عم حنفي اتقتل.. أسرار 12 ساعة كشفت جريمة "المسن والجزار" في الجيزة
كتب- محمد شعبان:
مؤشرات ضبط الوقت كانت تشير إلى السادسة صباح الخميس الماضي، هدوء يطبق على منطقة الخرطة الجديدة بالجيزة. لكنه هدوء يسبق العاصفة. سرعان ما تبدلت الأجواء. تجمع الجيران من كل حدب وصوب أمام عقار بات محط أنظار الجميع.
دقائق معدودة كانت كفيلة بأن تعج المنطقة بأهلها ورجال الشرطة الذين توافدوا على ذلك العقار لاكتشاف ماهية البلاغ الذي ورد للتو من شرطة النجدة.
عثر الأهالي على جوالين بمدخل عقار بداخلهما جثة مُسن مهشم الرأس يرتدي ملابس خضبتها الدماء.
كردون أمني فرضته الشرطة بقيادة العقيد أيمن الشرقاوي، والرائد مصطفى عبد الله، رئيس مباحث الجيزة.
الفحص المبدئي أشار إلى أن القتيل جزار يدعى (حنفي، 68 سنة) مقيم بمنطقة المنيب، تلقى ضربات قوية بآلة حادة في منطقة الرأس مع اختفاء بطاقته الشخصية وهاتفه المحمول.
للوهلة الأولى بدت السرقة الدافع لارتكاب الجريمة لكن طريقتي القتل والتخلص من الجثة دفعتا رجال المباحث للعمل على فرضية الانتقام.
فريق بحث رفيع المستوى ترأسه اللواء عاصم أبو الخير مدير المباحث الجنائية بالجيزة، تنسيقا مع قطاع الأمن العام برئاسة العميد أيمن الحمزاوي.
عمد الرائد هشام فتحي معاون أول مباحث الجيزة، إلى فحص علاقات المجني عليه "المحبوب من جيرانه" وتعاملاته التجارية والوقوف على وجود مخالفات بينه وبين آخرين ترقى للقتل.
في توقيت متزامن راجع النقيب عمر مبارك معاون مباحث الجيزة كاميرات المراقبة بالمنطقة محل الواقعة التي كانت مفتاح حل القضية.
قبل شروق شمس يوم اكتشاف الجريمة رصدت الكاميرات أحد الأشخاص يحمل جوالا يتوارى بعدها عن الأنظار بالقرب من العقار الذي عُثر بداخله على جثة القتيل.
أمسك ضباط المباحث بطرف الخيط. فجاءت الخطوة التالية بتتبع خط سير المشتبه به وعرض الفيديو على قاطني المنطقة الذين حملت إجابتهم مفاجأة سارة لفريق البحث.
"دا عمرو الجزار.. بيقعد ديما مع عم حنفي الله يرحمه".. انطلق معاونو المباحث لجمع التحريات حول المتهم الرئيسي. وتبين أن تعاملات تجارية تجمع صاحب الـ41 سنة والقتيل.
الساسة مساء -بعد مرور 12 ساعة على اكتشاف الجريمة- بدت الصورة واضحة ليوجه اللواء محمود السبيلي بسرعة ضبط المشتبه به. وأمكن ضبطه واقتياده إلى القسم لمواجهته بالأدلة.
حاول الأربعيني مراوغة رجال التحقيق "عم حنفي دا حبيبي مستحيل أعمل كده" قبل أن ينهي الضبط ذلك الفصل بعرض مقاطع فيديو حملت الخبر اليقين.
أيقن المتهم أن خطته تكشفت أسرارها ليقر بجريمته مشيرا إلى أنه سئم تكرار مطالبة الضحية له بسداد مبلغ 1500 جنيه اقترضه منه في وقت سابق آخرها رد عليها "مش معايا دلوقتي" فقرر التخلص منه.
عن يوم الجريمة، استدرج المجني عليه إلى مخزن يتخذه مقرا لتقطيع اللحوم بعد اتصال هاتفي بينهما أخبره فيه "تعالى علشان تاخد فلوسك".
لدى وصول القتيل، باغته المتهم بالضرب على رأسه بحجر وساطور عدة مرات فأحدث إصابته التي أودت بحياته، واستولى على هاتفه ثم وضع جثته داخل جوالين.
فجر اليوم التالي، تخلص الجاني من الجثة بإلقائها بمكان العثور عليها حتى فوجئ برجال الشرطة يلقون القبض عليه. ليسدل الستار على الجريمة في أقل من 12 ساعة.
فيديو قد يعجبك: