في تنسيق المرحلة الثانية.. أباء تفرغوا لاصطحاب أولادهم إلى الجامعة
كتبت-إشراق أحمد:
لم ينته "الماراثون" بعد؛ بمشاعر حزينة ذهبت ريهام محمد زناتي أمس، لتنسيق المرحلة الثانية في الثانوية العامة، فصحبها والدها ليشد من أزرها، ترك متجره ليكمل معها المشوار إلى الجامعة بسلام "زي ما فرحتنا بالمجموع الكبير حبيت أكون معاها في الوقت المحبط ده".
داخل معامل كلية الهندسة، جامعة القاهرة، قدم محمد الزناتي مع ابنته، حال كثير من أولياء الأمور، لكنها المرة الأولى له، رغم أنه يسبق ريهام شقيقين في المرحلة الجامعية الآن "والدتهم اللي راحت معاهم وقتها لكن المرة دي جيت عشان ريهام. حسيت أنها زعلانة". حصلت الابنة على مجموع 97% لكن لم يكن كافيا للحاق بالمرحلة السابقة للتنسيق، فضلا عن أن رغبتها في الالتحاق بكلية طب الأسنان التي اجتهدت لأجلها لن تبلغها في ظل ارتفاع نسب التنسيق.
ظل الأب جوار ابنته مبتسما، يهون عليها منذ تبددت فرحتها "بقول لها اصبري يمكن الخير في اللي ربنا هيكتبه"، لكن في نفسه يستشعر إحساسها "إن السجادة اتسحبت من تحت رجليها"، في تلك اللحظة شعر أن الثانوية العامة لم تنته بظهور النتيجة كما ظن "روحنا اتظلمنا وأخدت 1%" يثني الأب على ابنته لإصرارها على أخذ حقها وهو ما دعمها رغم الإحباط المتواصل والذي خشي منه المدرس السابق اليوم، فترك المتجر لابنه الكبير وتفرغ للقدوم معها اليوم "كانت حاطة أملها على إنها تدخل طب بيطري أو علاج طبيعي لكن لما فتحنا لقينا أنهم مش نازلين".
بتململ كتبت ريهام الرغبات الأولى وأخبرت والدها أن يستكمل عنها، لكنه أبى ودعاها لمواصلة الأمر بنفس راضية وشجاعة. أكملت الفتاة 75 رغبة كاملة. يتملك الحزن من الأب لأجل ابنته "بنتي الكبيرة هبة لما جابت 93% مزعلناش ودخلت تربية وأحمد دخل تجارة لكن ريهام مجموعها مش صغير"، فضلا عن إحساسه بقلة الحيلة "معنديش أني أدفع مصاريف جامعة خاصة وأحقق لها رغبتها رغم أننا لو روحنا هياخدونا بالحضن عشان مجموعها". يرى الأب أن ريهام ومن مثلها تعرضوا للظلم، لكن عزائه في دعم معنوي يقدمه لها واستشارات مدرسين لابنته لم تنقطع منذ ظهرت النتيجة وحتى لحظة تسجيل التنسيق.
كذلك لم يرد أن يترك أحمد علي ابنته الكبرى أسماء. غادر بضاعته من فاكهة وخضروات في المحال وصحبها، بجلبابه الصعيدي حضر الأب بينما تحمل ملامحه القلق. خشي الرجل الأربعيني أن تواجه أسماء الأمر بمفردها، من الحادية عشر وحتى الثانية ظل جوارها، يتابع خطواتها في تمعن، يقف ويجلس قليلا، يوقن أن وجوده يمنحها الأمان، بعدما تبدل حلمها من الالتحاق بكلية الصيدلة إلى التمريض "دي فرحتنا الأولى في الثانوية العامة كان نفسي في أكبر من كده لكن أملنا في الله كبير وهفضل فرحان بيها".
ومن المقرر أن يسجل في المرحلة الثانية، بدءً من اليوم وحتى الأحد المقبل، نحو 175 ألفا و673 طالبا للشعبة العلمية في المرحلة الثانية للتنسيق، بحد أدنى للقبول 320 درجة فأكثر بنسبة 78.05%، و54 ألفا و305 طلاب الشعبة الأدبية الحاصلين على 279 درجة فأكثر بنسبة 68.05%.
فيديو قد يعجبك: