إعلان

ثورة أوكرانيا ودور اليمين المتطرف

09:21 م الجمعة 07 مارس 2014

ثورة أوكرانيا ودور اليمين المتطرف

وصفت روسيا القادة الجدد في أوكرانيا والمتظاهرين وقوى المعارضة الذين أطاحوا بالرئيس الأوكراني فيكتور يانكوفيتش من الحكم بالفاشيين. مراسل بي بي سي في كييف ديفيد ستيرن يلقي الضوء عن كثب على نفوذ اليمين المتطرف في أوكرانيا.

وسط عشرات الشموع والزهور التي جلبها المعزون في واحد من الأماكن العديدة التي سقط فيها ضحايا الاحتجاجات في أوكرانيا، ظهر علم إسرائيلي صغير.

ذلك هو المكان الذي قتل فيه ألكسندر شيرباتيوك، وهو يهودي أوكراني وأحد المحاربين القدماء في حرب أفغانستان.

وداخل قاعة الأعمدة المركزية في مجلس مدينة كييف، والتي كانت قاعدة لعمليات الناشطين خلال التظاهرات، نصبت لافتة ضخمة تحمل شعار الصليب الذي يرمز لـ القوة البيضاء (في إشارة إلى قوة الجنس البشري صاحب البشرة البيضاء)، وعلم الولايات الأمريكية الجنوبية ابان الحرب الاهلية، وهي الولايات التي خاضت حربا من اجل الاحتفاظ بنظام الرق.

وعند باب الخروج، توجد صور شخصية كبيرة لـ ستيفن بانديرا، زعيم أنصار القومية الأوكرانية إبان الحرب العالمية الثانية، والذي تحالف مع النازيين في وقت ما.

وهاتان الصورتان الكبيرتان تبرزان حجم التعقيد والتناقض فيما يتعلق بموضوع اليمين المتطرف في حركة الاحتجاجات الجماهيرية الأوكرانية، المعروفة باسم يوروميدان.

ومع هذا فلا يجب أن نبالغ في الدور الذي لعبه اليمين في إسقاط الرئيس يانكوفيتش وتأسيس حكومة جديدة من حركة يوروميدان، لكن وكما تظهر الصورة الثانية، لا يجب أن نغفل وجودهم، خاصة أنهم الآن يمثلون جزءاً مهما في الحكومة.

وصفت روسيا قادة أوكرانيا الجدد والمحتجين والمعارضة التي أسقطت الرئيس فيكتور يانكوفتش على أنهم فاشيون، لكن اليورميدان رسميا ليست حركة فاشية، ولا يوجد بها فاشيون كذلك.

ووفقا لآخر استطلاع رأي فإن أقل من نصف الأوكرانيين فقط أيدوا حركة يوروميدان .

وتمثل تلك الحركة شريحة واسعة من المجتمع الأوكراني، فمنهم من يتحدث الروسية ومنهم من يتحدث الأوكرانية، ومنهم من ينتمي إلى الشرق وإلى الغرب، ومنهم مسلمون ومنهم مسيحيون، ومنهم يهود أيضا، وقد اتحدوا جميعا لإسقاط يانكوفيتش، ويبدو أنهم سيتحدون معا مرة أخرى للدفاع عن أوكرانيا ضد روسيا.

ويورميدان أو ميدان اليورو، هو اسم يشير إلى الاحتجاجات والاضطرابات التي بدأت في ليلة 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2013 في أوكرنيا، في ميدان الاستقلال بالعاصمة كييف، وانتهت بإسقاط الرئيس يانكوفيتش.

وعلى العكس من بعض الادعاءات، فإن ذوي الأصول الروسية ومن يتحدثون اللغة الروسية لم يتعرضوا لأي هجوم أو تهديد بالعنف.

كما أن من يعادون السامية لم يكن لهم أي دور على الإطلاق في المظاهرات الاحتجاجية أو الحكومة.

القوميون المتشددون، واليمين المتشدد التابع لهم، شكلوا جزءاً صغيرا من كل الحملة، وكانوا يركزون وجودهم بين الخيام، والمتاريس، ووحدات الدفاع عن النفس في الميدان.

وعلى الرغم من أن عدد أعضاء اليمين المتطرف كان قليلا، ودورهم لم يكن حاسما، إلا أن تأثيرهم كان أكبر من حجمهم، بل وأكثر من هذا فقد أثروا في سير المظاهرات.

وكانوا في بعض الأوقات يظهرون كأنهم القوة المحركة خلف الميدان، بجانب الأحزاب السياسية والحكومة والشعب الأوكراني بصورة عامة.

وفي بناير/كانون الثاني، رأيت محتجين صغار يرتدون الأقنعة يشنون هجوما أدى لوقوع اشتباكات في شارع جرشفيسكي بالعاصمة كييف، ثم تحول الأمر إلى مشاجرة دموية طويلة الأمد بين الشرطة والمحتجين.

وكان يبدو أن الزعماء السياسيين في يورميدان في بعض المواقف، غير قادرين وربما غير راغبين أيضا في السيطرة على اليمين المتطرف، والذي تجمع تحت مظلة منظمة أطلقت على نفسها قطاع اليمين

وقال طارق كيريل عمار، الأستاذ في جامعة كولومبيا، والمتخصص في الشأن الأوكراني : اليمين المتشدد كان أقلية، لكنه ذات تأثير كبير، ويمكن لهؤلاء أن يلعبوا دورا كبيرا في الثورات والمواقف التي تشبهها.

والآن يشارك اليمين في الحكم من خلال سفوبودا أو حزب الحرية.

وقبل أربعة أعوام، كان حزب الحرية على الهامش، وحصل على أقل من اثنين في المئة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية، لكنه الآن أصبح لاعبا كبيرا على الساحة السياسية الأوكرانية.

وحصل أعضاء الحرية على ستة مواقع في الحكومة الجديدة، من بينها منصب نائب رئيس الوزراء، والمدعي العام، ووزارة الدفاع.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان