"سمكرى ولع نار في العِشة".. حكاية 150 دقيقة لإخماد حريق ميت عقبة

كتب - محمد شعبان:

نجح رجال الحماية المدنية في إنقاذ منطقة ميت عقبة بالعجوزة من كارثة محققة جراء حريق هائل بعدد من المنازل استمر ساعتين تقريبًا، دون خسائر بشرية.

في الحادية عشرة صباحًا، تلقى اللواء هشام العراقي، مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، بلاغًا عبر جهاز اللاسلكي بنشوب حريق بمنطقة ميت عقبة بالعجوزة.

في دقائق معدودة؛ وصلت 17 عربة إطفاء - تضم 70 فردًا - وخزانات مياه كبيرة إلى شارع أحمد متفرع من شارع الغريب، حيث شبّ حريق هائل في 4 عقارات.

هرج ومرج، صراخ وعويل، الجميع تصيبه دهشة ممزوجة بالخوف من تصاعد الأدخنة الكثيفة، لكن بارقة أمل لازمتهم فور وصول رجال الإطفاء "إلحقونا.. إلحقونا"، بصوت جهوري تكسوه الثقة يطالب اللواء أسامة شعبان رجاله بسرعة مدّ خراطيم المياه ليطمئن الأهالي: "ماحدش يخاف إحنا معاكم".

العقبة الأولى التي واجهت رجال الإطفاء، كانت ضيق مساحة الشارع متراص العقارات، ما اضطر اللواء هاني سعيد، نائب مدير الحماية المدنية بالجيزة، إلى مدّ خراطيم المياه بطول 700 مترًا للوصول إلى مصدر الحريق تزامنًا مع إخلاء المنازل من قاطنيها خاصة أنها قديمة، ويصل عرض السُلم فيها لـ50 سم.

يسرع أحد الأهالي مُحذرًا رجال الإطفاء "فيه أبراج حمام.. لو الحريق وصل لها هتبقى مصيبة"، ليُقرر تنفيذ خطة محاصرة ألسنة النيران من خلال 4 فرق نجحت في منع امتداد النيران إلى أبراج الحمام أعلى أسطح العقارات.

عقب مرور ساعتين، نجح رجال الإطفاء في السيطرة على الحريق، لتبدأ عملية التبريد لمنع تجدد اشتعال النيران، والتي استغرقت نصف ساعة، وسط إشادة من الأهالي، وخاصة السيدات اللاتي أطلقن دفعات سريعة من الأدعية "ربنا يكرمكم أنقذتونا كنا هنموت".

المفاجأة كانت حاضرة حول سبب الحريق، حيث هرعت سيدة أربعينية إلى اللواء أسامة شعبان وطالبته بإلقاء القبض على سمكري سيارات يُدعى "عرفان" قائلة: "ولع في كمية مخلفات فوق السطح والنار مسكت في العشة والبيت اللي جنبه".

لم تتوقف السيدة عن سرد ما حدث قبل تصاعد الأدخنة بكثافة واكتشاف الأمر، مؤكدة "كان على القهوة وطلب من الناس يتصلوا بالمطافي"، قبل أن ينجح الرائد عمرو نصير، رئيس مباحث نقطة المهندسين، في القبض عليه، واقتياده إلى قسم شرطة العجوزة.

ولم يُسفر الحريق عن وقوع إصابات أو خسائر في الأرواح، واقتصرت الخسائر على احتراق بعض المخلفات أعلى 4 منازل، وبعض المنقولات بـ4 وحدات سكنية.