مسعفون على خط النار.. كيف نقلوا ضحايا حادث العريش؟
كتب - أحمد جمعة ورنا الجميعي:
بينما خرج أهالي العريش لصلاة الجمعة، دوّى انفجار بمحيط مسجد الروضة بمنطقة بئر العبد، أتبعه إطلاق نار على المُصلين، ليتلقى الإسعاف استغاثات لإنقاذ المصابين جراء الحادث.
دوّت "سارينة" سيارات الإسعاف في محيط منطقة الحادث، قبل أن تفاجئ أول سيارة برصاصة تخترق الزجاج الجانبي إلى الجهة المقابلة منها، إذ استهدفها إرهابيون لمنعها من الوصول إلى موقع الحادث لنقل المصابين، حسبما تحدث أحد المُسعفين طلب عدم ذكر اسمه.
سريعًا غيّرت السيارة من طريقها للوصول إلى الحادث، وسلكت آخر أكثر آمانًا لسرعة الوصول إلى الضحايا، فيما هاتف قائدها سيارات الإسعاف التالية لتغيير مسارها خلفه.
ما ذكره المُسعف، أكده الدكتور عمرو الرشيد، نائب رئيس هيئة الإسعاف، لمصراوي، موضحًا أنه تم تحويل معظم الضحايا إلى مستشفى بئر العبد، خوفًا من استهداف سيارات الإسعاف حال نقلها للمصابين إلى مستشفى العريش، متابعًا: "الطريق لم يكن آمن ورغبنا في سرعة نقل الضحايا".
وأسفر الحادث عن استشهاد 235 شخصاً على الأقل، وجرح 109 آخرين، بحسب بيان للنائب العام.
وأضاف المسعف: "الرصاصة جت في عربة، عدت من الإزاز في الجنب واخترقته، وسائق السيارة بخير"، في الوقت الذي سارع الأهالي بنقل بعض المصابين إلى المستشفى بسياراتهم الخاصة لحين وصول سيارات الإسعاف.
المستشفى التي تم افتتاحها قبل 3 أيام، اكتظ بعدد كبير من الضحايا، فيما تم استدعاء الأطقم الطبية بشكل كامل، وقطع جميع الإجازات والراحات، فضلاً عن إرسال وزارة الصحة لفريق طبي من القاهرة يشتمل على تخصصات الجراحة والعظام لمتابعة حالة المصابين، والتعزيز بأطباء من محافظة الإسماعيلية.
مُسعف آخر تحدث إليه مصراوي عبر الهاتف، أشار إلى أنه تم نقل بعض الحالات مباشرة إلى مستشفيي الإسماعيلية العام، والقنطرة غرب، في حين واصلت السيارات في نقل عدد من المتواجدين بمستشفى بئر العبد إلى تلك المستشفيات.
"كل الحالات طلق ناري".. حسبما ذكر المسعف، الذي يواصل حتى كتابة هذه السطور نقل المصابين إلى مستشفيات الإسماعيلية، مضيفًا: "ملحقتش أدخل المستشفى، أدوني الحالتين وأنا على الباب، والأهالي نادوا في الميكروفونات علشان يتبرعوا بالدم للمصابين في العريش العام وبئر العبد".
ومن داخل معهد ناصر، قال أحد المسعفين لمصراوي-تحفظ على ذكر اسمه- إن أول حالة وصلت للمعهد كان هو برفقتها، وهو طالب جامعي، يُدعى عودة أحمد عودة، عُمره حوالي 19 عاما.
وأُصيب الطالب بطلق ناري في الفخذ، وأكد المسعف أن الطالب دخل المعهد وهو في كامل وعيه "وقال لي إنه لما حصل ضرب النار وطّى رأسه والرصاصة جت في فخذه".
وأضاف المسعف الثلاثيني أنه تحرك من مستشفى الإسماعيلية العام حوالي الثالثة عصرا، ليصل إلى بئر العبد في الرابعة والنصف، مؤكدا أنه رأى إصابات في الكتف والصدر.
فيديو قد يعجبك: