لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"من الكتاب".. "التعليم" تلجأ لغير المتوقع في امتحانات الثانوية العامة

03:25 م الخميس 04 يوليو 2019

طلاب الثانوية العامة في آخر أيام الامتحانات

كتبت- ياسمين محمد:

انتهى ماراثون الثانوية العامة للعام الدراسي 2018- 2019، أمس الأربعاء، وأدى طلاب شعبة الرياضيات الامتحان في مادة الرياضيات البحتة "الجبر والهندسة الفراغية".

خلال الامتحانات، كثرت شكاوى الطلاب من وجود أسئلة خارجة عن المنهج المقرر - على حد قولهم- لترد عليهم الوزارة في كل مرة، بأن الجزئيات محل الشكوى وردت بالكتاب المدرسي، مع تحديد الصفحة التي جاءت بها المعلومة.

وأقر الطلاب في أكثر من امتحان، بأن الأسئلة جاءت من الكتاب المدرسي، إلا أن اعتمادهم على مذكرة الدرس الخصوصي، جعلتهم لا ينتبهون لبعض النقاط، مثل ما حدث بامتحان اللغة الانجليزية، الذي وردت العديد من أسئلته من كتاب التدريبات Work book، وامتحان مادة التاريخ الذي جاءت بعض أسئلته من بين سطور الكتاب المدرسي.

وفي مادة الرياضيات البحتة "التفاضل والتكامل"، أكد الطلاب أن سؤال قطرة الماء، كان مستعصيًا على الإجابة، وأنه سؤالًا تعجيزيًا، ليعلق يحي محمود، مستشار مادة الرياضيات، مؤكدًا أن السؤال ورد بالكتاب المدرسي في الصفحة رقم 22.

وأوضح مستشار المادة، أن السؤال الوارد في الكتاب المدرسي، كان حول "بالون كروي"، وبمجرد أن استبدل واضع الامتحان كلمة البالون الكروي بقطرة الماء، أكد الطلاب أن السؤال من خارج المهنج، في حين أن قطرة الماء تأخذ شكل البالون الكروي، ويطبق عليها نفس المعاملات الحسابية.

الأزمة تكررت في امتحان مادة الاقتصاد، حينما اشتكى الطلاب من صعوبته، مشيرين إلى أنه لم يكن بالمذكرات ولا بالنماذج الاسترشادية للوزارة، وأن أسئلته جاءت من الكتاب المدرسي الذي لا يهتم به الطلاب نظرًا لأن المادة لا تضاف للمجموع.

وفي امتحان علم النفس والاجتماع، اشتكى الطلاب من سؤالي المثير الشرطي والعولمة "بسؤال الصواب والخطأ"، مؤكدين أن الامتحان به أخطاء، وأكدت وزارة التربية والتعليم، أن سؤال المثير الشرطي، جاء نصًا بالكتاب المدرسي بالصفحة رقم 11، أما سؤال العولمة، فجاء بالصفحة رقم 106 بالكتاب المدرسي، ولتهدئة الوضع، أقر مستشار المادة اعتبار أي إجابة للطلاب صحيحة، إذا دلل عليها بشكل سليم.

وتكررت شكاوى الطلاب وردود الوزراة كذلك، بامتحانات اللغة العربية، والجيولوجيا والعلوم البيئية، والكيمياء، والجغرافيا.

وفي كل مرة يؤكد بعض الطلاب أن الامتحان جاء من خارج المنهج أو من الكتب الخارجية، إلا أن آخرين يؤكدوا أن الامتحانات رغم صعوبتها لم تخرج على المنهج، ولكن بعض الطلاب يصرون على الالتزام بما يرد في مذاكرات الدروس الخصوصية فقط.

من جانبه قال خالد عبد الحكم، مدير الإدارة العامة للامتحانات ونائب رئيس امتحان الثانوية العامة، إن امتحانات هذا العام لم يخرج أي منها عن الكتاب المدرسي، وجاءت جميعها مطابقة لمواصفات الورقة الامتحانية التي أعدها المركز القومي للامتحانات.

وأضاف أن الوزارة تشدد كل عام على أن امتحانات الثانوية العامة ترد من الكتاب المدرسي، ولكن هناك حالة أصبحت ظاهرة بين الطلاب، وهو إهمالهم كتاب المدرسة بالكلية، والتزامهم بما يرد بمذكرات الدرس الخصوصي، وتوقعات ليلة الامتحان: "الطلاب ممكن يكون قادر يفكر، لكن لإن المعلم في الدرس الخصوصي محجمه في توقعات، لما بيشوف سؤال مختلف عن التوقعات ينتابه التوتر والقلق ولا يستطيع التفكير في السؤال".

وأكد أنه للإجابة عن امتحان بالثانوية العامة بشكل كامل وسليم، على كل طالبة فتح كتاب المدرسة بنفسه، وقراءته، دون الاكتفاء بما يقوله مدرس الدرس الخصوصي الذي قد يهمل بعض الجزئيات باعتبارها غير مهمة، أو لم ترد في امتحانات الأعوام الماضية: "أي سطر في الكتاب ممكن يجي في سؤال".

ولفت إلى أن الطلاب يريدون أن تكون جميع أسئلة الامتحانات سهلة، ولكن هذا يتعارض مع فكرة الامتحان نفسها التي تهدف لفرز الطلاب، مؤكدًا أن امتحانات الثانوية العامة لا بد أن تكون مناسبة لمختلف مستويات الطلاب، لتمييزهم: "أمال هنطلع العشرة الأوائل ازاي، ونميز الطلاب المتفوقين ونوزعهم على الكليات بأي شكل"، مشيرًا إلى أن الجامعات تقبل عدد محدد وسهولة الامتحانات تعني ارتفاع تنسيق القبول، وصعوبتها تعني انخفاض التنسيق، وفي النهاية لا يضار أي طالب طالما كانت الامتحانات موحدة، وهذا العام كانت جميع الامتحانات مطابقة للمواصفات".

وفي تصريحات سابقة له علق، وزير التربية والتعليم، على مطالبات بعض الطلاب وأولياء الأمور، بوضع جميع أسئلة امتحانات الثانوي العامة في مستوى الطالب المتوسط، قائلًا إن هذه المطالب تعبر عن الثقافة الموروثة: "وصلنا لدرجة إنه يكون من حقنا نقفل الامتحان"، في حين أن الامتحان تقوم فكرته على فرز القدرات، وبالتالي لا بد من تضمينه أسئلة تبين المستويات المختلفة للطلاب، وإلا يفقد التقييم هدفه.

وأضاف أن وزير التعليم العالي يشكو من حصول نحو 40% من طلاب الثانوي العامة على 90% فأكثر، مؤكدًل أن هذا المعدل ليس حقيقيًا ولا يعبر عن المستوى الفعلي للطلاب: "طول الوقت عايزين الامتحان السهل اللي في مستوى الطالب العادي، كدا بنصعب علينا مهمة اكتشاف الطالب المتفوق، وبنضطر ندخل الطلاب غير المؤهلين كليات صعبة على قدراتهم الحقيقية".

وأكد الوزير، أن هدف التقييم هو الوقوف على المستويات المتدرجة للطلاب: "إحنا مش بنعذبهم بس دي فكرة التقييم في الأساس"، مشيرًا إلى أن تغيير ثقافة التقييم في الصف الأول الثانوي: "غيرنا نظام التقييم في أولى ثانوي ومع ذلك الطلاب أبلوا بلاءً حسنًا، يفوق توقعاتنا".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان