لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

السيسي: القوات المسلحة دخلت اللعبة السياسية بعد أن استدعاها الشعب

03:00 م الأحد 14 يوليو 2013

كتب - أحمد الشريف:

وجه الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربى، رسالة إلى الشعب المصري بأن مصر كلها تقف اليوم عند مفترق طرق، وأمامنا جميعا بتوفيق الله ورعايته أن نختار فليس هناك من يملك وصاية علي المواطنين أو يملي عليهم أو يفرض مسارا أو فكرا لا يرتضونه بتجربتهم الانسانية والحضارية، واستيعابهم للدور التاريخي الذي قام به وطنهم عبر العصور واسهامه الحي والحيوي في حركة التقدم ، رغم كل العوائق والمطامع والمشاق والصعوبات التي قابلته واعترضت طريقة وحاولت تعطيله، جاء ذلك خلال لقاؤه بعدد من قادة وضباط القوات المسلحة .

وأشار السيسي إلى أن القوات المسلحة المصرية بكل أفرادها وقياداتها اختارت وبلا تحفظ أن يكونوا في خدمة شعبهم والتمكين لارادته الحرة لكي يقرر ما يرى، لان ارادته هي الحكمة الجماعية لعلاقته مع نفسه ومحيطه وعالمه وعصره . وأن القوات المسلحة المصرية عرفت وتأكدت وتصرفت تحت أمر الشعب وليست آمرة عليه، وفي خدمته وليست بعيدة عنه، وأنها تتلقى منه ولا تملي عليه.

وأضاف وزير الدفاع، اذا كانت الظروف قد فرضت على القوات المسلحة أن تقترب من العملية السياسية، فإنها فعلت ذلك لان الشعب استدعاها وطلبها لمهمة ادرك بحسه وفكره وبواقع الاحوال ان جيشه هو من يستطيع تعديل موازين مالت وحقائق غابت ومقاصد انحرفت، والقيادة العامة للقوات المسلحة لم تسع الى هذه المهمة ولا طلبتها وكانت ولا تزال وسوف تظل وفية لعقائدها ومبادئها مع شعبها ، ملتزمة بدورها لا تتعداه ولا تتخطاه فمكان القوات المسلحة في العالم الحديث واضح وجلي وليس من حق اي طرف ان يدخل به الي تعقيدات لا تتحملها طبائعه .

ووتابع السيسي: "القوات المسلحة ومنذ الإشاره الاولي لثورة يناير 2011 عرفت مكانها والتزمت بحدوده رغم ان المشهد السياسي كله كان شديد الارتباك سواء بسبب ما وقع للوطن في سنوات ما قبل الثورة او ما صاحب الثوره نفسها من مناخ الحيرة والاضطراب مما وقع للثورات في اوطان اخري وفي ازمنة بعيدة وقريبة وكانت ظواهر ذلك المناخ مفهومة ومقبولة كما ان تفاعلاتها وان بدت متجاوزة في بعض الاحيان الا انها كانت تدعوا الي القلق والحذر في نفس الوقت لكن الحقائق لم تكن ممكنة تجاهلها واهمها أن الاقتصاد المصري سواء بالمطامع او بسوء الادارة او بعدم تقدير حقوق اجيال قادمة وصل الي حالة من التردي تنذر بالخطر وفي ذات اللحظة فإن الاحوال الاجتماعية والمعيشية لغالبية الشعب تعرضت لظلم فادح بحيث وقعت توترات مجتمعية صاحبها سوء تقدير وسوء تصرف وسوء قرار ، وقد تعثرت نوايا الاصلاح لاسباب متعددة ثم جري ان المستوي الفكري والثقافي والفني الذي اعطي لمصر قوة النموذج في عالمها تأثر وتراجعت مكانتها في اقليمها وتراجع بالتالي دورها في مجتمع الدول".

وأوضح وزير الدفاع: "لست اريد ان اتوقف طويلا امام الماضي واوثر ان اقارب الحاضر والمستقبل لان ذلك ما نستطيع ان نختار فيه ونتصرف علي اساسة بما يريده الشعب وما يطلبه وهنا فإن قوي هذا الشعب كافة تقف الان عند مفترق طرق"."لقد ثارت قوى الشعب في يناير 2011 ثم وجدت ان ما وصلت اليه الثورة لا يتناسب مع ما قصدته وسعت نحوة وفي ابسط الاحوال انها اعتبرت ان آمالها احبطت وان مقاصدها انحرفت وان رؤاها للمستقبل نزلت عليها عتمة وظلمة لا تقبلها طبائع عصور التنوير والمعرفة والكفاءة".

وأردف قائلا: "في كل هذه الاحوال فإن القوات المسلحة كانت تتابع موزعة بين اعتبارين الاول اعتبار دورها الذي قبلته وارتضته والتزمت به وهو البعد عن السياسة والثاني اعتبار القرب من المسئولية الوطنية سواء بالمبدأ او بخشية ان تفاجئها ضرورات القرار السياسي في يد من يملك السلطة يكلفها بمهام لا تتوافق مع ولائها لشعبها وحقه وحدة في توجيهها وتحديد موقعها".وعندما وقعت انتخابات رئاسة الجمهورية الاخيرة وجائت الي السلطة بفصيل سياسي وبرئيس يمثله فإن القوات المسلحة رضيت مخلصة بما ارتضاه الشعب مخلصا ثم راح القرار السياسي يتعثر واعتبرت القوات المسلحة ان اي تصويب او تعديل ليس له الا مصدر واحد وهو شرعية الشعب لانه من يملك هذا القرار".

أكد السيسي، أنه برغم ذلك فإن القوات المسلحة ممثلة بقيادتها وجدت ان عليها واجب النصيحة تقدمها بمقتضيات الامانة الوطنية وقد فعلت ولست ارضي ان اكرر عدد المرات التي ابدت فيها قيادة القوات المسلحة رأيها في بعض السياسات وفي كثير من القرارات ولست اريد ان اعدد المناسبات التي ابدت فيها تحفظها علي الكثير من التصرفات والاجراءات مما فوجئت به. وفي كل الاحوال فإنها ظلت ملتزمة بما اعتبرته شرعية الصندوق رغم ان هذه الشرعية راحت تتحرك بما تبدي متعارضا لاساس هذه الشرعية واصلها واساسها، واصلها ان الشرعية في يد الشعب يملك وحدة ان يعطيها ويملك ان يراجع من اعطاها له ويملك ان يسحبها منه اذا تجلت ارادتة بحيث لا تقبل شبهه ولا شك".

وأضاف "لقد آثرت القوات المسلحة وهي تختار ان تترك الفرصة للقوي السياسية كي تتحمل مسئوليتها وتفاهم وتتوافق لكي لا يقع الوطن في هوة استقطاب سياسي تستخدم فيها ادوات الدولة ضد فكرة الدولة ، وبالتعارض والتراضي العام الذي يقوم عليه بنيانها ، فإن الاطراف المعنية عجزت رغم فرصة اتيحت لها واجل اضافي افسح لها مجال الفرصة لم تستطع ان تحقق الوعد والامل ومنذ اللحظات الاولي للأزمة وقبل ان تقوم القوات المسلحة بتقديم بيانها الذي طرحت فيه خارطة المستقبل، فإن القيادة العامة للقوات المسلحة ابدت رغبتها ان تقوم الرئاسة نفسها بعملية الاحتكام الي الشعب واجراء استفتاء يحدد به الشعب مطالبه ويعلي كلمته ، وقد ارسلت الي الرئيس السابق محمد مرسي مبعوثين برسالة واحدة واضحة، وبين المبعوثين رئيس وزرائه وقانوني مشهود له وموثوق فيه برجاء أن يقوم بنفسه بدعوة الناخبين الى استفتاء عام يؤكد أو ينفي وقد جائها الرد بالرفض المطلق وعندما تجلت ارادة الشعب بلا شبهه ولا شك ووقع محظور أن تستخدم أدوات حماية الشرعية بما فيها فكرة الدولة ذاتها ضد مصدر الشرعية، فان الشعب وبهذا الخروج العظيم رفع اى شبهه و اسقط اى شك".

وأشار الفريق أول السيسي، إلى أن الشعب كتن قلقًا من ان تستخدم فكرة الدولة وادواتها ضد حقوق الشعب واماله فان القوات المسلحة كان عليها ان تختار وفى الحقيقة فان مساحة الاستقطاب وعمقه ومخاطرة الى جانب عجز اطرافه عن الامساك بمسؤلياتهم فرض على الجميع ما لم يكن الجميع مهيأ له او جاهزا لتباعته او ادر على مسؤليته وهكذا التزمت القوات المسلحة بهدف واحد وهى ان تؤكد شرعية الشعب وان تساعده على استعادة الحق إلى صاحبه الاصيل بامتلاك الاختيار و القرار و هكذا و قفنا – الشعب بكافه طبقاته و طوائفه و كل رجاله و نسائه و بالتحديد شبابه، والجيش الذى يملكه الشعب، وفكرة الدولة وجهازها ، وأطراف العمل السياسي وفصائلها و طلائع الفكر والثقافة والفن – وقفا جميعا على مفترق طرق جديدة وامام ضرورة الاختيار والقرار مرة اخرى وفى ظروف شديدة الصعوبة والتعقيد، وكلها مما لا يحتمل الخطأ أو سوء التصرف مهما كانت الاعذار.

ولفت وزير الدفاع إلى أن القوات المسلحة تصورت أن تكمل اقترابها من ساحة العمل الوطني وليس السياسي فطرحت خريطة مستقبل قد تساعد على ممارسة حق الاختيار الحر وكانت هذة الخريطة التي تشرفت بعرضها أمام الشعب ووسط حضور ممثلين لقواه وخصوصا الأزهر الشريف والكنيسة القبطية مجرد إطار مقترح لطريق آمن للخروج من المأزق ولمواجه المسئوليات الكبرى المطلوبة للمستقبل وهي لسوء الحظ ثقيلة ومرهقه وخطرة ايضا لكنها جميعا مما يتحتم مواجهته و قبول تحديه والنزول على مسئولية مواجهته بجسارة وكفاءة وامل. وقد تمثلت خطوات خريطة المستقبل فى إجراءات تكفل حيدة السلطة فى انتداب رئيس المحكمة الدستورية العليا فى القيام بمهام رئاسة الدولة خلال ممارسة حق الاختيار والقرار للشعب – وللشعب اولا واخيرا.. ان كل قوى الوطن لا تريد الصدام او العنف بل تدعو الى البعد عنهما وان تدرك كل القوى بغير استثناء و بغير اقصاء ان الفرصة متاحة لكافة اطراف العمل السياسى ولاى تيار فكرى ان يتقدم للمشاركة بكل ما يقدر عليه من اجل وطن هو ملك وحق و مستقبل الجميع .

ان العالم العربى المحيط بمصر والعالم الاوسع الذى يتابع حركاتها و القوى الدولية العارفه بأزمتها تقف مبهورة امام ما قامت به قوي الشعب المصري وبخاصة شبابها في اعطاء نفسه حق الاختيار من جديد وحق القرار لا يخرج من يده وحق المستقبل يصنعة برشده وبجهده وبرضا الله وبتوفيقة .

وناقش السيسي عددًا من القادة والضباط في الاحداث والمتغيرات التي تمر بها مصر والتي تحتاج ان يصطف الجميع دون اقصاء لاي فكر او تيار ، مشددا على أهمية أن يتوافق الجميع وان يتعلموا حدود الخلاف.

بدأ اللقاء بعرض فيلم تسجيلى بعنوان " ارادة شعب حماها الجيش " تضمن الجهود التي بذلتها القوات المسلحة للحفاظ علي تماسك الوطن وخدمة المواطنين والانحياز الي ارادتهم الشعبية ومطالبهم المشروعة خلال ثورة الـ 30 من يونيو المجيدة، وذلك بعد تصاعد وتيرة الاحداث واحتدام الصراع السياسي وتوالي اخفاقات وازمات النظام السابق التي كادت ان تعصف باستقرار الوطن وامنه القومي.

كما القي الشيخ خالد الجندي من علماء الازهر الشريف محاضرة عن سماحة الدين الاسلامي الحنيف ودعوتة الي الوسطية والاعتدال والبعد عن العنف والتشدد وتجريم الأعتداء علي الحرمات العامة والخاصة ، مشددا على خطورة خلط الدين بالسياسة وتأويله لتصفية الحسابات الحزبية والطائفية واحداث الفرقة والوقيعة بين المسلمين.

حضر الندوة الفريقصدقى صبحى رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقادة الافرع الرئيسية وكبار قادة القوات المسلحة وعدد من قادة وضباط القوات المسلحة .

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان