مدير "تطوير المناهج" يسرد لـ"مصراوي" أزمة حذف "البرادعي" وتعليمات الرئيس ومشاكل التعليم
حوار- ياسمين محمد وإشراق أحمد:
أزمة أثيرت حول المناهج الدراسية خلال الفترة الماضية، بدأت بحذف صورة الدكتور محمد البرادعي من قائمة المصريين الحاصلين على نوبل من منهج الصف الخامس الابتدائي، وأخيرا "ثورة"أولياء الأمور لتغيير المناهج، وحذف منهجي فبراير وإبريل من منهج الفصل الدراسي الحالي.
ولم تتوقف الاتهامات الملاحقة للمناهج بأنها "عقيمة ومليئة بالحشو"، ولا تراعي المرحلة العمرية للطلاب، وتوجيه الأنظار لمركز تطوير المناهج التابع لوزارة التربية والتعليم، وهو المكان المسؤول عن وضع وتعديل محتوى تلك المناهج.
لذا أجرى مصراوي حواراً مع مدير مركز تطوير المناهج والمواد التعليمية، الذي تم إنشاءه في الثمانينات، من أجل الارتقاء بما يقدم للطالب المصري، وأوضح الدكتور حازم راشد مدير المركز خلال الحوار، معايير تطوير المناهج المصرية، والاستراتيجية المعتمدة قبل ثلاث سنوات، وأسباب الشكاوى المتكررة من المناهج.
ووقف أستاذ المناهج وطرق التدريس خلال نحو الساعة هي عمر الحوار على مشكلة الطالب والمعلم المصري، معلقًا على بعض المشكلات المثارة حول تسييس المناهج والحذف العشوائي، مجيبًا على سؤال حول إمكانية وجود منهج مصري يواكب المعايير العالمية. وإلى نص الحوار...
بداية ما تعليقك على "ثورة" أولياء الأمور ضد المناهج عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟
ما نقوم به من تطوير بدأناه منذ خمسة شهور، وفي هذا التوقيت لم يكن أولياء الأمور قد أنشأوا صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بتطوير المناهج، فالسؤال الأهم الآن، هل أتت لجان تطوير المناهج استجابة لهذه الدعوات، أو وقفنا نحن متفرجين حينما وجدنا أن المناهج تحتاج إلى تعديل أو تطوير؟، الإجابة أن تحركنا كان سابقًا لتلك الدعوات، وسيظهر السنة القادمة تحسن في الكثير من الأمور.
العام القادم سيشهد تغيرات ملموسة في المناهج
كيف ترى الشكاوى الدائمة من "حشو" المناهج ووصفها بـ"العقيمة"؟
هناك مشكلة نعاني منها لسنوات طويلة جدًا، وهي الفجوة بين المنهج المكتوب على الورق، والمنهج المنفذ عل الأرض، وهذا هو سر الشعور بالأزمة، فهل يعتقد أحد أن ما نقدمه في مادة التاريخ يختلف عما تقدمه مادة التاريخ في أي دولة أخرى، لكن كيفية تدريس التاريخ في هذه الدول تختلف عن الكيفية التي يُدرس بها في مصر، وكذلك كيفية امتحان الطالب في المادة.
مثال أخر، كتاب الأحياء عندنا في حدود100 صفحة، لكنه في دول أخرى في حدود 500 صفحة، هنا المنطق يقتضي القول بأن:"لو عندنا حشو قيراط فعندهم حشو 24قيراط". صحيح هناك "حشو" لكن ليس بالصورة التي تظهر في وسائل الإعلام، وهذا ما نقوم به حاليا، فجزء أساسي من مهمة لجان التطوير معالجة هذه القضايا، لكن هذا لن يظهر إلا في العام الدراسي المقبل، عندما تتم إعادة طباعة الكتب بحيث يظهر ما تم بها من جهد.
في رأيك.. كيف يتم تدارك مشكلة الفجوة بين المنهج وتدريسه ؟
المسألة مرتبطة بتحسن الوضع التعليمي ككل، فأنا لا أستطيع التحدث عن تقليل الفجوة إلا إذا تم تقليل الكثافة داخل الفصول، تدريب أفضل المعلمين بما فيه الكفاية بحيث يكونوا قادرين على تنفيذ هذا المنهج كما كُتب على الأوراق، إمداد المدارس بمصادر تعليمية متعددة "أجهزة كمبيوتر ومعامل وغيرها"، وإحداث تغيرات كبيرة في تقويم تعلم التلاميذ، فعندما يحدث هذا التضافر في كل الجوانب نستطيع أن نشعر بالتغيير.
