خبراء يعدّدون مكاسب زيارة الرئيس إلى روسيا

كتب - أسامة عبد الكريم:

عدد خبراء مكاسب زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى روسيا التي أجراها هذا الأسبوع بعد أن وقع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين مصر وروسيا.

وأكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن مذكرة الشراكة الشاملة الموقعة بين مصر وروسيا، دليل على تطور العلاقة بين البلدين من جيدة وممتازة إلى أكثر اتضاحًا وشمولاً، وتأكيد على التوافق والتكامل.

وأضاف فهمي، في تصريحات لـ"مصراوي"، أن العلاقات الأكثر شمولاً لا تبنى إلا بعلاقات ممتدة ولا يعكر صفوها عقبات أو حوادث استثنائية، وتطابق في الرؤى، موضحا أن هذه العلاقات تمثل قيدًا على مصر، وهذ غير صحيح، فلا يوجد أية قيود أو إلتزامات روسية علينا".

واعتبر أستاذ العلوم السياسية أن مذكرة الشراكة بمثابةرسالة لواشنطن مفادها أن مصر لها القدرة على المناورة والتكتيك بما يخدم مصالحنا وعلاقتنا الخارجية. ولفت إلى أن المناورات العسكرية الروسية القائمة الآن ترجمة حقيقية لعمق الشراكة الاستراتيجة والعسكرية.

وتجرى المرحلة الرئيسية من المناورات الروسية المصرية المشتركة "حماة الصداقة-2018"، لمكافحة الإرهاب في مصر في الفترة ما بين 24-26 أكتوبر.

وأضاف أن العلاقات الاستراتيجة مع روسيا ليست محصورة في عودة السياحة فقط، بل هي أشمل وعودة السياحة جزء منها.

فيما اعتبر شريف جاد مدير النشاط بالمركز الروسي الثقافي والخبير بالشأن الروسي، أن اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين مصر وروسيا، تتويج لمرحلة التعاون الثنائي بين البلدين التي تصاعدت بعد وصول الرئيس السيسي إلى الحكم.

وأوضح جاد، لمصراوي، أن اختيار الرئيس لروسيا لإنشاء مشروع الضبعة النووي، الذي رفض منذ أكثر من 17 عاما لاعتبارات المجاملة لحسب دول أخرى، اختيار موفق، كونها صاحبة الانجازات في هذا المجال.

ولفت إلى أن عودة الطيران بين روسيا ومصر، واستئناف الرحلات السياحية من روسيا إلى شرم الشيخ والغردقة، بعد توقفه دام أكثر من 3 سنوات عقب حادثة تحطم طائرة ركاب روسية يوم السبت 31 أكتوبر 2015، قادمة من شرم الشيخ إلى مطار سان بطرسبورج، أهم المكاسب التي حققتها زيارة الرئيس السيسي، مؤكدا انشاء المنطقة الصناعية شرق قناة السويس، ونقل الصناعات الروسية خاصة مصنع الحديد والصلب .

وقال الخبير في الشأن الروسي إن كل المؤشرات تشير لوجود علاقة وطيدة بين البلدين وعلاقات صداقة قوية على المستوى الشخصي الزعيمين، مطالبات الجهات المعنية باستثمار تلك العلاقات ومضاعفة تبادل العلاقة التجارية إلى حد متوازن حيث يصل معدل التصدير المصري إلى روسيا 500 مليون دولار، بأقل 4 أضعاف من الاستيراد.

كما طالب بتحسين العلاقات في مجال الزراعة، باستيراد المعدات الزراعية الروسية الحديثة، وكذلك العمل على تصدير المنتجات الزراعية المصرية إلى روسيا بعد الحصار الأوروبي لموسكو، واتمادها على مصر في ذلك.

وأجرى الرئيس السيسي 4 زيارات إلى موسكو، حيث كانت الزيارة الأولى عندما وزيرا للدفاع في عام 2014، ووصل عدد اللقاءات إلى تسعة بين الزعيمين عبد الفتاح السيسي وفيلاديمير بوتين خلال 4 سنوات.

من جانبه، قال الدكتور محمد فراج أبوالنور، الخبير في الشئون الروسية، أن المؤتمر الصحفي للرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين أمس الأربعاء عكس الجو العام للزيارة التي تحلت بالطابع الممتاز وتكللت بتوقيع اتفاقيتين للشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي.

وقال أبوالنور، في تصريحات لـ"مصراوي"، أن اتفاقيات الشراكة الشاملة والتعاون الاتسراتيجي تتمثل الشراكة في مجالات السياسية والعسكرية والمنظمات الدولية والقضايا التي تمثل خطورة على استقرار العالم. وأضاف أن الزيارة ناقشت تسريع العمل في مشروع محطة الضبعة النووي، وتبدأ نهاية العام شركة "روس أتوم" الشركة المنفذة للمشروع بالتعاون مع شركات الإنشاءات المصرية، بالتجهيز للمشروع.

وتابع: "الدولة المصرية تعتبر مشروع الضبعة مشروعا استراتيجيا بدعم روسي يبلغ 25 مليار دولار بشروط ميسرة ويبدأ السداد مع بداية الإنتاج"، موضحا أنها "ليست محطة لمجرد توليد الكهرباء، حيث يعد اقتحام الدولة في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية في مجالات تحلية المياه لمناطق الساحل الشمالي والبحث العلمي والطب، واستعادة لهذا المجال بعدما تخلفنا عنه منذ خمسينات القرن الماضي".

وأضاف أن الزيارة تطرقت لإنشاء المنطقة الصناعية بشرق القناة باستثمارات روسية بقيمة 5 مليارات جنيه، لتشغيل 7 آلاف عامل ومهندس، لتوطيد الصناعات المعدنية والهندسية والصيدلية، مشيرا إلى أن "المفاوض المصري نجح في إقناع الجانب الروسي بدعم مرافق المنطقة بتكلفة تصل لـ1.9 مليون دولار تتحملها روسيا، ويضاف إليها تباعا صناعة المعدات الثقيلة وأدوات الحفر والتنقيب على البترول وانابيب لنقل الغاز وصناعة السيارات والصناعات الإلكترونية".

ولفت إلى أن الزيارة تطرقت أيضًا لدعم الاتفاق الذي أبرمته الحكومة لتوريد وتصنيع 1300 عربة سكة حديد جديدة للركاب فى صفقة هى الأضخم فى تاريخ السكك الحديدية، بين هيئة سكك حديد مصر والتحالف الروسى المجرى الممثل فى شركة ترانسماش هولدينج، إضافة إلى بدء المفاوضات لانضمام مصر إلى الاتحاد الأوراسي كمنطقة تجارية حرة، والتي تضم دول روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان".​