لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

دراما حارة: عمل فنى سيتحدى الزمن !

دراما حارة: عمل فنى سيتحدى الزمن !

02:11 م الأحد 11 أغسطس 2013

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - رحاب هاني:
من حوالي 5 شهور قررت قراءة رواية للأستاذ اسامة أنور عكاشة اسمها ''منخفض الهند الموسمي'' -بغض النظر عن الاسم اللي قعدت اتلخبط فيه فترة - المهم الرواية دي بدأت اقرأ فيها لأني عرفت انها هتتعمل مسلسل وهيكون من إخراج ''محمد ياسين'' و بطولة ''إياد نصار''...

ومع أول صفحة في الرواية شعرت بروح أسامة أنور عكاشة بكل تفاصيلها، بشخصيات تفنن في رسمها ليشعرنا ان الكل بني آدمين ليهم أخطائهم و مشاكلهم و في النهاية بيعيشوا معاها وبيحاولوا يكملوا وهو ده الأجمل في شخصياته على مدار أعماله الدرامية أو الروائية أنها حقيقية قوي، أنها مش حلو ووحش لأننا كلنا فينا الحلو والوحش ؛ الطيبة والشر بس في لحظة بنغلب حاجة على التانية و هي اللحظة دي اللي بنعيش معاها الباقي!

ومن شدة إعجابي بالرواية تحمست أكثر لمشاهدة العمل الدرامي وجاءت أول حلقة مع تنويه ''نعيش يوميا واقعا يفوق الخيال في قسوته، لسنا نحن صناع تلك القسوة ولكنها الحياة'' +18 ليعلن انه عمل للكبار فقط في سابقه هي الأولى في الدراما التليفزيونية ليكون ومن البداية مثار جدل ونقاش، ثم بدأ العمل ومن أول مشاهده وجدت اهتمام كبير بأصغر التفاصيل ووجدت حرص شديد على احترام الرواية في المعالجة المقدمة بل أكثر من ذلك أن صناع العمل زادوا الرواية عمق وإحساس سواء من خلال حوار هو الأفضل باقتدار على مدار السنوات الأخيرة في الدراما، تصوير وإضاءة متميزة جدا عكست ''الموجة الحارة''، موسيقى كانت جزء لا يتجزأ من كل مشهد درامي ثم أداء فني مذهل من كافه ممثلي العمل الي فاجأونا بأداء ''يُدرس'' و على رأسهم ''سيد العجاتي'' - ''إياد نصار'' - في واحد من أهم وأصعب الشخصيات اللي أداها و ده ببساطه لأنها شخصية عملت للمشاهد أزمة لأنه مابقاش عارف يحبها ولا يكرهها !

سيد إنسان جواه الخير و الشر... بيتعرض كل يوم وبحكم مهنته كضابط في مباحث الآداب لأشكال من البشر دفعته لأن يشك في اللي حواليه... دفعته لإدراك معنى جديد ''للرخص''.

''سيد'' انسان بيحاول ما يغرقش، بيحاول يعدي الزحمة الاي جواه، اللي خنقاه ، بيحاول يصحي قلبه اللي هو قال عنه انه ''ف تلاجة'' و عشان كده سواء حبيته أو لا في النهاية انت صدقته !

كل ما سبق تحت قيادة مخرج ''مختلف''، صاحب رؤية و فكر بيحاول يوصلهم من خلال الصورة.

وأخيرا وعن قناعة ان الفن هو القادر على مقاومة الألم والوجع في الحياة... أنا لاقيت ده في مسلسل ''موجة حارة''.. لاقيت عمل فني بيقدم الألم والقسوة الموجودة فالمجتمع وبيقدم نماذج إنسانية عايشة وسطينا بتحاول وتعافر تعدي الألم والوجع ده.

كل ده في عمل فني قبل أي حاجة احترم المشاهد و المتلقي و قدم له كم من الأحاسيس والمشاعر والأفكار اللي تخليه يفكر و يحاول هو كمان و عشان كده ؛ شكرًا على افضل اداء تمثيلي و حوار اتفرجت عليه من فترة... شكرًا ل''كاست'' محترم ؛ قدم ابداع على مدار 30 حلقة من غير ما تفلت منهم ولو للحظة.

شكرًا لمحمد ياسين اللي بيثبت كل يوم انه مخرج استثنائي، مريم نعوم ومعالجة جيدة، نادين شمس واسلام ادهم ووائل حمدي وهالة الزغندي على حوار عظيم يستاهلوا عليه شكر واجب. شكرًا لعبد السلام موسى لإضاءة وتصوير كانوا أبطال مهمين زادوا العمل قوةً و ثراءً، شكرًا لليال وطفه على موسيقي عكست روح مصر والأهم لحظات إنسانية في حياة بني آدمين عشنا معاهم.

شكرًا اسامة انور عكاشة اللي لحد النهاردة هو ''مايسترو'' الدراما المصرية... شكرًا لناس بتحب الفن بجد وعملت فن بجد و عشان كده وصل للناس... و الأهم انه هيعيش اكتر من مجرد موسم بتتعرض فيه المسلسلات بالجملة!

رحاب هاني: صحفية ومعيدة بكلية الأعلام – قسم الصحافة ''اللغة الإنجليزية'' – جامعة القاهرة
للتواصل
rehab.ahgroup@gmail.com

المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

إعلان

إعلان

إعلان