الترغيب والترهيب لمواجهة العزوف الانتخابي في مصر
القاهرة – (دويتشه فيله):
لم تكتف السلطات المصرية بمد التصويت ليوم ثالث، ولا بتمديد ساعات التصويت، بعد منح الناخبين إجازة رسمية من العمل، بل لجأت إلى التلويح بتفعيل قانون الغرامات، وهو ما يعكس حالة الإرباك بسبب ضعف الإقبال على عملية الاقتراع.
أصاب الحضور الضئيل للناخبين المصريين في اليوم الثاني للانتخابات خيبة أمل لاسيما لدى مناصري المرشح عبد الفتاح السيسي، مع عزوف الكثير من المصريين المشاركة في الانتخابات في ظل ارتفاع درجات الحرارة، حيث حاولت الحكومة مغازلة الناخبين بمنحهم أجازة رسمية لتشجعيهم على المشاركة، ومد التصويت ليوم ثالث، ومد فترة التصويت إلى الساعة العاشرة مساء بدلا من إغلاق مراكز الاقتراع في التاسعة مساء.
وفي المقابل، أعلنت اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات بأنها ستعمل على تفعيل الغرامة المالية على من امتنعوا عن التصويت، وذلك حتى لا تنجح حملات المقاطعة التي دعت إليها جماعة الإخوان المسلمين وأنصارها قبل الانتخابات.
''رشوة انتخابية''
لم يلق قرار منح رئيس الوزراء إجازة رسمية قبولا لدى البعض من أعضاء حملة حمدين صباحي، باعتباره يصب في مصلحة السيسي. وفي هذا السياق، أوضح أحمد سيد، المعرف بجيفارا، المندوب عن المرشح حمدين صباحي في اللجنة 16 بمدرسة طه حسين بمدينة 15 مايو أن '' يوم اﻹجازة جاء لمصلحة السيسي''.
وتساءل بدهشة ''ما علاقة رئيس الوزراء بمنح العاملين يوم إجازة بعد يوم من التصويت، وهناك لجنة عليا للانتخابات هي التي تقرر''.
وتابع ''هذا القرار يأتي في إطار رشوة انتخابية للناخبين لحث الناس على التصويت في دقيقة واحدة''.
وأضاف لـDW عربية ''الإجازة عطلتنا عن عمل توكيلات جديدة لمتطوعين جدد في الشهر العقاري، وهذا نهج رئيس الوزراء من بداية الانتخابات''.
وبرهن على ذلك بالقول ''بدليل اجتماعه بالمرشح السيسي لمناقشة تشكيل الحكومة إذا نجح''.
وحول غياب مندوبين عن حمدين صباحي، قال سيد: ''هناك تقصير وتخبّط تنظيمي من حملة صباحي، و اختلاف الاجراءات وتعنت اللجنة العليا للانتخابات في مدة عمل التوكيلات''. ويشرح بالقول ''حيث كان مطلوب منا في يوم واحد أن نوثق في المحكمة ونوزع المندوبين، ثم نعود للجنة العليا للانتخابات مرة أخرى''.
على جانب آخر، قال عبدالله محمود رزق مندوب عن المشير السيسي في نفس اللجنة، لـ DWعربية ''هناك تعاون كامل من المستشار في اللجنة، ويعاملون الناخبين جيداً ويساعدون كبار السن''.
وحول ضعف التصويت بالرغم من منح العاملين في الدولة، يقول رزق ''لدي تحفظ على يوم اﻹجازة، لكن الاقبال تزايد أمس آخر النهار، حيث حضر 1300 من ضمن 4900 ناخب في هذه اللجنة''. وأشاد رزق بدور الجيش وقواته في حماية المقرات الانتخابية''.
طرق مختلفة للدعاية
رصدت DWعربية أثناء تجولها في السيدة زينب، وكذلك منطقة المعادي تنظيم حملة السيسي لمسيرة بأتوبيس سياحي مكشوف مطلي بعلم مصر وشعار حملة السيسي ''تحيا مصر''. تندفع منه الأصوات العالية من الميكرفونات بالأغاني المؤيدة للسيسي، وخاصة النساء بعد رقصهن على أغنية ''بشرة خير''.
وكثفت الأمانات العامة لـ''حزب المصريين الأحرار'' بالمحافظات من حملات حشد المواطنين وحثهم على المشاركة في الانتخابات الرئاسية. وتضمنت حملات اليوم الثاني توفير وسائل مواصلات تحمل شعار الحزب عبارة ''انزل - شارك - انتخب''، لمساعدة المواطنين على الانتقال من بيوتهم إلى لجانهم الانتخابية.
وانتشرت في المناطق ذات الكثافات التصويتية العالية بإمبابة والعمرانية والطالبية والحوامدية ومنشية القناطر، مما ساهم في زيادة الإقبال على اللجان بالجيزة. كما تقوم مجموعات العمل الجماهيري بالحزب بتوزيع زجاجات المياه، على الناخبين في مناطق الدقي والعجوزة والمهندسين.
الترغيب والترهيب
قال المستشار طارق شبل، عضو اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة، في اتصال هاتفي بقناة صدى البلد، أنه سيتم تطبيق غرامة عدم المشاركة في الانتخابات والمقررة بـ500 جنيه. وحاولت شتى وسائل الإعلام المصرية ترهيب المواطنين بأنه جاري حصر أعداد المواطنين الذي يحق لهم التصويت ولم يشاركوا، برغم أن التصويت لم ينته بعد للبدء في إجراءات الحصر.
في هذا السياق قالت، عفاف إبراهيم، ربة منزل '' قرار مشاركتي في الانتخابات، لم يأت خشية فرض غرامة، ولكن لأن صوتي واجب وطني''.
وأضافت تضيف لـ DWعربية، وهي تدلي بصوتها في مدرسة أسماء فهمي القومية بالجيزة، ''أنا مريضة بالجلطة، ولكن شدة الحرارة لم تمنعني من النزول للتصويت''.
وتتابع ''أنا عايزة حال البلد ينصلح، وعايزة الأسعار تنخفض علشان غيري يعيش''.
ومازالت مشكلة الوافدين من محافظات أخرى تشكل عقبة أمام إقبال عدد كبير من المواطنين على التصويت في العملية الانتخابية، ويأمل الكثيرون أن تتخذ اللجنة إجراءات لتمكين هؤلاء الناخبين من الإدلاء بأصواتهم. ومع ذلك، قررت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية عدم تعديل قواعد التصويت، وقامت بمده ليوم ثالث لتيسير سفر الوافدين للمشاركة في الانتخابات في محافظاتهم الأصلية.
أحمد حمدي، سايس جراج، من محافظة المنوفية، كان يجوب في المدارس ليسأل عن إمكانية الإدلاء بصوته. ويقول في حواره مع DWعربية ''أنا مغترب وعايز أشارك وكمان خايف من الغرامة، ومديري في العمل يرفض منحي إجازة''. وأردف ''قالوا لي لابد من تسجيل اسمي حتى أتمكن من التصويت''.
ضعف مشاركة الشباب والسلفيين
ومازالت مشاركة المرأة المصرية حاضرة بقوة رغم قلة الإقبال عموما، ومع ذلك يلاحظ غياب الشباب والسلفيين. وحث الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور، مسيرة بمدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، أعضاء الحزب على بذل الجهد لحث المواطنين على النزول والمشاركة في التصويت.
وفي سياق متصل، استغلت حملتا ''السيسي'' و''صباحي'' ضعف الإقبال على التصويت، لحث الشباب على المشاركة، وانعكس ذلك على تدشين أكثر من ''هاشتاج '' على تويتر وفيسبوك لاستقطاب المقاطعين والعازفين عن المشاركة في الانتخابات.
ورغم الذعر الذي أصاب بعض المصريين بسبب انفجار عبوة بدائية الصنع بمنطقة روكسي بمصر الجديدة. ومع ذلك، طمأنت وسائل الإعلام الناخبين، حول سيطرة قوات الجيش والشرطة على الوضع الأمني في محيط اللجان.
من جهتها، قالت الجارية زكريا، موظفة في قسم شرطة 15 مايو ''85 سنة'' وتجلس على كرسي على باب المقر الانتخابي في المدرسة الصناعية حلوان، وترتدي زياً مدنياً، في حديث لـ DWعربية ''نحن هنا لحماية المواطنين ونفتش حقائب السيدات''.
ولكنها شددت على التزام السيدات، وعدم وجود أي شيء غريب داخل حقائبهن.
لمعرفة مكان لجنتك الانتخابية اضغط هنا
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: