أبو البنات اشتغل على توك توك لتجهيز ابنته.. قتله شقيقان ليتزوج أحدهما بأمواله
كتب- صابر المحلاوي:
كرس "باسم"، (45 سنة)، موظف، حياته من أجل تربية بناته الثلاث، وبعدما كبرت الابنة البكر، وأقبلت على الزواج نفدت أموال الأب، وعجز عن تلبية بعض المتطلبات الأساسية لزواجها، فعمل على "توك توك"، وبعد أيام من العمل، باغته شابان، وأنهيا حياته بـ8 طعنات، وسرقا الـ"توك توك" وفرا هاربين، وبعد ضبطهما ردد أحدهما: "كنت محتاج فلوس علشان أتجوز فقلت أسرق التوك توك أشتغل عليه".
قبل أكثر من 20 سنة، جمعت قصة حُب بين "باسم" عامل بأحد البنوك، وجارته "ز. م"، تكللت بالزواج وإنجاب 3 بنات.
مرت السنون، وكبرت البنات، وأقبلت إحداهن على الزواج، فقام الأب بتجهيزها، لكنه أنفق "تحويشة العمر" ولم ينتهِ من الجهاز، فصمم أن يبحث عن عمل آخر بأي ثمن ليكمل المتطلبات؛ لكن الرجل النحيل بحث في كل مكان، ولم يجد عملًا مناسبًا له خاصة أن الصحة "على قد الحال"، وسنه لم تعد تتحمل التعب.
بعد أيام من الشقاء في البحث عن عمل، جلس الرجل على أحد المقاهي المجاورة لمنزله، بمنطقة كفر طهرمس ببولاق الدكرور، جنوب محافظة الجيزة، وفي فضفضة عابرة مع أصدقائه عن قلة دخلة وإقبال ابنته على الزواج، نصحه بعض الأصدقاء بالتوجه إلى أحد من يشترون "التكاتك" بالمنطقة، ويتركونه لشباب منطقته بولاق الدكرور، من أجل العمل ويقتسم معهم إيراد اليوم بحسب الاتفاق، وهناك سوف يجد فرصا كثيرة.
وبالفعل، ذهب "باسم" إلى المعلم وطلب منه وردية عمل بعد الانتهاء من عمله بالبنك، فطالبه صاحب العمل بإمهاله بعض الوقت حتى يشتري له "توك توك"، وبعد 7 أيام تلقى "أبو البنات" مكالمة من المعلم، يبشره بشراء "التوك توك" وطلب منه أن يحضر غدًا لتسلم وردية العمل.
على الفور، وافق الرجل الأربعيني خاصة أنه استدان من كل من هب ودب ليطعم أسرته، ومرت عدة أيام على عمله وطلب من صاحب التوك توك أن يعطيه وردية العمل من الساعة السابعة مساء وحتى الثالثة فجرًا.
وفي اليوم المشؤوم، أشارت عقارب الساعة إلى الثالثة بعد منتصف الليل عندما استوقف "باسم" شابان في شارع ترعة زنين بمنطقة بولاق الدكرور، وطلبا منه توصيلهما إلى منطقة ناهية، وما إن وصلوا إلى منطقة نائية بالطريق، حتى طلبا منه التوقف، لكنه شعر بالغدر منهما فرفض، ليفاجأ بقيام أحدهما بضربه على رأسه وخنقه، وأوقفا التوك توك، وطلبا منه النزول، لكنه تذكر أيام البحث عن عمل، ليزداد إصرارا على عدم تركه لهما وسط توسلات منه بأن يتركوه لحال سبيله خاصة أن التوك توك ليس ملكه، ويعمل عليه عدة ساعات من أجل أن يوفر مالاً للإنفاق على أسرته وتجهيز بناته.
لم يهتم المتهمان بتوسلات "باسم"، وأصرا على سرقة التوك توك، فتمسك به الرجل ورفض تركه لهما، سحلوه على الأرض، ولكنه لم يفلت يده، فبادر أحدهم بطعنة في الظهر وأخرى بالرقبة، تلاها عدة طعنات متفرقة في بطنه وأنحاء جسده وهربا بالتوك توك.
ظل الرجل النحيل يصارع الموت حتى الفجر، وتفاجأ قائد سيارة به، فبادر بالتوقف، وحاول إسعافه لكنه فشل، وعلى الفور قام بالاتصال بالنجدة التي حضرت، وعاينت الجثة.
وكشفت المعاينة الأولية أن الجثة لرجل في العقد الرابع يدعى "باسم. ف"، 45 سنة، مقيم دائرة بدائرة القسم، مسجى على وجهه وبه 8 طعنات متفرقة بالجسم، وأخطرت النيابة العامة التي أمرت بتشريح الجثة قبل الدفن للكشف عن سبب الوفاة.
وكشفت تحريات المباحث أن وراء الحادث "عمرو. ش"، (19 سنة، سائق توك توك)، ومقيم كفر طهرمس وأصل إقامته سمالوط بالمنيا، وشقيقه "أشرف"، (16 سنة)، وقاما بسرقة التوك توك لرغبة أحدهما في الحصول على المال للزواج.
عقب تقنين الإجراءات نجحت قوة أمنية في ضبطهما بالمنيا، واعترفا بارتكاب الواقعة وقرر الأول أنه يرغب في تكوين نفسه والحصول على المال للاستعداد للزواج، فقرر استدراج سائق توك توك وقتل مالكه والسفر بـ"التوك توك" إلى المنيا للعمل عليه والحصول على إيراد يومي.
وشرح المتهمان كيفية ارتكابهما الجريمة؛ ثم توجها لوالدهما وأخبراه بسرقتهما توك توك فأحضر لهما سيارة وقاموا بتحميله، وسافروا إلى المنيا، وألقت مباحث بولاق الدكرور القبض على الأب الذي أقر بعلمه أن التوك توك مسروق، ولكنه لم يعلم بالجريمة.
فيديو قد يعجبك: