لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هل تستطيع مصر حقا الاستغناء عن المعونة الأمريكية؟

هل تستطيع مصر حقا الاستغناء عن المعونة الأمريكية؟

06:53 م الثلاثاء 05 نوفمبر 2013

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - صبري سراج:

رجل الشارع العادي يؤمن تماما بأن مصر تستطيع أن تستغني عن ''المعونة الأمريكية''.. ويأتي إيمانه هذا مما تصدره السلطة الحاكمة بشكل غير مباشر، من أن بلدنا هي ''أم الدنيا...''.

إيمان رجل الشارع ''العادي'' بشأن ما تصدره السلطة يرجع إلى ثقافة موروثة بأن ''اللي يتجوز أمي أقول له يا عمي''، إلى جانب أن ولّي الأمر أدرى بمصلحتنا و''مابيكدبش''.

موروثات أخرى دعمت إيمان رجل الشارع ''العادي'' بقدرة مصر على الاستغناء عن المعونة الأمريكية، وهو موروث ''القومية العربية'' التي بحث عنها عبد الناصر خلال فترة حكمه، فلا يقتنع رجل الشارع ''العادي'' بأن دعم دول النفط لمصر يأتي لسبب إلا ''الأخوة'' ولا يأتي بباله أن المصلحة المباشرة لهم ولنا تقتضي هذا وإن كانت المصلحة تقتضي غير ذلك لحدث.

هل تستطيع مصر حقا الاستغناء عن المعونة الأمريكية؟.. إن هذا السؤال يحتاج أولا لمعرفة ما هي أوجه المعونة وكيف تصرف؟..

تبلغ قيمة المعونة التي تقدمها أمريكا لمصر 2.1 مليار دولار، منها 815 مليون دولار معونة اقتصادية، تم تقليصها إلى 250مليونا، و1.3 مليار دولار معونة عسكرية. وتمثل المعونات الأمريكية لمصر 57% من إجمالي ما تحصل عليه من معونات ومنح دولية، من الاتحاد الأوروبي واليابان وغيرهما من الدول، كما أن مبلغ المعونة لا يتجاوز 2% من إجمالي الدخل القومي المصري.

إذن نحن أمام 1.3 مليار دولار تقدمها لنا أمريكا سنويا في هيئة سلاح يغذي الجيش المصري، صحيح أن أغلب تلك الأسلحة دفاعية، ولكن هل لنا قبل أن نعلن استغنائنا عنها أن نوفر بديلا أولا؟.. اتجهت الإدارة المصرية مؤخرا إلى روسيا، وزار مصر في الأيام الماضية رئيس المخابرات الروسي، ما يؤكد الاتفاق على صفقة سلاح بين الدولتين، لكن هل يكون تدوير الوجه إلى روسيا وإعطاء الظهر إلى أمريكا حلا سليما كليا؟.

فعلها الرئيس الراحل أنور السادات حين أدار ظهره إلى روسيا وقال قوله الشهير بأن ''99% من أوراق اللعبة بيد أمريكا''، وأدار ظهره للشرق تماما، ما جعل فعلا ''99% من أوراق اللعبة بيد واشنطن''.. ذلك النهج الذي انتهجه السادات ساهم بمرور الوقت في تحول مصر إلى تابع لواشنطن، وأداة لتنفيذ سياساتها تجاه الشرق الأوسط.. فهل نكرر اللعبة مجددا مع روسيا وساعتها سنصل إلى نفس النتيجة، أم تلعب الإدارة المصرية على إحداث توازن في العلاقات مع هاتين الدولتين؟.. وبالمرة.. هل خطت مصر أي خطوة حقيقية في سبيل التعاون مع الصين التي ستصبح بعد أعوام قليلة جدا القوى العظمى في اقتصاديا وعسكريا في العالم؟.

إن موقف دول الخليج وتصريحاتهم بشأن قدرتهم على تمويل مصر إذا ما أوقفت أمريكا المعونة صحيح، إذا ما كان الأمر متعلق بالمعونة الاقتصادية. أما المعونة العسكرية فكيف سيوفرها الأشقاء؟.

قال الرئيس السابق لمكتب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمجلس الأمن القومي، ستيفن سايمون، ''إن نفوذ واشنطن بمصر ضعيف، ذلك أن المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى تعهدت بسد أي نقص في التمويل، إذا ما قررت أمريكا تعليق المساعدات التي تمنحها لمصر''.

ولكن هذا -بكل بساطة- والكلام لـ''سايمون''- غير صحيح، لأن الرياض وبعض دول الجوار تستطيع توفير المساعدات الاقتصادية الناقصة، لكنها لا تستطيع تأمين التدريبات العسكرية والمعدات اللازمة لصيانة الدبابات الأكثر تطورًا والطائرات المقاتلة المصرية.

إن الاستغناء عن المعونة الأمريكية برمتها أمر في غاية الروعة، وحلم يتمنى كل مصري تحقيقه، ولكن كيف يتحقق؟.. الأمر يحتاج إلى عمل كبير وتطوير سريع.. وسياسة رشيدة.. وحتى يتحقق ذلك فإن الكلام عن القدرة على الاستغناء عن المعونة هو مجرد ''طق حنك''.

قبل ما امشي:
''إن استقرار الأنظمة الاستبدادية هش ووهمي''.. على الجميع أن يدرك هذه الحقيقة.

للتواصل مع الكاتب على فيسبوك:

https://www.facebook.com/SabrySirag

المقال يعبر عن رأي الكاتب فقط ولا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

إعلان

إعلان

إعلان