المقاطعون على مضض.. ''الرزق'' أهم
كتبت-رنا الجميعي:
بعدت بهم السبل لإدلاء أصواتهم، تباينت ظروفهم، اختلفت أعمالهم، لا شيء يعلو فوق الدراسة أو الرزق، حتى الانتخاب، لينتهوا إلى التسليم وإقرار بعدم استطاعتهم النزول، لأسباب ''خارجة عن إرادتهم''.
يجلس في وضح النهار خارج العقار، يتلخص عمله في حراسته، قدم من المنيا مع أسرته للزرق، سبع ساعات سفر تفصل ''جمال جمعه'' بينه وبين بلدته، حتى يُدلي بصوته فيه، ''احنا ناس على قدنا..'' يقول ''جمعة''، فلم يسمع عن الإجراءات اللازمة للتسجيل بالشهر العقاري، حتى يتسنى له التصويت بالقاهرة.
ودّ لو استطاع اختيار السيسي ''راجل كويس''، حياة كريمة هي كل ما يريده ''جمعه'' حتى يتلقى أبنائه تعليم أفضل، وراتب يليق بشقاه.
منذ الثامنة صباحًا يكد ''رمضان عيد'' في عمله الكائن بالمعادي، طيلة اليوم يحمل أحجارًا على ظهره ينقلها من الشقة إلى جانب العمارة، يعاونه زميله، يظهر على وجهه الإرهاق، ينهج من كثرة التعب، يكافح حتى يظهر صوته واضحًا، تصادفت أيام الانتخابات الحالية مع عمل ''عيد'' كعامل بالفاعل، بعض الأيام تأتي بعمل متزايد وأخرى يندر فيها.
أعاق ''عيد'' عمله عن الذهاب للتصويت، وجد أن ''عبد الفتاح السيسي'' هو القادر على تولي البلاد، إلا أنه لم يجد الوقت ليذهب إلى إمبابة حيث يعيش، ليصوت.
ملّ ''عيد'' لتعدد الانتخابات في الأعوام الثلاث التي مرت بها الثورة، صدّق ما قيل عن أن صوتك أمانة، لينزل في استفتاء الدستور، والانتخابات الرئاسية السابقة ليُعطي صوته لمحمد مرسي، ولم يجد فائدة تعود عليه من التصويت، وكل ما يريده هو أن ''يصلح'' حال البلد.
أصرت والدة ''دنيا فخري'' أن تنزل للجنة الانتخابات، رغم سفر الفتاة للتعلم والعمل، إلا أنها كانت ستنصاع لأمر والدتها لتُسافر في إجازة إلى دمنهور لتنتخب ''السيسي'' ''مفيش غيره''، لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، تتبدل اللجنة الموجب لها التصويت فيها بسبب تجديدها للبطاقة، قليلًا من الكسل اتسمت به الفتاة، فهي لا ترغب في البحث عن لجنتها الجديدة.
لا ترى ''دنيا'' أن ''حمدين صباحي'' قادر على تولي البلاد، اختار سابقًا ''عبد المنعم أبو الفتوح'' و في الإعادة اضطرت لانتخاب ''محمد مرسي'' حتى يبتعد رجل مبارك عن السلطة.
يمكنك متابعة أهم وأحدث الأخبار الرياضية عبر صفحة مصراوي الرياضي على الفيس بوك
فيديو قد يعجبك: