لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مطلوب السيرة الذاتية

مطلوب السيرة الذاتية

11:37 ص الأربعاء 22 أغسطس 2012

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - ضياء رشوان:

ضمن التعريف الطبيعى للثورات الكبرى التى تعرفها الدول والأمم المختلفة أنها تكتسح كل الأبنية والعلاقات والمفاهيم القائمة فى المجتمع قبلها وتعيد تأسيسها وإقامتها على قواعد جديدة مختلفة. وضمن التعريف الطبيعى لهذه الثورات أيضاً أنها تفتتح مرحلة جديدة فى تاريخ شعوبها وبلادها دون أن تلغى أو تمحو المراحل السابقة فيه بحلوها ومرها وإيجابياتها وسلبياتها، بل إنها تعيد الاعتبار وتسلط الأضواء على ما ظلمه وطمسه النظام السابق عليها من مراحل ووقائع وشخصيات.

أما غير الطبيعى فى الثورات وتعريفاتها المنطقية فهو أن يشمل اكتساحها لأبنية وعلاقات ومفاهيم النظام القديم الوقائع والمراحل والشخصيات التى كان لها دورها فى مقاومته، ومثلت المقدمات والروافد التى أفضت إلى هذه الثورات. وهذا بالضبط ما يحدث اليوم فى المرحلة الحالية من ثورة مصر العظيمة، حيث تجمعت الخلافات السياسية الحادة بين الفرق والقوى السياسية مع عدم معرفة قطاعات واسعة من الشباب الملتف حولها بأى من المراحل أو الوقائع أو الشخصيات التى بدونها لم يكن لهذه الثورة أن تحدث أو تنجح، فالمشارك أو المستمع للحوارات التى تتم بين قطاعات هذا الشباب فى مختلف تجمعاتهم أو المراقب بدأب لتعليقاتهم وكتاباتهم القصيرة على مختلف مواقع التواصل الاجتماعى أو المواقع الإخبارية على الإنترنت، يصدم بالغياب الهائل للمعلومات الأساسية لديهم حول المراحل والوقائع والشخصيات التى سبقت الثورة وما ينسب لكل منها من مواقف أو أدوار خلال حكم النظام السابق.

ففى هذه التعليقات والكتابات يتحول كل مختلف مع التيار الفكرى أو السياسى الذى ينتمى إليه أو يؤيده هؤلاء الشباب إلى أحد ''فلول'' النظام السابق لا هدف مما يقوله أو يفعله سوى ''محاربة'' الحق والثورية اللذين يمثلهما هذا التيار وحده دون سواه. ولا يقف الأمر عند هذا الاتهام السهل الشائع بالانتماء للنظام السابق، بل يتعداه كثيراً إلى السباب الذى يصل فى معظم الأحيان إلى الآباء والأمهات وإلى الجزم بالانحراف المهنى والمالى والخلقى، بحيث لا يتبقى من ''المتهم'' بعدها شىء إيجابى يمكن تقديره أو احترامه. والملاحظ فى هذه التعليقات – الاتهامات أن أصحابها ينقلون عن بعضهم البعض دون تمحيص لما ذكره الأولون منهم ولا حتى تفكير فى مدى صحته أو منطقيته وإمكانية تطابقه على من يشنون عليه الهجوم الكاسح. والملاحظ أيضاً أن هذه الظاهرة باتت خلال الشهور الأخيرة أكثر شيوعاً فى أوساط الشباب المنتمين أو المؤيدين لقوى التيار الإسلامى أكثر من غيره، وأن ''المتهمين'' لديهم اتسعوا بشدة ليشملوا كل من يختلف مع هذه القوى أو يوجه لها نقداً أيا كان، بمن فى ذلك بعض الإسلاميين أو المعروفين بتعاطفهم معهم حتى أيام قليلة سابقة.

والحقيقة أن علاج هذه الظاهرة السيئة، التى تهدد بالإطاحة بما بقى من ثقة ومصداقية للجميع فى مصر، هو أحد أمور ثلاثة: إما أن يخصص هؤلاء الشباب وقتاً قصيراً قبل كتابة تعليقاتهم - اتهاماتهم لمن يرونه مختلفاً مع تيارهم للبحث عن حقيقته عبر نفس شبكة الإنترنت التى يعلقون عبرها، عن طريق محركات البحث العديدة الموجودة بها. والثانى أن يسألوا رموز وكبار التيار الذى يؤيدونه عن حقيقة المراحل والوقائع والشخصيات قبل شن الهجوم والسباب عليها، وهو أمر فى الحقيقة واجب تبيانه على هؤلاء الرموز والكبار قبل أن يسألهم عنه الشباب، خاصة أنهم يعلمون جيداً ما يدور على شبكة الإنترنت من أحداث. أما الأمر الثالث والأخير فهو أن يضطر كل ''متهم'' بغير حق أو دليل فى هذه التعليقات والكتابات إلى أن يقدم قبل أن يدلى بأى رأى شفهى أو مكتوب لمشاهديه وقارئيه - سيرته الذاتية الكاملة خلال العهد السابق ومراحل الثورة، حتى يعرف من يختلفون معه قبل الهجوم عليه مع من يختلفون.

إعلان

إعلان

إعلان