الفجوة بين المنهج وتطبيقه هي أزمة التعليم في مصر
ماذا عن مصفوفة المدى والتتابع، ما المقصود بها ودورها في التطوير؟
هي معيار تحصيل الطالب في كل مادة بنهاية كل صف دراسي، وهذا اتجاه عالمي، ونحن بالفعل انتهينا من إعداد مصفوفة لكل المواد الدراسية، راعينا بها التنسيق، حتى لا يحدث أزمة التكرار التي نعاني منه لسنوات، ثم عرضناها على الخبراء ووصل عدد الأساتذة الجامعيين والباحثين الذين راجعوها إلى 130 أستاذ.
في ضوء هذه المصفوفة.. هل يمكن الاستجابة لأولياء الأمور بحذف منهج شهر إبريل؟
مسألة الحذف أو الإضافة لا تتم بشكل عشوائي، هذا غير منطقي، فالعالم بطبيعته تراكمي، لذا ينبغي أن تتم في إطار من الدراسة والوعي ومعرفة ماذا يترتب على الحذف أو الإضافة "مش حذف والسلام".
وماذا عن حذف معلومات ترتبط بالسياسة على غرار حذف اسم الدكتور محمد البرادعي؟
لم أكن موجودًا خلال هذه الفترة لكي أؤكد المعلومة، ولكن ما أعرفه ومتأكد منه أن الحذف كان له منطق، ولو كنت موجودًا في هذا الوقت لكنت متفقًا ومختلفًا معهم في نفس الوقت، فما حدث بالتحديد أن اللجنة المراجعة للمناهج اكتشفت وجود شخصية الدكتور البرادعي في جزء من نشاط بدرس في كتاب الصف الخامس الابتدائي، وهو نفسه النشاط الموجود في الصف الثاني الابتدائي، ما يعني التكرار ولا يوجد منطق لتكرار نفس النشاط في صفين مختلفين، وهذا ما اتفق معه.
حذف اسم البرادعي اجتهاد غير موفق
أما اجتهاد مراجعي المحتوى بالاتجاه نحو حذف جزء من النشاط والإبقاء على جزءٍ آخر، فهذا ما أختلف معهم فيه فكان لا بد من تغيير النشاط بالكامل، وعمومًا ما حدث نوع من سوء التقدير وعدم التوفيق في اتخاذ القرار المناسب، ونحن الآن بصدد إعادة هذه الصورة التي أثارت جدلًا من خلال تغيير مضمون النشاط وليس تغيير الأشخاص.
ومتى تم حذف اسم البرادعي ؟
منذ عام أو عام ونصف تقريبًا
ما تعليقك على استخدام كلمة "خلاني" بدلا من "إخواني" في أحد نصوص الصف الأول الابتدائي؟
أؤكد، نحن لا نتلقى أي تعليمات من الدولة تتعلق بتسيس المناهج، وكل ما نتلقاه عبارة عن تعليمات تتعلق بمبادئ عامة لا يختلف عليه اثنان، مثل تنمية مهارات التفكير في كل العلوم، والتركيز على الأخلاق، وتنمية الوعي وغيرها.
ولا ينبغي أن نحمل أي كلمة أو حرف أو صورة أضيفت أو حذفت ما لا تحتمل من التأويلات، الأمر كله مجرد تقدير من المجموعة التي قامت بمراجعة المناهج في هذا الوقت، وما يثار في وسائل الإعلام لا يتعلق بأساسيات ولكن بفروع الفروع، فحينما نغير كلمة فإنها لن تهدم المبادئ التي قام عليها المنهج، وأُفضل أن نترك الأمر للفنيين والمختصين الذين قد يكون لديهم وجهة نظر في تغيير صياغة كلمة معينة، فأنا أرحب بكل الآراء ولكن في بعض الأحيان يجب أن "نعطي العيش لخبازه" كما يقول المثل، وهذا لا يمنع حدوث نوع من عدم التوفيق أو سوء التقدير لأننا بشر.
الحذف أو الإضافة بالمنهج بمنطق "مش حذف والسلام"
كيف يتعامل المركز مع الشكاوى الرافضة لوجود أحداث قريبة مرت بها مصر في مناهج التاريخ؟
هذه المسألة محل بحث الآن من مجموعة من كبار أساتذة التاريخ في الجامعات المصرية الذين أوكلنا إليهم مراجعة مناهج الدراسات الاجتماعية (جغرافيا وتاريخ)، وأرجوا ألا نسبق الأحداث قبل معرفة رأي أهل الشأن.
في 9 يناير المنصرم، طالب رئيس الجمهورية بتطوير المناهج خلال 3 شهور، إلى أين وصل المركز؟
نحن أوشكنا على الانتهاء من تطوير كل مناهج العلوم الإنسانية بنسبة 90%، ويتبقى التنفيذ الفني، بمعني إجراء بعض التعديلات في إخراج الكتب، ومادة التربية الدينية لأن التطوير بها بدأ متأخرًا.
لكن بالنسبة لمناهج العلوم والرياضيات، لم ندّعِ أننا سننتهي منها خلال 60 يوم، فالوضع بها مختلف، لأنها مناهج ذات صبغة عالمية، ونحن بحاجة لربطها بما يُدرس في العالم على عكس العلوم الإنسانية التي ركزنا بها على الجانب المحلي بشكل أكبر.
ومتى بدأ العمل على التطوير في الأساس؟
مناهج العلوم والرياضيات بدأنا العمل بها منذ 4 أو 5 أشهر، أي قبل صدور تكليف رئيس الجمهورية بشأن تطوير المناهج، أما مناهج العلوم الإنسانية فخلال مدة أقل من 3 أشهر، لأنها غير مرتبطة بجهات أخرى يمكن أن نستعين بها، لذا تم انجازها بشكل أسرع، وأتوقع خلال العام الدراسي المقبل أن تطرأ تغيرات ملموسة بمناهج العلوم الإنسانية، لكن العلوم والرياضيات فقد يتم الانتهاء منها مع العام الدراسي 2017/2018.
ما الأساسيات التي يعتمد عليها المركز في تطوير المناهج؟
أولا أوضح أن مسألة تطوير المنهج ليست مسألة مبالغ بها، وأن تطوير المناهج كل عام أمر طبيعي في كل أنحاء العالم. وخلال السنوات الماضية، بدأت الدول تركز على مبادئ أساسية عند تطوير المناهج الدراسية منها تنمية مهارات التفكير أكثر من تنمية مهارات الحفظ، وربط تطوير المنهج بالتطورات العلمية الحديثة، خاصة في مجالات العلوم والرياضيات.
بالإضافة إلى أن هناك مبادئ عامة، وظروف يعيشها المجتمع تفرض أسس لابد من مراعاتها، فعلى سبيل المثال: نحن لدينا مؤخرًا مشكلات تتعلق بالتطرف، فحين أطور منهج التربية الدينية لا بد أن أركز بشكل كبير على مبدأ الفهم الوسطي المعتدل للإسلام، فهناك معيارين يحكمان عملية تطوير المنهاج أخدهما عالمي والآخر محلي.
إذًاً، هل هناك استراتيجية محددة لتطوير المناهج ؟
نعم.هناك استراتيجية للتعليم المصري عمومًا، وهي "استراتيجية 2030"، وُضعت أيام وزير التعليم الأسبق، محمود أبو النصر، ولحسن الطالع أننا مازلنا نسير على خطاها، ونحن كمركز تطوير مناهج نُسأل كل أسبوعين عن: ماذا حققت من أهداف؟، وأين يقع ما تم انجازه من هذه الاستراتيجية؟، وأتصور أن كل جهات الوزارة تقدم مثل هذه التقارير نصف الشهرية.
أضف إلى هذا أنه في بداية تولي الدكتور الهلالي الشربيني قدمنا ما نتصور أنه ينبغي أن يكون برنامج عمل الوزارة خلال الفترة القادمة، واشتُقّت المبادئ الأساسية له من الاستراتيجية، وهي خطة العمل، التي ستقدم لمجلس الشعب خلال أيام.
معني هذا أن المركز لا يتأثر بتغير الوزراء؟
ما يتم من تغيرات، هي تغيرات من حيث الأولويات، فقد تأتي فترة يتحول ما يصنف رقم 2 إلى رقم 1 والعكس، لكن بالنظر إلى الصورة العامة سنجد أنها لا تتغير فالنقطتين موجودتين.
وكيف يتم تطوير منهج دراسي قبل أن يصل ليد الطالب؟
عندما نطور أي منهج، نحرص على إشراك كافة الأطراف المعنية حتى ممن لا صلة لهم بالوزارة، فعلى سبيل المثال عندما أردنا تطوير منهج العلوم والرياضيات، عقدنا ورشة عمل، دُعي إليها أساتذة جامعيين متخصصين من كليات العلوم، أساتذة كليات التربية المتخصصين في مناهج وطرق تدريس هذه النواحي المعرفية، وباحثين بالمراكز التربوية، مثل المركز القومي للامتحانات، وكذلك المعلمين ذوي الخبرة، وبعض مستشاري هذه المواد، والمعلمين في المدارس الدولية للاستفادة من خبراتهم، ذلك لأن الهدف الأساسي أن نستفيد من كل مَن يتمتع بخبرة عميقة في هذا المجال ولا نستثني أحدًا من ذلك.
وبعد مناقشة وضع المنهج مقارنةً بالمناهج العالمية، اتجهنا إلى أن نستنير برأي آخر خارجي وهو اليونيسكو، ليكون لدينا رأي الطرفين المحلي والدولي، وحتى هذا الوقت لم يصلنا تقرير اليونيسكو.
متى يتخذ المركز قرار تطوير منهج معين؟
بناءً على التقارير والآراء التي تصل إلينا سواء بشكل مباشر من خلال مستشاري المواد والموجهين والمعلمين، أو غير مباشر من قبل أولياء الأمور، فنحن يصل إلينا بشكل شهري بين100-150 رسالة من تعليقات وأفكار سواء عبر موقع الوزارة، أو موقع المركز، أو بشكل مكتوب، وكل هذه الآراء تتجمع لدراستها وفي ضوئها نتخذ قرارات التطوير.
وهل لهذا فترة زمنية يحددها المركز، أم يتم التطوير كل عام بشكل تلقائي؟
الأمرين موجودين، فمنهج الحاسب الآلي للمرحلة الإعدادية مثلًا نعلم أنه غير مناسب للواقع الحالي تمامًا، لأنه وُضع منذ سنوات ويتضمن "windows XP"، وهو برنامج تشغيل لم يعد يستخدم أساساً، ففي هذه الحالة نحن لسنا في حاجة للمطالبة بتغيير المنهج، ولكننا من أنفسنا وضعنا خطة لتطوير مناهج المرحلة بشكل كامل، وعلى الجانب الآخر هناك تطوير يسير بناءً على ردود الأفعال.
البعض يرى أن تجربة سنغافورة التعليمية هي الأنسب لمصر.. ما رأيك؟
أنا ضد فكرة الاستيراد والنقل الحرفي، لكني أؤيد الاستفادة من التجارب العالمية، لكن هناك تحديات ومشكلات داخل المجتمع المصري غير موجودة بالمجتمعات الأجنبية الأخرى، فعلى سبيل المثال تصل نسبة الأمية في مصر إلى 25%، أي أن تلك النسبة بين أولياء الأمور، وكثافة الطلاب داخل الفصول تصل إلى 130 تلميذ في بعض المدارس وغيرها من المشكلات.
وبوجه عام، أن نسورد مناهج دولة أخرى كانت مسالة خلافين بين بعض لجان تطوير المناهج، فعلى النقيض مثلًا، رأت لجنة الرياضيات التطبيقية للمرحلة الثانوية أن منهجنا جيد جدًا وكل ما يحتاج إليه إعادة نظر في بعض التعديلات، ولا داعي للاستعانة بمنهج خارجي، فالمسألة إذًا متفاوتة.
نظم الامتحانات إذًا سبب تلك الشكاوى؟
طبعا، فهناك عاملين يزيدا الإحساس بأن المنهج يحتاج تغيير، الأول كيفية تدريسه، والثاني كيفية تقويم الطالب في نهاية العام، وطالما نركز على امتحان نهائي يجمع فيه الطالب كل ما يحفظه وليس ما يفهمه خلال ساعة زمن، بلا شك سيشعر أن حجم المنهج زائدًا عن الحد، لذلك فمسألة التفريق بين المنهج على الورق وكيفية تدريسه وتقويم الطلاب فيه هامة جدًا.
هل يتم مراجعة المنهج عقب عودته من الطباعة؟
المنهج يراجع بدل المرة 20 مرة، ومع هذا تحدث أخطاء، لأننا بصدد الحديث عن عدد كبير من المناهج ووقت ضيق وسرعة في العمل وضغط من المجتمع، لذا لا بد من حدوث بعض الأخطاء شان أي قطاع في الدولة.
وكيف يتعامل المركز في حالة اكتشاف خطأ بالمنهج؟
إذا كان الخطأ بسيط ويمكن تداركه، يتم توزيع نشرات على المعلمين والمدارس من خلال مستشاري المواد بخصوصه، ولكن إذا كان لا يمكن تداركه من خلال نشرة، فيراعى ذلك في التطوير التالي، لذا فالحديث عن كثرة تطوير المناهج أمر بديهي لأن الحياة مستمرة.
هل هناك معايير ثابتة تراعى عند وضع كافة المناهج؟
نعم، مثل تنمية مهارات التفكير، التركيز على أساسيات المادة، التتابع والتناسق بين المناهج المختلفة، بحيث لا يحدث تكرار، مراعاة طبيعة المرحلة النمائية التي يمر بها الطفل في هذا الوقت، مراعاة مشكلات المجتمع وتطلعاته وخطوات التنمية الموجودة فيه.
ما الذي يؤثر على تحقيق أهداف المناهج؟
الدروس الخصوصية والكتب الخارجية، فما أسهل أن تضع الوزارة كتبًا على منوال الكتب الخارجية، تحدد فيها السؤال والإجابة وتطلب من الطالب حفظها، بالعكس فالأمر يكون أسهل جدًا.
ولكن بعض الكتب الدراسية لا تتضمن تمارينًا كافية وتيسيرًا على الطلاب مثل الكتب الخارجية؟
لا بد أن نفرق بين مسألة عدم وجود تمارين كافية، وأن أقدم للطالب كل شيء جاهز، فأنا لا أختلف في أن الكتاب المدرسي لا يوجد فيه تمارين كافية، ولكن اعترض على أن أقدم كل شيء جاهز للطالب، لأن ذلك يخالف الأعراف التعليمية المتبعة في كافة أنحاء العالم، فالتعليم الآن ينادي بالاعتماد على جهد الطالب بشكل أكبر، وكلما أعطينا الطالب مسئولية أكبر في التعلم كلما كانت النتائج أفضل.
في رأيك كأستاذ مناهج وطرق تدريس ما هي مشكلة المعلم والطالب المصري؟
المعلمون المصريون على وجه العموم أكفاء لكنهم يحتاجون قدر كبير من الدعم والتدريب والتجاوب مع المستحدثات التي تحدث في العالم الآن سواء على جانب طرق التدريس أو استخدام التكنولوجيا إلى آخره.
المعلم ينقصه الدعم والطالب "عودناه على كل شيء جاهز"
أما للطالب فقد تعود أن يكون كل شيء جاهز، وللأمانة ليس هذا عيب فيه، ولكن نحن من عودناه على ذلك.
وفي مقابل ذلك لدينا مثال ناجح جدًا يتمثل في مدارس "STEM" فالمشكلة التي تواجه طلاب تلك المدارس حينما ينتقلون إلى الجامعة، أن الوضع قائم على "كل شيء جاهز"، في حين أنهم تعودوا على الصورة الصحيحة للتعلم من خلال البحث والقراءة والتحليل وإيجاد الأفكار وتنفيذها، فما نتحدث عنه في هذه الحالة وضع معكوس تمامًا عما نتحدث عنه في أزمة التلقين.
متى يكون لدينا مناهج مصرية بمعايير عالمية؟
لا أستطيع الإجابة، فالأمر معقد ومتأثر بالجوانب الأخرى في منظومة التعليم مثل كثافة الفصول، كفاءة المعلم، الإمكانيات المتاحة في المدارس، نسبة الأمية في المجتمع، ونواحي كثيرة أخرى، فقد يكون لدينا أفضل منهج ولكن هناك عوامل أخرى تؤثر عليه، الأمر مثل ماكينة بها عدة تروس إذا تعطل واحد تأثرت البقية.
فيديو قد يعجبك: