لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

''فلول'' ونفعية

''فلول'' ونفعية

02:06 م الأحد 08 سبتمبر 2013

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

كتب – هاني عز الدين:

ما كان مغزى كلمة ''فلول'' الذي طرح عقب اندلاع ثورة 25 يناير، هل هم أعضاء الحزب الوطني ''المنحل'' بالفعل، كما يردد ويصطلح البعض، أما أنها كلمة غير موجودة من الأساس في اللغة.

يعرف لنا المفكر يوسف زيدان الفلول بأنهم: ''الشراذم والمجموعات الهاربة بعد انهزام جيشهم.''، وهذا هو التعريف الصحيح للمصطلح، لكن لم يكن التعريف الذي قصده الثوار قبل عامين وثمانية أشهر.

ما كان يرنو إليه الشباب الثوري في 25 يناير، هو إقصاء دولة النفعية والانتهازية والمصالح التي كانوا يقودها أشخاص، ليس لهم مبدأ أو خلق أو ملة حقيقية يدهسون أي شيء بالأحذية من أجل أهدافهم.

أعضاء الحزب ''المنحل'' لم يكونوا هم فقط الفلول الذي يجب استئصالهم من جسد المجتمع كي يبني حضارته من جديد ولكن تتحدث هنا عن عقليات قال عنها الله : ''{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ}. سورة النساء الآية 145.

إن المبادئ الثورية النزيهة الخالصة لوجه الله لا تتناسب مع محاولات طمس الحقائق، أو النظر للقصة من رؤية واحدة وتبرير غير المنطقي في عهود أخرى بحجج واهية وشعارات كلية غير قابلة للتطبيق.

تهم الإساءة للأشخاص أي كانت مراتبهم أو دورهم في المجتمع أو إنجازاتهم، التي قد يراها البعض إنجازات والآخر يعتبرها جرائم، والعكس بالعكس، تعكس مبادئ بوليسية قديمة لا تتناسب مع المبادئ الثورية الخالصة.

عليك أن تقف أمام المستفيد من هذه الأفكار والراغب في تطبيقها، وتسأل نفسك على مدار التاريخ، من استفاد من الطغاة؟ ستجد نفسك أمام فلول من نوع آخر.. أشخاص يبررون أي شيء بكل السبل والأسانيد والقصص واهية كانت أو منطقية.

مصطلحات مثل ''لا لتصفية الحسابات'' أو ''فتح صفحات جديدة'' .. ''غفران سياسي'' ، كلها تبدو للوهلة الأولى مقبولة كمبادئ مطلقة لكنها مستحيلة التطبيق إذا ارتبط الأمر بجرائم مرتكبة.. لكن هرم القانون إلى أين يصل؟.

هل القانون سيطبق على الجميع ويستدعى من في الحكم للمحاسبة مجردة عادلة على كل الأخطاء السياسية والإنسانية المرتكبة، أو سننتظر إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.

هرم القانون سيتوقف أيضاً أمام فلول النظام الحاكم وبالتجربة نجد أن كل نظام يسقط ، يسقط معه فلوله، أما القانون فيتغاضى عنهم خلال فترة السلطان.. هل يطبق القانون فعلياً؟ .. أم على حسب الهوى.

سنجد الفلول الجدد هنا يروون ما تعرضوا له من ظلم في عهد الحاكم الجائر وستقوم القنوات باستضافتهم وتلميعهم على أنهم أبطال المرحلة، وهم من ارتدوا نفس القناع في وقت سابق من أجل مصلحتهم أيضاً.

والغريب أنهم في أحايين كثيرة تكون روايتهم صحيحة فمن يعين الشيطان يدري أنه شيطان، ومن ثم عليه الحذر والانتظار فهو إما ظافر بخير أو مهادن مستأنس لن يمسسه أذى وإن مسه فليصمت ليظفر بغنيمة أخرى أو يتحول بطلاً في لحظة ثورية مغايرة.

لن يخلو أي مجتمع من هذه الشراذم، لكن يتوجب على الحاكم أن يحاول التخلص منها، لكن كيف ؟ ومثل هؤلاء هم من يروجون لأكاذيبه ويبررون كل ما يقول حق .. باطل .. جنون .. هوس..

إعلان

إعلان

إعلان