جراحة آية الله خامنئي: ماذا تكشف التغطية الإعلامية؟
بي بي سي:
عندما دخل المرشد الأعلى للثورة الإيرانية المستشفى لإجراء جراحة في البروستات هذا الأسبوع، كانت السلطات منفتحة حيال ذلك بشكل ملحوظ، ووفرت قدرا من الشفافية للنخبة السياسية طوال الوقت.
ولم تساهم الشفافية التي تعامل بها آية الله خامنئي ومكتبه وتأكيدهما أن العملية الجراحية أمر روتيني في تفادي تكهنات غير ضرورية فحسب بل عكست ثقة الدولة المتزايدة في استقرارها.
وكان غياب آية الله الطويل في عدد من المناسبات في السابق كافيا لانتشار الشائعات حول وفاته.
وكانت السلطات الإيرانية تتكتم على اسم المستشفى "العام" الذي يتلقى فيه المرشد الأعلى العلاج، ربما لتفادي المشاهد الدرامية الناتجة عن التدفق المحموم لأنصاره هناك.
ومع ذلك، لم يكن اسم المستشفى هذه المرة سرا على العشرات من المسؤولين الإيرانيين من شتى الدوائر الحكومية الذين زاروا المرشد الأعلى.
لحظة مربكة
ورغم عدم وجود بروتوكول مكتوب يحدد ما يجب القيام به أثناء لقاء المرشد الأعلى، كان كل لقاء يحدد موقع الزائر من أقوى رجال إيران.
فالبعض سُمح له بتقبيل جبين آية الله، وهو امتياز يمنح لأعلى المستويات في السلطة، من بينهم الرئيس الإيراني حسن روحاني وكبار رجال الدين.
أما الوزراء ونوابهم، فيمكنهم فقط الوقوف على مسافة من المرشد الأعلى دون أن يقتربوا منه.
وكانت دراسة تلك اللقاءات، خاصة فيما يتعلق بالرؤساء السابقين للبلاد، درسا مستفادا في السياسة الإيرانية.
ويصدق هذا بشكل خاص على الرئيس الإيراني السابق المثير للجدل، محمود أحمدي نجاد، الذي أثار فوزه المتنازع عليه بانتخابات 2009 احتجاجات دامية في البلاد، وزادت حدتها بعد إعلان آية الله علانية دعمه لنتائج الانتخابات.
وأظهرت صور بثها التليفزيون الرسمي أن أحمدي نجاد حاول تقبيل آية الله، لكن المرشد الأعلى أشاح بوجهه قليلا عن الرئيس السابق، ولم يبتسم في وجهه.
وكانت تلك اللحظة مؤشرا على مدى فتور العلاقات بين الطرفين في السنوات الأخيرة من ولاية الرئيس السابق.
وعقب الزيارة، بدا الرئيس السابق مستاءً لكنه ضرب مثالا في الولاء الشديد من خلال نشره صورة للزيارة على حسابه الشخصي بموقع إنستغرام، عبر فيها عن أسفه من القطيعة بلغة دقيقة وبلاغية.
غياب ملفت
في المقابل، استقبل الرئيس السابق والسياسي المؤثر علي أكبر رافسنجاني بحفاوة، على الرغم من تهميشه من السلطة خلال السنوات الأخيرة الماضية بسبب مواقفه المتعاطفة مع المعارضة.
ولم يبق للمراقبين الإيرانيين إلا أن يتكهنوا حول ما إذا كان سيكون لرافسنجاني مستقبل سياسي هام في الفترة الحالية.
ولم تمتد بركة المرشد الأعلى لتصل إلى الرئيس السابق والإصلاحي، محمد خاتمي، الذي لم يكن من المتوقع رؤيته في طابور الزائرين الرسميين الطويل.
وعلى الرغم من تلك المواقف ودور شبكة التواصل الاجتماعي الإيرانية (بي آر) التي تديرها الدولة بعناية، حيث كان يتبادل المستخدمون آراءهم عليها بحرية، فإن الرأي العام لم يكن متسقا. وكان الاتصال بمواقع التواصل الاجتماعي الأخرى محظورا رغم التفاف الزوار على الأمر باستخدام برامج مضادة للفلترة.
واختار الكثيرون السخرية من المرشد الأعلى، ومن حالته، ومن بجوراه، فيما تمنى آخرون أنه يمكن توفير نفس الرعاية لنشطاء المعارضة المصابين أو المعتقلين.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: