المديرون الأكثر سخاءً في العالم
(بي بي سي)
مما اعتاد عليه الناس في تقاليد العمل السائدة في المكاتب والمؤسسات أن يقدم المدير لموظفيه هدية صغيرة أو علاوة على الراتب بمناسبة العطلات السنوية. لكن هل يقدم مدير لموظف لديه سيارة أو شقة كهدية؟ نعم من الممكن أن يحدث ذلك.
فبعض المديرين يبذلون ما هو أكثر من المتوقع لإبداء التقدير لموظفيهم. وتتراوح هدايا المديرين ما بين تقديم أسهم إضافية للعاملين في الشركة، إلى عطلات في رحلات حول العالم، إلى مجوهرات.
ولا يحتاج صاحب العمل دائماً إلى الظهور في حلقة من مسلسلات تلفزيون الواقع لكي يمنح المديرين التنفيذيين هدايا ثمينة.
وبينما يكون هناك دافع خفي وراء هذه الهبات من قبيل تحفيز الموظف على تحقيق الأهداف، أو الدعاية للشركة في إطار العلاقات العامة، فإن الرابح دائماً هم الموظفون.
في الولايات المتحدة، التي لا يوجد فيها قانون حكومي يحدد مدة الإجازة السنوية، هناك أحد أرباب العمل الذي لا يرغب فقط في إعطاء موظفيه إجازات تدفع الشركة تكاليفها بالكامل، ولكنه يريد أيضا أن يتأكد من أنهم يأخذون هذه الإجازات فعلاً.
إنه بارت لورانغ، المدير التنفيذي لشركة "فول-كونتاكت" للتكنولوجيا، والتي تأسست عام 2010 في كولورادو، الذي يحرص على أن يخرج موظفوه في إجازات يجددون فيها نشاطهم، لدرجة أنه يدفع لهم 7500 دولار كل عام لينفقوها على إجازاتهم، وهو ما يطلق عليه إجازات ممولة أو مدفوعة التكلفة.
وهناك نص (مكتوب) في غاية الأهمية، يصاحب دائما هذا المبلغ، يقول: "ينبغي أن يتوقف الموظفون عن العمل تماماً خلال فترة الإجازة. ويعني ذلك ألا يتلقى الموظف أثناء إجازته أي مكالمات هاتفية، أو رسائل بالبريد الإلكتروني ذات علاقة بالعمل.
وإلا فعلى الموظفين إعادة ذلك المبلغ من المال للشركة. لكن لم يحدث أن تراجع موظف عن إجازته وأعاد المال، كما يقول براد مكارثي، مدير الاتصالات في الشركة.
ويضيف مكارثي: "يحق لكل موظف الحصول على إجازة، وهو ما يعني أن كل موظف عمل في الشركة لمدة 90 يوماً، قد استفاد من هذه السياسة".
وقد ثبت أن هذه السياسة في غاية النجاح، حيث توسع العمل بشكل سريع. فبعد أن أعلن لورانغ السياسة الجديدة عام 2012، أعلنت الشركة عن وجود وظيفة شاغرة. وبدلا من تلقي 20 إلى 30 طلباً، وصل عدد المتقدمين إلى 2000، كما قال مكارثي في مقابلة عبر الهاتف.
وقد كان مكارثي نفسه هو السبب الذي دعا الشركة لانتهاج هذه السياسة، حيث لم يأخذ إجازته لمدة خمس سنوات في وظيفته السابقة، قبل أن يلتحق بالعمل في شركة "فول-كونتاكت"، ولما علم لورانغ بذلك أرغمه على أخذ الإجازة بمجرد اجتيازه فترة الـ 90 يوماً.
وقال مكارثي: "في البداية خرجت أنا وزوجتي في إجازة نهاية أسبوع طويلة، استمتعنا فيها بوقتنا مع بعضنا البعض. وبما تبقى معنا من مال، خرجت في إجازة لمدة أسبوع بعد شهرين، وذهبنا إلى ديزني وورلد".
وفي العام التالي، عاد إلى ديزني وورلد، بصحبة جميع أفراد عائلته وأنفق مبلغ الـ 7500 دولار بالكامل.
وقال إن سياسة الاجازات المدفوعة تقوم على أن يتلقى الموظفون مبالغ مالية تكفي لقضاء عطلة بعيداً عن العمل.
يقول مكارتي: "الشيء الذي لاحظناه هو أن الناس يغرقون في العمل لدرجة أنهم يهملون أنفسهم. وفي نهاية المطاف هذا الأمر ضار بالبيئة الناجحة للعمل ويتناقض مع وجود موظفين سعداء وبصحة جيدة. هذه السياسة تبدو غير عقلانية لكنها تشجع على وجود بيئة عمل صحية على كل صعيد".
فيديو قد يعجبك:
اعلان
باقى المحتوى
باقى المحتوى
إعلان