمية، وقالت وفقا لرواية الأم "التنسيق مش هينزل أكتر من كدة"، على إثر هذا الرد فكريم ربما يصبح له مكان في أحد أقاليم الجيزة البعيدة بأطفيح مثلا، وهو ما يصعب على الأم لترد "انت بتجبرني انقل ابني في مكان بعيد جدا واجيب عقد شقة مزور واغير العنوان.. هل ده منطقي عشان أعلم ابني؟!".

ترفع الأمهات لافتات تحمل "أخ شمال أخ يمين عايزين نجمع بين الأخين"، "مش هنسمح بالتضليل لازم يفتح التحويل"، فيما يعلن الموقع الرسمي لمديرية الجيزة التعليمية فقط عن التنسيق الثالث، والذي أعلن عن سن القبول للمدارس التجريرية في 21 إدارة تعليمية، يصل السن في العمرانية إلى 5 سنوات و9 أشهر و9 أيام، فيما يصل أدنى سن في إدارة أطفيح لخمسة سنوات وثلاثة أشهر و10 أيام، وما دون ذلك لا يجد مكان، ويصل التنسيق إلى سن مرتفع في المدارس التجريبية المميزة، والتي تقدم خدمة أفضل قليلا من المدارس التجريبية الرسمية.

الحل في "تأشيرة" محافظ
يونس حسين، خمس سنوات وشهر، تقف والدته "منى عادل" في عدة وقفات من أجل إلحاقه بأحد المدارس، فيما أعلنت مديرية الجيزة في الثامن من سبتمبر عن نتيجة التنسيق الثالث في إدارة العمرانية التابع لها عن الحد الأدنى للسن، ليكون خمس سنوات وتسعة أشهر وتسعة أيام، وتعاني الأم من مأزق آخر؛ وهو شقيقه ياسين الذي يواجه أزمة في التحويل لمدرسة قريبة، لإنه العام الماضي تم قبوله في إدارة بولاق بنفس المحافظة، على وعد بالتحويل هذا العام، لتقول الأم "لا عايزين يقبلوا الصغير ولا يحولوا للتاني، ومضطرة اودي ده مكان والتاني مكان بعيد، فين لم شمل الأسرة؟ المفترض انهم يروحوا مربع سكني واحد؟".

4

أسئلة الأم وغيرها من الأمهات تقبل منتصف الحلول، حل طرحته أحد الأمهات وهو "الفصل الدوار"، وهو أن يذهب الأطفال إلى المدارس في الوقت المتاح، في فترات ليلية ونهارية، وحلا آخر كحد أدنى أن يُسجل الطلاب في المدارس دون ذهابهم إلى المدرسة، وذلك حتى أن يتم إتاحة أماكن لهم، تردف الأم "انا رجلي تعبتني عشان أودي الولد مدرسة في إدارة تانية.. والصغير لو عمره السنة الجاية ست سنين ويوم مش هيقبلوه".

"مطلبنا الأساسي قبول جميع الأطفال وأن محافظة الجيزة كلها تبقى مربع سكني واحد. يعني لو تنسيق ابني في أسوأ الأحوال في مكان بعيد مبقاش مضطرة اني اغير مكان سكني للقبول".. تقول الأم منى عادل، فيما تؤكد أخبار من العام المنصرم بقرارا من محافظ القاهرة وقتها جلال السعيد بقرار إداري بقبول جميع الأطفال ما فوق الخامسة، وكان عدد المتخلفين وصل لعشرة آلاف، وأكد كذلك قرار من محافظ القليوبية محمد عبد الظاهر في العام الماضي بقبول جميع الأطفال بالأمر المباشر للمديرية التعليمية وذلك حرصا على لم شمل الأسرة، فيما تستمر الأزمة في محافظة الجيزة حتى الآن، تؤكد الأمهات أن الوقفة ربما تنقلب لاعتصام مفتوح وأيضا خطوة قضائية في الطريق ضد المحافظة.

5

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان